لكل شىء سبب، ولكارثة ستاد الدفاع الجوى أسباب عديدة ومتشابكة من الصعب الوصول للحقيقة المطلقة، ومن ثم كان لزاما علينا فتح ملف تلك الكارثة مع المسئولين والعاملين بالحقل الرياضى، فى محاولة للإمساك بخيوط القضية على أمل الوصول إلى نقاط اتفاق على الأسباب التى أدت إلى وصولنا إلى هذه المرحلة من العنف والعنف المضاد الذى يهدد كيان المنظومة الرياضية برمتها وأيضا فى محاولة لتحديد هوية من هو الجانى ومن هو المجنى عليه!. الاختلاف فى الرأى لم يكن كثيرا فى تحليل الخبراء للموقف والأسباب التى دفعت الأمور للوصول إلى هذا الحد من العنف وإراقة الدماء لمجرد الرغبة فى حضور مباراة. فماذا قال الخبراء. هذا ما ستفيد عنه السطور القادمة. - طولان: من ذهب إلى الإستاد بدون تذكرة يرى حلمي طولان مدرب الزمالك الأسبق والمدير الفنى الحالى لفريق سموحة أن الجاني هو نفسه المجني عليه، فمن لقي حتفه جماهير ذهبت لاقتحام الملعب بالقوة، ومن لقي حتفه وتحول إلى مجني عليه كان مع زملائه الذين اقتحموا الاستاد، مشيرا إلى انه يجب أن تعترف الجماهير بالقوانين واللوائح المنظمة لاى مكان وتطبق دون التفكير في دراسة عودة الجماهير من عدمه، ويلتزم بها الجميع، مشيرا الى أن من ذهب إلى الملعب بدون تذكرة هو من اقتحم. ليسقط عدد من الضحايا. قال إن الدولة أهم من اى شىء، وفى سبيل أمنها واستقرارها يتنحى اى شىء جانبا مهما كان، ولو كان في صالحها إلغاء مسابقة الدوري العام يتم إلغاؤها على الفور، خاصة وأننا نشهد طفرة كبيرة في المشروعات العملاقة التي تنفذها الدولة من اجل زيادة التنمية، فضلا عن الانفتاح الكبير على المجتمع الدولي وانفراجة عظيمة في السياسة الخارجية والداخلية. - أسامة خليل: الشباب والرياضة والداخلية واتحاد الكرة قال أسامة خليل نجم الاسماعيلى الأسبق إن جميع من يعمل في الوسط الرياضي جاني، فمن اتخذ قرار عودة الجماهير إلى الملاعب بدون دراسة جاني، وتقع المسئولية الأولى على عاتق المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة لأنه الجهة الرسمية التي تمثل الدولة في الرياضة، فضلا عن قيامه بإقناع وزارة الداخلية بضرورة عودة الجماهير إلى الملاعب حتى يشعر الناس بالطمأنينة لتكون بمثابة رسالة قوية للعالم بعودة الأمن والأمان إلى ربوع البلاد رغم أن هذه الحجة غير صحيحة بالمرة في ظل الحرب على الإرهاب في كل مكان وخاصة في سيناء ووقوع شهداء من الشرطة والجيش والشعب في الأعمال الأخيرة التي قام بها أفراد من الجماعة المحظورة. أضاف أن خالد عبدالعزيز اخذ مسألة عودة الجماهير بدافع سياسي شخص في الوقت الذي يعلم فيه أن الوضع الحالي لا يتحمل اى تجمعات جماهيرية، من اجل مواصلة طموحاته الشخصية على حساب أمن المواطن واتساع الفجوة بين شباب الالتراس والشرطة، مؤكدا أن اتحاد الكرة "الهش" الجاني أيضا لأنه لا يملك قراره والدليل على ذلك أن قرار تأجيل الدوري جاء من مجلس الوزراء وليس من اتحاد الكرة على اعتباره انه الجهة المسئولة عن اللعبة في مصر، مشددا على أن الجاني