أثارت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، والتي توعد فيها بالوصول إلى المسؤولين عن إسقاطها أينما كانوا، علامات استفهام حول ما يرمي إليه. وخلال مؤتمر قمة الدول العشرين، قالب بوتين إن جهاز الاستخبارات الروسي أعلن أن سبب سقوط الطائرة الروسية مطلع الشهر الجاري، عبوة ناسفة زرعت بداخلها وتزن نحو كيلوجراما واحدا من TNT، وأشار إلى أنه أصدر أوامره للأجهزة الخاصة بالوصول إلى المسؤولين عن سقوطها "أينما كانوا ومعاقبتهم". وقال اللواء حسن الزيات الخبير العسكري، إن تصريحات بوتين بشأن استهداف المتورطين في الحادث تشير إلى الضغط الذي يمثله الشعب والمعارضة والبرلمان الروسي على القيادة الروسية". وأوضح أنه في حال ثبوت وجود عمل إرهابي وراء الحادث فإن ذلك سيؤثر بالسلبية على العلاقة بين البلدين. وأعلنت روسيا، اليوم، للمرة الأولى، أن "قنبلة زرعت في طائرة الركاب الروسية"، فيما رصد جهاز الأمن الاتحادي الروسي، "مكافأة مالية قدرها 50 مليون دولار، لمن يدلي بمعلومات عن المتورطين بالحادثة"، بحسب بيان صادر عن الكرملين. وأضاف الزيات ل"المصريون"، أن "سياسة موسكو خلال الفترة الماضية، تؤكد أنها لا تتخذ أي خطوات في أي مكان دون تنسيق، حيث إنها لم تقم بعمليات عسكرية في سوريا، إلا حينما طلبت الحكومة السورية ذلك". وتابع "بالتالي يمكن أن تدخل الطائرات الروسية بالتنسيق مع مصر لتدمير مقاتلي "داعش" بسيناء، من أجل أن تطفئ نيران الغضب داخل قلوب الشعب الروسي". وأشار الخبير العسكري إلى أن "روسيا تحترم سيادة مصر على أرضها، وستحافظ على علاقتها بمصر"، لافتًا إلى أنها تحرص على الحفاظ على العلاقة الودية مع مصر، خاصة في ظل تعاون الجانب المصري معها. من جانبه، قال اللواء محمد رشاد، الخبير العسكري، إن "الجانب الروسي من حقه أن يتدخل لحسم الموقف في حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء"، موضحًا أن "مصر ستقوم بالتنسيق مع روسيا لضبط الإرهابيين في سيناء". وأشار إلى أن "الجانب المصري سيتعاون مع الجانب الروسي، ولابد أن يحاول الجانب المصري، استرضاء الجانب الروسي، وامتصاص غضب الشعب الروسي، حتى تمر الأزمة بسلام". وكانت الطائرة الروسية "إيرباص321" سقطت، نهاية أكتوبر الماضي، قرب مدينة العريش، وعلى متنها 217راكبًا معظمهم من الروس، إضافة إلى 7 يشكلون طاقمها الفني، لقوا مصرعهم جميعًا. وفي أول تعقيب رسمي على إعلان روسيا أن "سقوط طائرتها المنكوبة في سيناء جراء قنبلة"، قال رئيس الوزراء شريف إسماعيل، "سنأخذ بعين الاعتبار ما توصل إليه الجانب الروسي بشأن تحقيقات الطائرة المنكوبة". وأوضح إسماعيل، في بيان اليوم، أن "اجتماع الحكومة ناقش اليوم عددًا كبيرًا من الإجراءات"، لافتًا إلى أن "مصر تقدر الألم الذي يشعر به الشعب الروسي، وأن الحكومة علمت بنتائج التحقيقات الروسية، التي شارك فيها فريق البحث الجنائي، التابع لوزارة الطوارئ الروسية، والذي زار مصر فور وقوع الحادث". وتابع إسماعيل "السلطات المعنية سوف تضمّن تلك التحقيقات فور ورودها، في عملية التحقيق الشاملة التي تقوم بها اللجنة المشكلة من جميع الأطراف الدولية المعنية بالحادث، تمهيدًا لاتخاذ اللازم وفقًا للقواعد الدولية الخاصة بالتحقيقات في حوادث الطيران، لاستكمال الإجراءات اللازمة".