قراءة الجغرافيا السياسية والتركيبة الانتخابية للدائرة الانتخابية الأولي لمركز وبندر سوهاج لا تخلو من اللوغاريتمات والألغاز وتحير أي متابع حيث دخلت حسابات الدائرة لجولة الإعادة في حسبة برما فيما يشبه صراع الديوك والصراحة راحة فالمواجهة تشتعل بين ناخبي ومرشحي القري وناخبي ومرشحي البندر وتعالت نبرة أنا وأخوي علي الغريب فأهل القري في اللعبة السياسية يعتبرون أهل البندر غرباء والعكس من جانب أهل البندر وهنا مكمن الخطورة ذات الأوجه المتعددة لفرسان الإعادة بالدائرة وعندما نقترب أكثر من الخريطة السياسية والانتخابية للدائرة تظهر لنا المشاهد السياسية المعقدة بوضوح فقبل ثورتي 25 يناير و30 يونيو كانت دائرة البندر تمثل بنائبين ومثلها للمركز فيما يسمي بمجلس الشعب السابق علي اعتبار أنهما دائرتان منفصلتان وقدمت دائرة البندر وكيلين سابقين لمجلس الشعب هما الراحلين إيهاب مقلد ابن مدينة سوهاج والمستشار أحمد حمادي ابن قرية بلصفورة التابعة إداريا آنذاك لمركز شرطة سوهاج وانتخابيا لبندر سوهاج. واقع الدائرة ومكوناتها من خلال البيان الإحصائي الصادر عن اللجنة القضائية المشرفة علي الانتخابات مجلس النواب برئاسة عبدالمنعم عبدالستار يوضح بأن مركز سوهاج به 80 مركزا انتخابيا يضم 144 لجنة فرعية وعدد ناخبيه 273 ألفا و840 بينما بندر سوهاج بقسميه أول وثاني 32 مركز انتخابي يضم 83 لجنة فرعية وعدد ناخبيه 170 ألفا و741 وفارق الأصوات لصالح المركز 103 آلاف وتوضح لغة الأرقام السابقة المأزق الكبير لفرسان الإعادة الستة بالدائرة فمن ينجح منهم في استقطاب ناخبي المدينة والمركز يفوز بالمقعد ولكن ليس بالسهولة المعروفة فالطريق لكرسي مجلس النواب ليس مفروشا بالورود لأي منهم لعدة أسباب وجب الوقوف أمامها منها أن بندر سوهاج ينافس بمرشحين لملحق الإعادة اللواء ممدوح مقلد مساعد وزير الداخلية الأسبق كما شغل مديرا لأمن أسيوط من عائلة مقلد المعروفة وللمرة الأولي برشح نفسه ويراهن علي المقعد بقوة كمرشح مستقل بعيدا عن عباءة الأحزاب وله تواجده القوي علي الساحة وامتد بتواصله مع الناخبين بعيدا عن جغرافية البندر. وحقق في الجولة الأولي 23219 صوتا ومعه من نفس البندر النائب السابق علاء مازن من عائلة مازن المعروفة بمدينة سوهاج مرشح حزب المصريين الأحرار ويملك الكثير من قواعد اللعبة الانتخابية وأصوات الناخبين الأقباط تصب في صندوقه الانتخابي وله شعبيته وحقق في الجولة الأولي 23946 وسوف يدعمه من راسبي الجولة الأولي ابن عمه مازن أبوالنور نائب شعب سابق للاحتفاظ بامتداد الكرسي للعائلة مع تطبيق قاعدة أنا وابن عمي وعليهم عليهم ويلاحظ أن ثنائي ملحق الإعادة من أبناء البندر يواجه بشدة رباعي فرسان الإعادة من مرشحي أبناء مركز سوهاج وهم الشاب أحمد نشأت منصور ابن عائلة الأغاوات المعروفة بقرية أولاد نصير السياسية بمركز سوهاج وتضم القرية 14 نجعا وتابعا ومعروف عن تاريخ القرية الوقوف مع أي ابن من أبنائها في ملحق الإعادة وينسون ما بينهم والمرشح يخوض انتخابات مجلس النواب تحت عباءة حزب المصريين الأحرار وخاض انتخابات 2010 وانتخابات 2011 وكان قاب قوسين من الحصول علي المقعد وله تواجده القوي في الدائرة بعيدا عن الحزب وضمن أصوات الناخبين الأقباط وقدم العديد من الخدمات لأبناء الدائرة ويعد امتدادا للنائب الراحل المعروف فهمي منصور عميد العائلة الأسبق وحصل في الجولة الأولي علي 31695 صوتا وله صلة قرابة قوية مع مرشح البندر علاء مازن وقد تفيد التربيطات القوية المرشحين وسلفني الأحد تلاقيني الاثنين وياما في الجراب يا حاوي وزيتنا في دقيقنا ويا دار ما دخلك شر ومن دائرة المركز في ملحق الإعادة ابن قرية بلصفورة وتوابعها وجيرانها من قري جنوب المركز اللواء شرطة سابق حازم حمادي البرلماني 4 دورات في مجلس شعب ما قبل ثورة 25 يناير عضو لجنة السياسات السابق بالحزب الوطني المنحل وله رصيده الكبير بالدائرة وتمتد خدماته لكثير من قري المركز ومن الوجوه المقبولة لدي الناخبين وحصل في الجولة الأولي علي 20608 أصوات ويواصل سهر الليل بالنهار للاحتفاظ بكرسي عائلة حمادي البرلمانية ببلصفورة حيث كانت تمثل في السابق في البرلمان بمقعد شعب وآخر شوري. ومن مرشحي المركز نائب الشعب السابق دورة واحدة د.