أيضا الزمالك الفريق المنظم للمباراة، كما تقع المسئولية على البرامج الرياضية التليفزيونية التي تنشر "الهيافة" دون أن تقدم اى مضمون أو حل للمشكلات الرياضية التي نعيشها ومنها مشكلة الالتراس. - الشاذلي: القرار الخاطئ قال حسن الشاذلي نجم الترسانة الأسبق إن قرار عودة الجماهير بصورة عددية تبدأ بخمسة آلاف متفرج لتزيد مع الوقت قرارخاطئ بكل المقاييس، فالمنطق يقول نفتح الباب على مصراعيه للجماهير مثل دول العالم الأخرى أو نمنع دخول الجماهير على الإطلاق لمشاهدة المباريات، وهذا لب المشكلة التي أدت إلى وقوع المأساة التي حدثت في ملعب الدفاع الجوى، مشيرا الى انه من حق الجماهير أن تشاهد وتستمتع بالمباريات، ومن الخطأ أن نحدد نسبة فقط هي التي تذهب إلى الملاعب دون غيرها، وكان ينبغي على المسئولين عند فشلهم في دخول الجماهير بشكل مطلق أن يؤجلوا عودتهم للموسم المقبل بعد أن انقضى 20 أسبوعا من عمر مسابقة الدوري أقيمت بدون جماهير. أشار إلى أن مباراة الأهلى والشرطة والتي أقيمت بدون جماهير أصدر النادي الأحمر بيانا بمنع دخول الجماهير المباراة التي مرت بسلام والتزم الجميع، في المقابل كان يجب دخول كل الجماهير التي وصلت إلى ستاد الدفاع الجوى لتفادى اى أحداث حتى تمر المباراة بسلام وبعد ذلك نصدر قرارات بمنع دخول الجماهير نهائيا، ونظرا لعدم القيام بهذا الإجراء اندست فئات ضالة بين الجماهير ووقعت الكارثة، مؤكدا انه حرام على الكرة المصرية أن تعود لنقطة الصفر مرة أخرى بعد سنوات من الركود والتي شهدت فشل جميع منتخبات الناشئين في الوقوف على منصات التتويج الإفريقية، وغياب المنتخب الأول عن المشاركة في بطولة كأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية. - رءوف جاسر: الإجابة عند رئيس الزمالك طالب رءوف جاسر نائب رئيس مجلس إدارة نادى الزمالك الأسبق بضرورة مساءلة رئيس نادى الزمالك عن التذاكر وكيفية التصرف فيها والتي أدت إلى وقوع الجريمة، فضلا عن مسألة رئيس الزمالك أيضا عن استمرار المباراة حتى نهايتها فى ظل وقوع قتلى خارج الملعب، مما يعد هذا بمثابة عار على مجلس إدارة النادى الأبيض الذى سيظل عالقا باى مسئول فى النادى اتخذ قرار استمرار المباراة، مضيفا انه يتذكر مجلسى إدارة الزمالك والاسماعيلى قاما بإلغاء المباراة التى جمعت فريقى الناديين عندما وردت أنباء عن سقوط قتلى فى مجزرة بور سعيد دون الرجوع لوزارة الداخلية، حيث كانت تقام المباراة فى نفس موعد لقاء المصرى والاهلى. - أيمن يونس: صاحب فكرة عودة الجماهير أيمن يونس نجم الزمالك الأسبق قال إن الجاني من فكر وابتكر فكرة عودة الجماهير، والمجني عليه الشرطة، مؤكدا أن الجناية بدأت منذ شهرين عندما طالب البعض بعودة الجماهير إلى المدرجات والتي أعقبها محاولات من المسئولين على الرياضة لمقابلة وزير الداخلية لإقناعه بعد أن فكر هؤلاء بطريقة عاطفية بعيدا عن العقل والمنطق في ظل الأحداث الملتهبة التي يعيشها الوطن، أرادوا أن يضيفوا ضغوطا أخرى على البلد بعودة الجماهير، مشيرا