كنوز أؤمن إيماناً قاطعاً أنه سيخرج من صفوف الشعب أبطال مجهولون ، يشعرون بالحرية ويقدسون العزة ويؤمنون بالكرامة . جمال عبد الناصر اقرأ أيضًا| كنوز| رسالتي الصحفية أن أحارب الظلم أياً كان وأن أقول ما أعتقد أنه الحق ولو خالفت في ذلك الرأي العام تحي أجهزة الإعلام العربية بعد غد الذكرى 54 للزعيم الخالد جمال عبد الناصر . شريط من المشاهد التى تمر أمامى كلما حلت ذكراه ، كنت في الثامنة عشرة يوم رحيله ، تلميذ في الصف الثالث بمدرسة شبرا الخيمة العسكرية الثانوية ، خرجت المدرسة بتلاميذها ومدرسيها لنركب الترام من المظلات مجانا لنشارك في تشييع جثمان الزعيم ، أتذكر كل تفاصيل اليوم الحزين ، الدموع تسح من العيون، واللطم على الخدود ، والنواح يتردد صداها ، الذهول على الوجوه ، والصدمة فوق حدود الاستيعاب ! لا أحد يصدق أن عبد الناصر مات ، بينما صوت السادات فى الراديو يؤكد " فقدت الجمهورية العربية المتحدة والأمة العربية والإنسانية كلها رجلا من أغلى الرجال ، وأشجع الرجال وأخلص الرجال "، شوارع القاهرة تحولت في الأول من أكتوبر لطوفان من البشر، كالشلال المندفع نحو ميدان التحرير ،التدافع أسقطنى أرضا تحت الأقدام ، صرخت وناضلت لكى أنهض بمعاونة أولاد الحلال، عدت لبيتى وضلوعى تؤلمنى، تابعت الجنازة من التليفزيون. مازالت أحفظ هتاف الملايين " يا جمال يا نور العين..سايب مصر ورايح فين؟ " .. " الوداع .. الوداع يا جمال يا حبيب الملايين "، المذيع يتلو أسماء رؤساء الدولة العربية والاجنبية الذين أتوا للمشاركة في تشييع الزعيم في جنازة لم يعرفها التاريخ من قبل ، كان أبى لايكف عن البكاء ، وأمي تقول بعد أن ارتدت السواد " الكبير مات " ! رحم الله أمى وأبى ، ورحم " الكبير" الذى سنظل نذكره ونتذكره ، " ناصر " يا أمى سيظل خارج دائرة النسيان . (هيكل) يروي مشهد النهاية الحزينة من غرفة نوم عبد الناصر احتفل محبو الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل يوم الأثنين الماضى بعيد ميلاده ال 101 ، وبعد غد تحل بنا الذكرى 54 لرحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، وأفضل من يحدثنا عن مشاهد النهاية المفاجئة في حياة عبد الناصر هو محمد حسنين هيكل الذى شاءت الأقدار أن يتواجد في غرفة نوم الرئيس قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة . انتهى مؤتمر القمة بالقاهرة باتفاق ملزم للفصائل الفلسطينية المسلحة والقوات الأردنية لوقف نزيف الدماء والخراب الذى حل بعمان ، اجتماعات ومناقشات وتبادل للإتهامات وهوة الخلاف تتسع ثم تضيق ، وتأتى الأخبار بمواصلة الاقتتال المتقطع ، وانفعالات الرئيس عبد الناصر تزداد ، ويبدو عليه التعب والإرهاق مما أضطره أن يقول لياسر عرفات : "إننى حرقت دمى خلال الأيام الأخيرة لكى أحافظ عليكم، وكان أسهل الأشياء بالنسبة لى أن أصدر بياناً إنشائياً قوياً، أعلن فيه تأييدى لكم، ثم أعطيكم محطة إذاعة تقولون منها ما تشاءون ضد الملك حسين ، ثم أريح نفسى وأجلس لأتفرج لكنى ، بضميرى والمسئولية لم أقبل ذلك". هكذا يروى لنا الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل مقدمة التراكمات التى سوف تؤثر على صحة الرئيس المريض أصلا بالسكرى وذبحة صدرية سابقة ، وبعد انتهاء المؤتمر الهادف لحقن الدماء بين الأشقاء ، بدأ الرئيس في توديع الرؤساء والملوك والأمراء المغادرين لبلدانهم من مطار القاهرة ، وكان آخرهم أمير الكويت . اقرأ أيضًا| كنوز| 100 شمعة لفيلسوف «الأخبار».. خدعنا بعدائه للمرأة فصدقناه! ويقول هيكل " فى يوم الرحيل ، اتصل بى الرئيس تليفونياً فى الساعة الواحدة ظهراً ، أحسست من صوته أنه منهك جدا ، سألته عما إذا كان من الضرورى أن يذهب لوداع أمير الكويت ؟ قال إنه سوف يستريح بعد وداع أمير الكويت ، فسألته عما يشعر به ، فقال " أجد نفسى غير قادر على الوقوف". سألته: هل رأيت الطبيب ؟. وقال: كان عندى د. الصاوى وأجرى رسماً جديداً للقلب ، وقال لى إن كل شىء كما هو. قلت: وآلام الساق... أما من دواء لها ؟ . قال: سوف أضع قدمى فى ماء دافئ به ملح، والألم سوف يتحسن من طول الوقوف . ويواصل هيكل روايته قائلا : أحس الرئيس في الدقائق الأخيرة من وداع أمير الكويت أنه متعب بأكثر مما يحتمل ، لكنه تماسك بجهد لا يصدق ، قبل أمير الكويت وهو يتصبب عرقاً ، والدوار يعتريه ، صعد أمير الكويت إلى طائرته ، والتفت الرئيس يطلب سيارته ، كانت العادة أن يذهب ماشياً إلى حيث تقف ، ركب السيارة وهو يقول لمحمد أحمد: " اطلب الدكتور الصاوى يقابلنى الآن فى البيت " . استقل الرئيس المصعد من الدور الأول فى بيته إلى الدور الثانى ، كانت الأسرة كلها فى انتظاره ، أحسوا جميعاً أنه متعب ، لكنه وقف وسطهم دقيقة يتحدث فيها مع حفيديه هالة وجمال ، ثم توجه إلى غرفة نومه والسيدة الجليلة قرينته تسأله متى يريد الغداء، فيقول لها وهو يخلع ملابسه : "لا أستطيع أن أضع شيئاً فى فمى" ، يرتدى بيجامة بيضاء ويدخل إلى سريره ويجىء الدكتورالصاوى، فتستأذن قرينته فى الخروج ، فيقول لها الطبيب : " لا تخافى، أظنه نقصاً فى السكر" ، ذهبت لتعصر كوب ليمون وكوب برتقال ، بينما د. الصاوى يشعر من أول لحظة أن هناك طارئاً خطيراً . خرج من الغرفة وطلب من محمد أحمد استدعاء د. منصور فايز ود. زكى الرملى ، شرب الرئيس كوبا من عصير البرتقال ، وبدأ د. الصاوى محاولاته لوقف الخطر الطارئ ، كان تشخيصه أن هناك جلطة فى الشريان الأمامى للقلب ، الموقف دقيق وحرج ، وبوصول د. منصور فايز،أحست قرينة الرئيس أن هناك شيئاً غير عادى ، فقالت له "لا تؤاخذنى يا دكتور، مجيئك يقلقنى ، أنت تجىء عندما يكون هناك شىء غير عادى"! اقرأ أيضًا| كنوز| يوسف إدريس يسترد مقعده من فتاة صهيونية فوق السحاب فقال لها : "اطمئنى... كل شىء بخير إن شاء الله" . كانت الإسعافات التى بدأها د. الصاوى قبل مجيئهما مستمرة ، وفى الساعة الخامسة بدأ النبض ينتظم ، وضربات القلب تعود إلى الطبيعى. همّ الرئيس فى فراشه وفتح جهاز الراديو ليسمع نشرة الساعة الخامسة من إذاعة القاهرة. فى غرفة النوم ، كان المشهد يتغير بسرعة لم تكن متوقعة ، استمع الرئيس لمقدمة النشرة ثم قال: " لم أجد فيها الخبر الذى كنت أتوقع أن أسمعه" . طلب منه د. الصاوى أن يستريح ولا داعى لبذل أى مجهود ، تمدد الرئيس على فراشه ، وهو يقول : " الحمد لله... أنا دلوقت استريحت يا دكتور صاوى ". كان نظر د. الصاوى مركزا على الرئيس ، لاحظ أنه يغمض عينيه ويده تنزل من فوق صدره وتستقر بجواره ، بعدها لم يشعر عبد الناصر بشىء ، لم يقل كلمة ، خرج د. الصاوى من الغرفة مسرعا لينادى على د. منصور فايز ، وقف الأطباء حول فراش الرئيس ، وبيدهم وعقولهم كل ما يستطيعه العلم ! ويستكمل الأستاذ هيكل الرواية عندما تم استدعاؤه تليفونيا لمنزل الرئيس فيقول : وصلت إلى بيت الرئيس ، صعدت السلم قفزاً، وكانت السيدة قرينته تضغط إحدى يديها على خدها، وبسرعة عبرت إلى غرفة نوم الرئيس، الأطباء مازالوا حوله ، عندما دعيت إلى البيت لم يخطر ببالى ما قدر لى أن أراه ، ولم أكن مهيأ لما رأيت ، كان هناك على الفراش هدوء غريب ، صمت كامل ، لم أحاول أن أقترب من الأطباء ، لم يكن من حق أحد أن يشغلهم ، كان في الغرفة شعراوى جمعة ، وسامى شرف ، ومحمد أحمد ، كانوا مثلى معلقين بين السماء والأرض ، وجدتنى أدور فى الغرفة وأبتهل، أردد والدموع تنزل صامتة " يارب .. يارب" ، أراقب محاولات الطب الأخيرة ، وأناديه فى علاه " يا رب غير ممكن .. يا رب غير معقول" ، وتستمر محاولات التدليك الصناعى للقلب ، وتتكرر تجربة الصدمة الكهربائية ، والجسد الطاهر المسجى يختلج، ولكن الهدوء يعود بعد كل اختلاجه ، بلا حس ولا نبض ، وأحسست أن الأطباء قد فقدوا الأمل، جاء على صبرى ووقف مبهوتاً أمام ما يجرى ، وجاء حسين الشافعى واستدار إلى القبلة يصلى لله ، وجاء أنور السادات ووقف أمام الفراش رافعاً وجهه إلى السماء يتمتم بآيات من القرآن ، ودخل الفريق أول محمد فوزى والذهول يملأ وجهه ، فى نفس اللحظة التى قال فيها أحد الأطباء : "إن كل شىء قد انتهى " !! فقال الفريق أول فوزى بحدة : " لا يمكن ..واصلوا عملكم" . انفجر د. منصور فايز باكياً، وانفجركل الأطباء باكين، وانهمرت الدموع ، طوفان من الدموع ! ويواصل هيكل سرد المشهد قائلا : دخلت السيدة الجليلة قرينته إلى الغرفة المشحونة بالجلال والحزن ، انحنت عليه تقبل يده وهى تقول: " لم يكن لى فى الدنيا سواه ، ولا أريد فى الدنيا غيره ، ولا أطلب شيئاً إلا أن أذهب إلى جواره حيث يكون ، ألن أسمع صوته بعد الآن؟". أقبل أحد الأطباء يغطى وجهه ، فنظرت إليه متوسلة بالدموع : " اتركوه لى ، أنظر إليه ، أملأ عينى به " . خرج الجميع من الغرفة تاركين لها اللحظة الأخيرة ، وحدها معه ، وعندما جاءت السيارة التى تنقل جثمانه الطاهر إلى قصر القبة ، كانت فى وداعه حتى الباب ، كانت تقول والسيارة تمضى به : "حتى بعد أن مات أخذوه منى ..لم يتركوه لى" . وانطلقت به السيارة فى جوف الليل الحزين . ويختتم هيكل المقال الطويل جدا قائلا : " كان جمال عبد الناصر فى حياته أكبر من الحياة .. وكان جمال عبد الناصر بعد رحيله أكبر من الموت " ! محمد حسنين هيكل من مقال "بصراحة " 16 أكتوبر 1970: نزار قبانى يفتح النار علي "الحكيم" دفاعا عن " ناصر " اعترف الرئيس جمال عبد الناصر بأنه تأثر كثيرا بكتاب " عودة الروح " لشيخ الكتاب توفيق الحكيم ، ووجد فيه تبشيرا بملامح المنقذ الذى سيغير حال مصر المتردى في العهد الملكى قبل قيام حركة الجيش في 23 يوليو 1952 ، وتصدى عبد الناصر لكل محاولات الإساءة التى تعمدها بعض الكتاب تجاه توفيق الحكيم وكرمه بقلادة الجمهورية . ولم يحفظ الحكيم كل هذا لجمال عبد الناصر عندما صوب سهام انتقاداته له ولسياساته وخطايا ثورة يوليو في كتاب " عودة الوعى" الذى أحدث ردود أفعال متباينة في المنطقة العربية ، وفتح نزار قبانى النارعلى توفيق الحكيم في مقال بجريدة "الحياة " اللندنية بعنوان "مظاهره ضد رمسيس الأول " ، بالرغم من انتقاده لعبد الناصر في حياته من خلال قصيدة "هوامش على دفتر النكسة"، وعاد ليدافع عنه بعد رحيله في بكائيات صعدت به لعنان السماء ، واستخدم تركيبات لغوية حادة جدا في اشتباكه مع توفيق الحكيم دفاعا عن عبد الناصر . هل يسامحني أستاذنا توفيق الحكيم اذا قلت له أن كتابه الاخير "عودة الوعي" ردىء جدا.. وخفيف ومتأخر ، كتابه قدم للناس على انه عمل من أعمال التحدي وهو في الاساس لا يتحدى احدا ، لان التحدي يفترض وجود الخصم والخصم ينام الآن تحت رخامة قبر في ضاحية منشية البكري في القاهره. الكتاب ردىء جدا لانه لا يضيف