انطلقت الليلة الماضية في الرياض أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي ورؤساء وممثلي 33 دولة لبحث آلية التعاون بين الجانبين في جميع المجالات خاصة المجالات السياسية والاقتصاد والثقافة والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة والسياحة وذلك لتحقيق التنمية الدائمة في تلك البلدان. تناقش القمة الرابعة التي تعقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والتي تستمر لمدة يومين تطورات الأوضاع علي الساحة الفلسطينية خاصة رفع الحصار الإسرائيلي المفروض علي قطاع غزة. والإرهاب والوضع في سوريا وفي ليبيا وفي اليمن وتطورات المؤتمر التاسع لمراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي. والدورة العشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والمقدمة من جانب بيرو. يستند هذا الترابط الدولي علي جذور مشتركة وقيم موحدة. وتعد قمة الدول العربية ودول القارة الأمريكية الجنوبية للاستفادة منه داخل المحافل والمنظمات الدولية في قضايا مثل إصلاح الأممالمتحدة. واحترام القانون الدولي. ورفض التحركات الدولية أحادية الجانب. ومساندة تبني منظمة التجارة العالمية جدول أعمال ذا طابع تنموي. وتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية. بالإضافة إلي المساهمة في تحقيق السلام الدولي عن طريق نزع السلاح. كما أن هذه القمة تعتبر تجمعاً دولياً مهماً يوفر آلية لبحث سبل التعاون والتنسيق العربي - الأمريكي الجنوبي في مجالات الاقتصاد والثقافة والتربية والتعليم والتكنولوجيا وحماية البيئة والسياحة وغيرها من القطاعات المتعلقة بالتنمية المستدامة والمساهمة في تحقيق السلام العالمي. لاسيما وأنه يتم علي هامش أعمال القمة عقد لقاءات لرجال الأعمال من الدول الأعضاء. وتضم القمة العربية الجنوبية من 34 دولة 12 دولة من أمريكا الجنوبية. وهي: الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وشيلي وكولومبيا والإكوادور وجويانا وباراجواي وبيرو وسورينام وأوروجواي وفنزويلا. و22 دولة عربية هي: الجزائر والبحرين وجزر القمر ومصر والإمارات والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا وموريتانيا والمغرب وعمان وفلسطين وقطر والصومال والسودان وسوريا وتونس واليمن وجيبوتي. إضافة إلي مشاركة كل من جامعة الدول العربية واتحاد دول أمريكا الجنوبية. تعقد القمة كل ثلاثة أعوام ويشارك فيها رؤساء الدول والحكومات. وعقدت ثلاث قمم حتي الآن. الأولي في برازيليا في 10 و11 مايو 2005. والثانية في الدوحة في 31 مارس 2009. والثالثة في ليما في 2 أكتوبر 2012. والتي اتسمت بأنها أول قمة تُعقد بين ممثلي الدول العربية ودول القارة الأمريكية الجنوبية في أعقاب ثورات الربيع العربي. يذكر أن مقعد سوريا في القمة شاغر بسبب تجميد أنشطتها في الجامعة العربية منذ عام 2011 ولم تشارك منذ ذلك الحين في أي نشاطات عربية. وبدأت وقائع الجلسة الافتتاحية بكلمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أكد خلالها علي ضرورة التعاون البناء بين جميع الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية. قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إننا نشعر بالارتياح للتوافق والتقارب بين وجهات نظرنا كدول عربية ودول أمريكا الجنوبية تجاه العديد من القضايا والمسائل الدولية وأشاد في كلمته خلال افتتاح قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية بالمواقف الإيجابية لدول أمريكا الجنوبية الصديقة المؤيدة للقضايا العربية. خاصة القضية الفلسطينية. وقال إننا ننظر بالتقدير إلي ما حققته القمم الثلاث السابقة. ونتطلع إلي تنسيق مواقفنا تجاه القضايا المطروحة علي الساحة. أضاف في بداية كلمته: يسعدني الترحيب بكم مقدراً لكم تلبية الدعوة للمشاركة في هذه القمة. مشيداً بالجهود الطيبة التي بذلها رؤساء الدورات السابقة في كل من "جمهورية البرازيل الاتحادية. ودولة قطر. وجمهورية البيرو". وأكد علي أهمية العلاقات بين دولنا. وحرص المملكة علي تنميتها وتعزيزها في المجالات كافة. وقال إننا نشعر بالارتياح للتوافق والتقارب بين وجهات نظرنا تجاه العديد من القضايا والمسائل الدولية. ونشيد بالمواقف الإيجابية لدول أمريكا الجنوبية الصديقة المؤيدة للقضايا العربية. خاصة القضية الفلسطينية. كما