قرار مجلس الوزراء برئاسة المهندس إبراهيم محلب بتأجيل حسم قضية عودة مسابقة الدوري العام لكرة القدم لاجتماع المجلس الأسبوع القادم بهدف المزيد من المشاورات قبل اتخاذ القرار النهائي بينما كان يأمل اتحاد كرة القدم أن تعود الحياة اليوم للملاعب طبقاً للموعد الذي اقترحه وهو 19 فبراير الجاري "اليوم".. هذا التأجيل طبيعي وكان متوقعاً من جانب رئيس الوزراء نتيجة الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد في هذا التوقيت تحديداً كونه يمثل مرحلة مفصلية في تاريخ الوطن حيث تستعد مصر شعب وقيادة سياسية.. لاستقبال المؤتمر الاقتصادي طوق النجاة الذي تعلق عليه الأمة المصرية آمالاً عريضة ليكون القاطرة التي تقود عجلة الاقتصاد إلي رحاب التنمية وللمستقبل المشرق والتطوير لكافة قطاعات الدولة وتحيقق الحياة الكريمة للمواطن البسيط والذي يعد أهم الأهداف التي قام من أجلها شعب مصر العظيم بثورتين فالعد التنازلي لانعقاد هذا المؤتمر الاقتصادي الدولي بمدينة السلام بشرم الشيخ قد بدأ فيه ويعقبه انطلاق عملية التصويت علي المرحلة الأولي من انتخابات مجلس الشعب والتي تمثل الاستحقاق الثالث والأخير لاستكمال خارطة الطريق لبناء دولة مصر الحديثة.. ولعلنا نتفق أن نجاح هذين الحدثين يحتاج لتوافر أعلي درجات الاستقرار والأمن والأمان في ربوع البلاد.. وهنا تكمن أزمة عودة الدوري والتي انفجرت قبل أيام قليلة بينما مصر تمر بتلك المرحلة الفاصلة في تاريخها.. بسقوط ضحايا جدد في مباراة لكرة القدم بين الزمالك وإنبي بسبب سوء النظام والتنظيم والاندفاع والتدافع ولذلك أراد مجلس الوزراء المزيد من الوقت من أجل الاطمئنان أولاً علي توافر كل الضمانات لكي تعود مسابقة الدوري هادئة ولا تتسبب مبارياته في إثارة المشاكل أو الإساءة لصورة الوطن.. في هذا التوقيت لذلك كان قرار منع حضور الجماهير حاسماً عند استئناف المسابقة.. بعد اتخاذ قرار إيقافها مؤقتاً لحين انتهاء فترة الحداد.. ولعلنا نتفق أن حرص مجلس الوزراء علي عودة الدوري يرجع إلي أن هذه الخطوة من شأنها أن تؤكد علي أرض الواقع أن الحياة تسير بصورة طبيعية في مختلف أنشطة المجتمع بعد أن استعاد الوطن في أعقاب ثورة يونيو المجيدة كافة مظاهر الأمن والاستقرار والأمان رغم أنف عصابات الإرهاب المتطرفة عرقلة مسيرة البناء والتنمية ومن هذا المنطلق فإنني لا أشك لحظة واحدة في عودة مسابقة الدوري وأن الحياة سوف تدب من جديد في ملاعبنا الخضراء ولكنها مسألة وقت وأولويات في تلك المرحلة المفصلية في تاريخ الوطن ولأن تلك الأزمة التي تتعرض لها الساحرة المستديرة سببها سقوط ضحايا من شباب جماهير نادي الزمالك وجعلها تتشح مرة أخري بالسواد في فبراير الأسود والذي شهد من قبل مذبحة استاد بورسعيد بسقوط 72 شهيداً .