محمد فقير رضوان ابن قرية إدفا من كبريات قري المركز وكان في السبعينيات يتم فرز أصوات الدائرة بالوحدة المحلية في القرية وجده كان عضو مجلس أمة في السابق ويعتمد علي خدماته لأبناء الدائرة وخدماته الصحية كطبيب وحصل في الجولة الأولي علي 17181 صوتا ولكن طريق الكرسي محفوف بالمخاطر حيث إن قريتي إدفا وأولاد نصير متجاورتان وفي حاجة لتنسيق مع زيد وعبيد من المرشحين.ومن مرشحي دائرة المركز المهندس أحمد إبراهيم عواجة من أبناء قرية روافع القصير الملاصقة لبندر سوهاج وسبق له خوض انتخابات 2011 ولم يوفق وهو من الوجوه المقبولة وفي حالة حصوله علي أصوات قريته وجيرانها من القري الملاصقة لها سوف يكون له شأن آخر وحصل في الجولة الأولي علي 20608 أصوات. وتبدو حسبة برما في ملحق الإعادة بالأولي علي 3 مقاعد بين 6 مرشحين منهم 4 من المركز و2 من البندر في انطلاق أصوات ترزية الانتخابات بالبندر من خلال مكبرات الصوت المحمولة علي تاكسيات أجرة وهي تجوب شوارع البندر تشعل الحماس لدي ناخبي البندر وتطالبهم بالخروج في الإعادة عن بكرة أبيهم للوقوف مع مرشحي البندر تطبيقا لقاعدة أنا وابن عمي في المقابل رباعي المركز يجوبون قراهم لحشد أنصارهم للتصويت لصالحهم مع التلميح بأن الكراسي لو طارت للبندر يبقي عليه العوض في خدمات القري وأن المدينة متخمة بالخدمات والقري تئن من تحقيق أبسط حقوقها وكل شيء رايح للبندر والقري في السبنسة. بعد عمليات الجمع والطرح والقسمة لحسابات ملحق الإعادة بالدائرة الأولي تلوح في الأفق بوادر سيمفونية الإعادة منها أن ناخب المدينة ومهما تكن المقالب وسوء النوايا بين مرشحي البندر لن يعطي صوته لمرشح الفلاحين والمزارعين وأنه في حالة الخروج القوي لناخبي المدينة لجولة الإعادة سوف تكون فرص مرشحي المدينة أكبر لحصد مقعدين من الثلاثة في المقابل تكمن عدم الثقة بين رباعي مرشحي القري في ملحق الإعادة في التربيط والتستيف فبريق الكرسي تتحطم في طرقه كافة القيم وكلام الليل زي الزبدة الفلاحي تطلع عليها الشمس تسيح والسيناريو المتوقع لجولة الإعادة تحركات منفردة لمرشحي القري وحيلك يا أبوذراع أو إغراءات مادية في صورة مساعدات لمشروعات خيرية في القري كما حدث قبل الجولة الأولي وهذه المساعدات تنطلي علي أبناء القري طالما أنها موجهة لمشروعات يستفيد منها الجميع وتكون تحت بند صدقة علي روح المرحوم والدي أو إشعال روح الغيرة لدي أقارب كل مرشح خاصة السيدات المتزوجات في قري مجاورة واللاتي لهن المقدرة في التأثير علي الزوج والأبناء لإخلاصهن لأزواجهن ومحاولة الزوج إرضاء زوجته في مطلب من وجهة نظره هايف يضحك به علي زوجته أو استقطاب ترزية الانتخابات السابقة من كوادر الوطني المنحل بالمال أو بالوعود للوقوف معهم في انتخابات المحليات المقبلة و100 صوت من هنا و200 من هناك تتحقق الآمال في الوصول لكرسي مجلس النواب. وحقيقة لابد من ذكرها إذا نسق مرشحو حزب المصريين الأحرار المنتمين للبندر والمركز فيما بينهما وهذا وارد بقوة للروابط القوية بينهما والدعم اللامحدود لبعضهما البعض في الانتخابات السابقة للقرابة والمصاهرة فسوف يكونان قاب قوسين من المقعدين. ومشاهد ملحق الإعادة في الأولي تطول وتحير حيث لواءي الشرطة مقلد وحمادي وصراع القديم حمادي والحديث مقلد والبندر والمدينة ومقلد يضمن أصوات المدينة وله في القري أحبابه ووصوله لملحق الإعادة في أول محاولة له شيء له ألف حساب وحساب وحازم له خدماته السابقة ولكن خروج الشباب لو تحقق سوف يقلب الموازين بين القديم والحديث والاثنان شخصيتان خدومتان والنهاية المرشحان مقلد وحازم لأحدهما المقعد بقوة.