أننا ننظر بالتقدير إلي ما حققته القمم الثلاث السابقة. ونتطلع إلي تنسيق مواقفنا تجاه القضايا المطروحة علي الساحة الدولية. ومكافحة الإرهاب والتطرف ونشر ثقافة السلام والحوار. أضاف أن فرص تطوير العلاقات الاقتصادية بين دولنا واعدة. ومبشرة بما يحقق نماء وازدهار أوطاننا. ويدفعنا لتذليل العقبات والمعوقات وتشجيع ودعم تدفق الاستثمارات. وتبادل الخبرات. ونقل التقنية وتوطينها. والتعاون في المجالات كافة. أشاد بالنمو الجيد في معدلات التبادل التجاري وحجم الاستثمارات البينية منذ انعقاد قمتنا الأولي في برازيليا عام 2005م. ولازالت الآمال معقودة لتحقيق المزيد من هذا المجال. دعا إلي تأسيس مجالس لرجال الأعمال. والنظر في توقيع اتفاقيات للتجارة الحرة. وتجنب الازدواج الضريبي. وتشجيع وحماية الاستثمارات بين دول الإقليمين التي ستوفر إطاراً تنظيمياً وقانونياً لتعزيز تدفقات التجارة بينها. وفي الختام قال أشكركم جميعاً متمنياً لاجتماعنا هذا التوفيق والنجاح. أهداف التنمية المستدامة أكد رئيس أورجواي. رئيس مجموعة دول أمريكا الجنوبية في القمة أن دول القمة ستكافح الفقر لتقضي عليه داخل مجتمعاتنا وتعمل علي تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجتمعاتنا. أشار رئيس أورجواي في كلمته إلي انهيار أسعار النفط مما أثر سلباً علي اقتصاديات الدول العربية وفي أمريكا الجنوبية. داعياً إلي الأخذ في الاعتبار تطوير البنية التحتية والعملية التعليمية لتجنب الخروج من ركب التقدم. دعا إلي أن يكون للمنطقتين العربية والأمريكية الجنوبية تأثير في عملية اتخاذ القرارات الدولية حفاظاً علي حقوق مواطنينا. ودعا إلي تحقيق الوحدة انطلاقاً من نقاط الخلاف لتكون نقاط قوة. من جانبه. قال وزير خارجية البرازيل فيريرا. الذي تتولي بلاده دور المنسق الإقليمي لدول أمريكا الجنوبية إن دول أمريكا الجنوبية تحتضن جاليات واسعة من أصول عربية في ظل القدرة علي التعددية واستيعاب الآخرين. من جانبه قال سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون إن المنطقتين العربية والأمريكية ثريتان ولهما قدرات كبيرة يجب استثمارها. وقال بان كي مون في كلمته إن العرب المهاجرين إلي أمريكا الجنوبية هم الأعداد الأكبر في العالم مما يرسل رسالة قوية في ظل الأزمات التي يعانيها العالم. وهناك الكثير من المجالات للتعلم والتبادل بين الجانبين. وأشاد بالتزام الدول العربية والأمريكية الجنوبية بأجندة التنمية المستدامة لما بعد عام 2015. وإن كان هناك الكثير الذي يتعين عمله للقضاء علي الفقر والبطالة والفساد. مشدداً علي النجاح الذي تحقق في تمكين المرأة ومناهضة العنف وتعزيز الحقوق الأساسية. رفع العلم الفلسطيني أكد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في كلمة ألقاها نيابة عنه الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس الوزراء الكويتي أن دعم دول أمريكا الجنوبية للقضية الفلسطينية تجسد مؤخراً في الدعم الذي قدمته لرفع العلم الفلسطيني في الأممالمتحدة كعضو مراقب. مشيداً بالدعم الذي تقدمه دول أمريكا الجنوبية لجميع القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وقال أمير الكويت إن حل القضية الفلسطينية وتحقيق النجاح في مسارها لن يتم إلا بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. أكد الشيخ صباح الأحمد علي أن حل الأزمة السورية لن يتم إلا بحل سياسي. مطالباً المجتمع الدولي بالتوافق والوصول إلي الحل المنشود الذي يحقن دماء الأشقاء ويحفظ لهم كيان وطنهم. علاقات تاريخية أكد نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية أن انعقاد قمة الرياض يؤكد علي أن علاقاتنا مع دول أمريكا الجنوبية ليست وليدة اللحظة وإنما تمتد لأعماق التاريخ. وقال العربي في كلمته: إن العالم العربي يشهد تحولات كبري وغير مسبوقة من تفسخ الدولة وتفشي ظاهرة الإرهاب والعنف. مشيراً إلي أنه لمواجهة كل هذه التحديات اتخذ مجلس الجامعة العربية عدة قرارات أكد خلالها علي ضرورة المواجهة الشاملة للإرهاب ليس باستخدام الأدوات الأمنية فقط إنما استخدام أساليب ثقافية وإعلامية وإطلاق برامج لخفض الفقر. تطرق العربي إلي القضية الفلسطينية وقال إن دول المنطقة والعالم بأسره لن ينعم بالسلم في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.