* يسأل محمد.ا من الإسكندرية : طلب مني أحد الموظفين مبلغاً من المال بغير حق وذلك نظير قضاء مصلحة لي.. فنصحته وقلت له : إن هذا حرام . فأخبرني بأنه يعول أسرة كبيرة وأن مرتبه لا يكفي وأن ضعف المرتب يبرر الرشوة. فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر : لقد أجمع فقهاء الاسلام علي تحريم الرشوة. وأنها من أكبر الكبائر. والأصل في ذلك قوله تعالي : "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلي الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون" "البقرة/188". ولقد أطلق الله تعالي علي من يأكلون أموال الناس بالباطل بأنهم أكالون للسحت حيث يقول : "سماعون للكذب أكالو للسحت" "المائدة/42". كما ورد عن النبي الكريم صلي الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تحرم الرشوة صراحة وتلعن الراشي والمرتشي والوسيط بينهما. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لعن رسول الله صلي الله عليه وسلم الراشي والمرتشي في الحكم" "رواه الترمذي. وابن حبان. والحاكم". وزادوا : "والرائش" يعني الذي يسعي بينهما. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : "الرشوة في الحكم كفر. وهي بين الناس سحت" وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : "الراشي والمرتشي في النار". ولاشك أن اللعن في الحكم هنا عام. أي في كل من ولي أمراً ولو كان يسيراً وأنه لا يحق لأحد أن يبرر حصوله علي الرشوة بقلة راتبه أو بأنه يعول أسرة كبيرة أو كما يقولون "مصاريفه شديدة" لأن الرشوة من أشد أسباب ضياع الحقوق. بل ربما يسعي الإنسان للحرام وهو يزعم أنه يحافظ علي أسرته. وقد يكون في ذلك ضياعها والقضاء عليها وهو لا يدري. فمن الواجب علي الإنسان أن يتمسك بثوابت دينه ويصبر علي الحياة وعلي قضاء مصالحه فيها بالمثابرة والمجاهدة والكفاح الشريف. وصدق الله العظيم إذ يقول : "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين" "العنكبوت/69". * تسأل هدي.م من القاهرة : منذ أن تزوجت ويلح علي زوجي في بعض الأوقات لمعرفة أسراري الخاصة فيما يتعلق بحياتي قبل الزواج فهل من حقه ذلك؟ وماذا أقول له؟ ** يجيب : ليس من حق الزوج مطلقاً أن يطلب من زوجته بأن تحدثه عن شبابها. ولا فيما يتعلق بحياتها الخاصة قبل الزواج. ولا يجب علي الزوجة بأن تخبر زوجها بأسرارها الخاصة. وليس لها أن تطعه في هذا. لاسيما إذا كان من شأن ذلك أن يؤثر علي العلاقة الزوجية.. وعلي الأزواج أن يتقوا الله في أزواجهن وفي حقوق أزواجهن. ومن أهم تلك الحقوق حقهن في الاحتفاظ بأسرارهن الخاصة قبل الزواج. كما أدعو الزوجات إلي عدم إدخال الشكوك الي قلوب الأزواج حتي لا يتعكر صفو الحياة الزوجية فيلعب فيها الشيطان ويرتع. ولا أجد في هذا المقام إلا بأن أذكر زوجك بقول المعصوم صلي الله عليه وسلم : "إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم" أخرجه أبوداود في صحيحه.