شيئا الى ما كان يقال في الشارع والمقهى على لسان العوام ، فهو ريبورتاج صحفي خفيف ليس فيه من توفيق الحكيم القديم شىء، انه مجرد "ثرثرة فوق النيل" تجري داخل عوامة مغلقة بين مجموعة من المعدومين الذين يعتبروا الثقافة نوعا من الفانتازيا. الكتاب متأخر جدا لان الاستاذ توفيق فكر في أداء فريضة الحج بعد عودة الناس من الديار المقدسة لذلك فهو لا يستحق الثواب، لقد تصرف توفيق الحكيم كما يتصرف العاشق حين يحتفظ بمكاتيب عشقه عشرين عاما ثم يخطر له فجأة أن يبيع رسائل حبيبته في المزاد العلني. والنقطة الفضيحة في كتابة عودة الوعي محاولته إقناعنا انه كان خلال أعوام الثورة واقعا تحت تأثير السحر ومنوما تنويما مغناطيسيا ، فكيف يمكن لكاتب كبير أن ينزلق الى هذا المنطق الطفولي ويقول بكل بساطة انه كان مسطولا ومهبولا ومجذوبا وواقعا تحت تأثير السحر طيلة عشرين عاما، واذا كان الحكيم يقول هذا الكلام العامي الغيبي الخرافي فماذا يقول ملايين البسطاء الذين لا يعرفون تفكيك حروف أسمائهم في العالم العربي. المهم أن نملك الشجاعة كي نقول لرمسيس خلال فترة حكمه أنه ملك ظالم وأن نقول لرمسيس خلال فترة رئاسته انه ديكتاتور، لكن الأديب الحقيقي لا يساوم ولا يختبئ تحت اللحاف أثناء البرد والظلم، والشجاع لا ينتظر رحيل العاصفة حتى يخرج ليصطاد السمك. قد يقول الحكيم أن العمر قد تقدم به والشيخوخة لا تسمح بمواجهة السلطان وسجون السلطان وزبانية السلطان ، وهذا قول مردود عليه لأنه ليس من المعقول أن يشيخ الحكيم في الفترة الواقعة بين 22 يولية 1952 وتاريخ 22 يولية1972 ثم يعود شابا بعد هذه الفترة ليلعب اليوجا ويصارع الثيران ويطلق الرصاص . وإذا كان الحكيم معارضا لسياسة رمسيس واسلوبه في الحكم فلماذا بقى في منصبه الكبير في جريدة الاهرام ، ولماذا لم يرفض وسام رمسيس ويعلن سبب رفضه أمام الرأي العام ، ولكن وسام رمسيس ظل على صدر الحكيم يتباهى به أمام الجميع ويفتخر أن رمسيس كرمه ، مصر يا أم الصابرين إنني أعتذر اليكي باسم كل الكتاب الذين خرجوا بعد عشرين عاما من غرفة التخدير وقرروا أن يسيروا في مظاهره ضد المغفور له الملك رمسيس الأول . نزار قبانى جريدة " الحياة " اللندنية الفراق صعب واحنا شعب قلبه حنون يقال أن المتعدد المواهب صلاح جاهين مات نفسيا مع نكسة 5 يونيو 1967 التى زلزلت كل المثقفين الذين التفوا حول ثورة يوليو وتغنوا بها ولها ، وجاءت وفاة عبد الناصر لتزيد الأحزان في نفس صلاح جاهين التى خرج منها بعد انتصارات السادس من أكتوبر المجيدة ، لم ينس عبد الناصر الرمز ، وتلك واحدة من مراثيه التى كتبها في ذكراه ويقول فيها : " حتى الرسول مات وأمر الله لابد أن يكون / بس الفراق صعب واحنا شعب قلبه حنون / وحشتنا نظرة عيونك للبلد ياجمال / والحزم والعزم فيها وحبنا المكنون / وحشتنا عبثة جبينك وأنت بتفكر/ ونبرتك وانت بتعلمنا وتفسر/ وبسمة الود لما تواجه الملايين / وقبضة اليد لما تدق ع المنبر/ وقبضة اليد لما تلاطم الجرانيت / وترفع السد عالى المجد عالى الصيت / وتأدب النيل وتحكم مية الفيضان / ما تعدى نقطة سوى بالخطة والتوقيت / وبقيت أقول : مية الفيضان واحشانى / سبتمبر إزاى بدونها يكون يا خلانى / يا ويلى من دا طلب ويا ريتنى ما اتمنيت / لبى الزمن منيتى من دمع أشجانى / وعاد لسبتمبر الفيضان دمع هتون / ينصب م القلب ويهيم فى النسيم محزون / يميل نخيل الرطب على بعضه بالهمسات : حتى الرسول مات / مات / وأمر الله لابد يكون " . صلاح جاهين من قائد لقائد تستمر الإنجازات