عواصم- وكالات الأنباء: قال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إن التحدى الرئيسى حاليًا هو منع اندلاع حرب أوسع نطاقا، فى ظل الهجمات الإسرائيلية المستمرة على لبنان. ورأى بلينكن - فى تصريحات لشبكة إن بى سي- أن الحل الأمثل لإعادة السكان إلى الشمال «ليس من خلال التصعيد بل عبر اتفاق دبلوماسي». وحذر مسؤولون أمريكيون الحكومة الإسرائيلية من أن الإستراتيجية التى تتبعها مع حزب الله يمكن أن تدفع المنطقة بسرعة نحو الحرب، وذلك يكشف لأول مرة منذ ما يقرب من عام اختلافا صارخا فى وجهات النظر بخصوص التعامل مع حزب الله، بحسب ما كشفه موقع بوليتيكو أمس. وأوضح الموقع أن الولاياتالمتحدة أخبرت إسرائيل أن الحل الدبلوماسى مع حزب الله لا يزال ممكنا، وأن الحملة العسكرية يمكن أن تعرقل هذا الجهد، ولكن حكومة بنيامين نتنياهو مضت قدما على أى حال. ومع أن المسؤولين الإسرائيليين لم يستبعدوا دفع واشنطن للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي، فإنهم اختلفوا معها فى كيفية التوصل إلى اتفاق. وقال مسؤول إسرائيلى -فضل عدم الكشف عن هويته- إنهم أوضحوا للولايات المتحدة أن الوقت قد حان «للتصعيد من أجل خفض التصعيد»، وذلك يعنى ضرب حزب الله بقوة لإرغامه على المشاركة فى المحادثات لإنهاء الصراع. وأشار الموقع إلى أن هذه هى المرة الأولى التى تختلف فيها الولاياتالمتحدة وإسرائيل اختلافا صارخا حول كيفية التعامل مع حزب الله، وهو ما يثير تساؤلات عن قابلية خطة الإدارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق دبلوماسى لإنهاء الصراع على طول الحدود الشمالية لإسرائيل فى الأمد القريب. وحثت الولاياتالمتحدة تل أبيب منذ أشهر على تجنب تصعيد حملتها العسكرية فى لبنان، خوفا من إشعال توترات فى المنطقة وإطلاق شرارة حرب محتملة. ووافقت إسرائيل إلى حد كبير على الجهود الدبلوماسية التى اقترحتها واشنطن حتى أواخر أغسطس الماضى عندما توقفت محادثات وقف إطلاق النار فى غزة، لتنتهز إسرائيل الفرصة وتبدأ جهود إضعاف حزب الله فى الشمال، حسب الموقع. وفى اجتماعات الأسبوع الماضي، أوضحت إسرائيل لأموس هوكشتاين، أحد كبار مستشارى الرئيس الأمريكى جو بايدن، أن حزب الله لم يُظهر أى علامات على الرغبة فى الانخراط فى محادثات دبلوماسية جادة، وأن تل أبيب مستعدة لتكثيف الضغط عليه. وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم لم يتلقوا أى تحذيرات سابقة بشأن هجمات الأسبوع الماضى على أجهزة النداء (البيجر) واللاسلكى لدى حزب الله. ورغم دعم بعض المسؤولين فى البيت الأبيض للضربات العسكرية الإسرائيلية على حزب الله، فإن آخرين فى البنتاجون ومجتمع الاستخبارات ليسوا واثقين من أن هذه الإستراتيجية ستنجح، بل إن بعضهم أصبحوا محبطين أكثر وغير مرتاحين لارتفاع عدد الضحايا فى لبنان. ونقلت شبكة إيه بى سى عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أصبح أكثر صعوبة وإن الاجتماعات بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين غير منتجة. من جانبها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم أن قرار التصعيد فى لبنان قوبل بمعارضة شديدة من بعض كبار المسؤولين. وتساءل المسؤولون: كيف سيعود السكان إلى الشمال إذا تحول التصعيد لحرب شاملة؟ من جانبه، وجه قادة إيرانيون أمس رسائل دعم للمقاومة فى لبنان وقطاع غزة، ودعوا لرد منسق ضد إسرائيل، كما جددوا التأكيد أن طهران لن تخضع لضغوط تل أبيب وواشنطن. وانتقد المرشد الإيرانى على خامنئى موقف الولاياتالمتحدة الداعم للعدوان الإسرائيلى على لبنانوغزة، وقال إن واشنطن تعلم بجرائم الكيان الصهيونى وتدعمه وتحتاج إلى انتصاره. وشدد خامنئى على أن الهجمات والاغتيالات التى تنفذها إسرائيل، لن تؤدى الى إخضاع حزب الله. من جهته، دعا الرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان الدول إلى إظهار رد منسق ضد إسرائيل حتى لا تفعل فى لبنان ما فعلته بغزة. وطالب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون نظيره الإيرانى خلال اجتماع فى نيويورك بأن تستخدم طهران نفوذها لإرساء «تهدئة عامة» فى الشرق الأوسط. كما ناقش ماكرون وبيزشكيان البرنامج النووى الإيراني.