أكد خبراء التربية والبحوث التربوية ان مشكلة الدروس الخصوصية أصبحت ظاهرة اجتماعية راسخة والقضاء عليها صعب ويمكن الحد منها من خلال الاهتمام بالقنوات والبرامج التعليمية وتناولها للمناهج الدراسية بشكل بسيط لجذب الطلاب وتفعيل مجلس الآباء والمعلمين في الرقابة علي سير العملية التعليمية ودور الإدارات المدرسية في محاسبة المقصرين والأهم من كل ذلك قيام المدرسين بأداء دورهم المهني وتطبيق ميثاق الشرف التعليمي. طالب الخبراء بتغيير أساليب التعليم التقليدية والاتجاه للأساليب التعليمية الحديثة التي تعمل بها الدول المتقدمة ودعم التعليم البحثي في حل المشكلات. * د. رسمي عبدالملك أستاذ الإدارة والتخطيط التربوي والمركز القومي للبحوث التربوية أكد ان هناك أبحاثاً عديدة تناولت مشكلة الدروس الخصوصية وهذه الأبحاث ميدانية موسعة كانت من أهم نتائجها غياب الضمير المهني للمعلم في أداء دوره وقصور الإدارة المدرسية في الرقابة علي التزام المعلمين.. مشيراً إلي أن قضية الدروس الخصوصية تحتاج إلي معالجة متكاملة وتناولها علي المستوي القومي. أشار د. عبدالملك إلي أن هناك مجلس آباء ومعلمين من المفترض وجودهم في جميع المدارس لكنه موجود شكلياً رغم ان له صلاحية مراقبة الأداء التعليمي علي جميع الأصعدة. * د. محمد المفتي أستاذ المناهج بكلية تربية جامعة عين شمس يقول: ان فكرة القضاء علي الدروس الخصوصية غير واقعية لأنها ظاهرة اجتماعية مرضية من أهم أسبابها التدافع علي دخول كليات القمة. أضاف ان المناهج العقيمة المكتظة بالمعلومات والمعارف غير الضرورية للمتعلم تجعله غير قادر علي اكتساب جميع المعلومات من المدرسة فيضطر للالتحاق بدروس خاصة. أوضح د. المفتي ان العلاج يبدأ من تنقية المناهج وتطوير أسلوب الامتحانات فتكون الأسئلة بحثية تقيس قدرات الطلاب علي حل المشاكل والبعد عن وضع الامتحانات التي تعتمد علي الحفظ والتلقين. * د. عايدة أبو غريب أستاذ المناهج بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية تري ان الأسلوب الأمثل للحد من المشكلة أن يتم تدريب المعلمين من خلال إعداد تدريبات بالمدارس التي يمارسون بها العملية التعليمية حتي يستطيع أن يتماشي مع العلوم الحديثة في توصيل المعلومات إلي الطلاب بالشكل المناسب والذي يساعدهم علي استيعابها. أضافت ان المناهج التعليمية يجب أن تخرج عن الأساليب التقليدية والاعتماد علي التعليم بشكل عملي بعيداً عن التعليم النظري. * د. مصطفي محمود عميد كلية تربية جامعة عين شمس سابقاً يري ان أولياء الأمور لهم دور أساسي في دعم الدروس الخصوصية بسبب الرغبة في التحاق أبنائهم بكليات القمة فلابد من تغيير وجهة نظرهم. أضاف ان دور المدرسة الآن انحصر علي الحضور والغياب مع وجود الإهمال الصارخ الذي نراه يومياً وزيادة الأعداد في الفصول التي تجعلهم يعجزون عن الاستيعاب لذلك علينا أيضاً بناء مزيد من المدارس ورفع من رواتب المدرسين حتي يكون في حالة نفسية متزنة يستطيع الشرح والقيام بدوره علي أكمل وجه.