أصبح الأمر ملتبساً الآن بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الطائرة الروسية التي سقطت فوق سيناء يوم 31 أكتوبر الماضي جاء نتيجة لعمل إرهابي.. وأنها سقطت بقنبلة يدوية الصنع بقوة توازي كيلو جراماً واحداً من مادة "تي إن تي" خلال الرحلة. قال بيان صادر عن رئيس جهاز المخابرات الروسية "إف إس بي" إلكسندر بورتنيكوف وأذاعته وكالة الأنباء الروسية إن عملاً إرهابياً تسبب في تحطم الطائرة الإيرباص التابعة لشركة "متروجيت" في سيناء والذي راح ضحيته 224 قتيلاً منهم 24 طفلاً.. وأن رئيس المخابرات أبلغ بوتين بذلك. أقول إن الأمر أصبح ملتبساً لماذا؟ هل الخبراء الروس كانوا يحققون في الحادث بمفردهم دون أن يشركوا معهم خبراء مصريين؟! وهل توصلوا إلي هذه المعلومة ثم فاجأونا بها؟ أم أن الخبراء المصريين كانوا يشاركونهم فعلاً؟! وما هو رأي الخبراء المصريين في أسباب وقوع الكارثة سواء أكانوا مشاركين مع الروس أم لا؟! نحن في حاجة ماسة إلي رأي خبرائنا؟! فلماذا لم يتكلموا أو يبدو وجهة نظرهم الفنية؟! لقد فتحت مصر الباب بكل شفافية أمام الخبراء الذين لهم صلة بالحادث.. وحضر وفد يمثل شركة "إيرباص" المصنعة للطائرة.. فهل هذا الوفد أعلن النتيجة التي توصل إليها حول الحادث أم لا؟! نريد أن نكون صرحاء ولا ندفن رءوسنا في الرمال فالأعمال الإرهابية موجودة الآن في كل مكان.. ولم تستطع فرنسا بكل أجهزتها المعلوماتية والاستخباراتية أن تمنع وقوع كارثة باريس التي راح ضحيتها يوم الجمعة الماضي أكثر من 135 فرنسياً وإصابة أكثر من 300 آخرين. علينا أن يكون دورنا إيجابياً في كارثة الطائرة الروسية.. وإذا كانت بريطانيا قد أخبرت موسكو في وقت مبكر بأن الحادث وقع نتيجة لعمل إرهابي وعلقت وصول طائراتها لشرم الشيخ بناء علي ذلك.. فكيف توصلت إلي هذه المعلومة؟! قواتنا المسلحة أخذت بناصية الأمور في سيناء وقامت بما يشبه المعجزة في تدمير البنية الأساسية للإرهاب وقتل وأسر أفراده وتدمير معداته.. والشرطة قدمت من رجالها الكثير جداً فداء لهذا الوطن.. ونحن بشر فمهما فعلنا ومهما تيقظنا فإنه يمكن أن تفلت منا بعض الهنات التي نفاجأ بنتائجها. علينا أن نتذكر الأعمال الإرهابية التي هزت العالم كله.. وعلي رأسها تدمير برجي نيويورك بطائرات مدنية في 11 سبتمبر 2001 الأمر الذي ظل حديث العالم حتي الآن!! بوتين طلب من الخارجية الروسية أن تطلب المساعدة من الشركاء في البحث عن المتورطين في تفجير الطائرة. وتوعد بالقبض عليهم ومعاقبتهم. وقال إننا سنعثر عليهم أينما كانوا في العالم.. وقال إننا نتبادل المعلومات مع الزملاء البريطانيين حول هذا الموضوع. وقد سارعت موسكو بالإعلان عن مكافأة بقيمة 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن المتورطين في تفجير طائراتها طبقاً لما أفادت به قناة "روسيا اليوم". رد مصر علي المعلومات التي توصلت إليها روسيا جاء علي لسان مسئول بوزارة الطيران المدني بأنه لم يتم إخطار السلطات المصرية حتي الآن بما أعلنه جهاز الأمن الروسي حول العثور علي آثار متفجرات بحطام الطائرة الروسية المنكوبة.. وقال إن مصر هي من تقود فريق التحقيقات ولم يتم التوصل حتي الآن إلي أية معلومات أو أدلة من شأنها تحديد أسباب سقوط الطائرة.. ومصر تقوم الآن بإجراء اتصالات مع الجانب الروسي لاستجلاء الموقف. ونفي مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية ما نشرته وكالة "رويترز" حول احتجاز اثنين من الموظفين في مطار شرم الشيخ يشتبه أنهما ساعدا في زرع القنبلة علي متن الطائرة.. وقال إن هذا الخبر عار عن الصحة جملة وتفصيلاً. الدور الآن علي مصر باعتبار انها تقود فريق التحقيقات.. وليقل لنا خبراؤنا كيف توصلت روسيا من خلال هذه التحقيقات إلي وجود قنبلة فجرت الطائرة. الصراحة مطلوبة وكاشفة للحقائق.