إلى أن المسئولين بالدولة خدعوا بحلو الكلام، واخذوا "مقلب"، وسمعوا كلام الناس المسئولة عن الرياضة لنقدم تورتة هدية لزيادة الأعمال الإرهابية ونشر الفوضى من المتطرفين سياسيا ودينيا ورياضيا، لتتحول المنطقة المتواجدة أمام اى ستاد إلى ساحة صراع بين الإرهاب الأسود لنشر الفوضى وترويع الأمنين وبين فرض القانون. وأوضح أن سقوط قتلى من الالتراس مكسب لهم استطاعوا من خلاله الحصول على تعاطف جديد من الشعب وغضب آخر على الداخلية التي تعد المظلوم الأول في الكارثة وهذه القضية، موضحا أن وزارة الشباب خدعت بكلام مسئولي الأندية، وتخيل الجميع أنهم سوف يسنون قوانين ولوائح يستطيعون فرضها على الناس، دون أن يدرى بخلدهم أن الالتراس ملوك وصناع الفوضى ولا ينفع معهم قانون أو لائحة أو كلمة تلين قلوبهم الصلدة على بلادهم. - إسماعيل سليم: الدخلاء على الرياضة أكد الدكتور إسماعيل سليم نائب رئيس نادى الزمالك الأسبق أن من دخل على الرياضة المصرية ب "البراشوت" دون ان يمارس اى لعبة على مستوى البطولة هم من تسببوا فى هذه الكارثة التى يندى لها الجبين، لتصبح الرياضة المصرية هى الضحية لعبث هؤلاء الذين فرضوا وجودهم على الساحة بأشياء أخرى ليس لها علاقة بالرياضة التى دائما تدعو الى التركيز والتمهل والصبر والتعقل قبل إصدار اى قرار، مشيرا إلى انه عندما تعود الرياضة إلى أبناءها "ويعطوا العيش لخبازه" سوف ينصلح حالها بكل تأكيد ونرى رياضة حقيقية، معلنا أن من يتولى القيادة الرياضية فى الأندية واللجنة الاوليمبية والاتحادات الرياضة ومراكز الشباب ليس لهم تاريخ رياضي ومعظمهم لا يعرفون شيئا عن الرياضة ولم يمارسونها على مستوى البطولة، ومطالبا بضرورة إعادة المنظومة الرياضية إلى أصحابها، بعد أن أثبتت التجارب أن كل من يريد أن يصنع شيئا لنفسه يهرول لتصدر المشهد فى العمل الرياضى الأمر الذى جعل الرياضيين أنفسهم يبتعدون عن المجال حتى ولو بشكل مؤقت. - الدهشورى: أصحاب المصالح الخاصة أكد اللواء حرب الدهشورى رئيس اتحاد الكرة الأسبق أن الجاني كل من استمع لكلام أصحاب المصالح الخاصة، ونفذ طلباتهم بعودة الجماهير إلى المدرجات مرة أخرى، نظر لأنه من غير المعقول أن المصلحة الخاصة تتغلب على المصلحة العامة للدولة والتي تقتضى بترك الشرطة والجيش لتنفيذ مهامهم وأداء رسالتهم خاصة وأنهم "شايلين" البلد على أعناقهم من اجل تأمين مباراة في كرة القدم لافتا إلى أن أصحاب المصالح استطاعوا الضغط على المسئولين الذين وقعوا في "الفخ" واستجابوا لهم دون أن يضعوا الدولة نصب أعينهم، وعندما سقط القتلى أمام ستاد الدفاع الجوى تنصل الجميع من المسئولية. وشدد على أن وزير الشباب والرياضة المسئول الأول عن الكارثة ومعه اتحاد الكرة ومعهم وزارة الداخلية، لان من حق الأخيرة بعد أن استمعت لأصوات النشاز أن تغلب المصلحة العامة على اى شىء آخر، ويدخل معهم رئيس مجلس الوزراء الذي كان يجب عليه أن يمنع اى إجراء يقف في طريق الجيش والشرطة لأداء مهام اكبر وأعظم من المهام الرياضية، مضيفا أن المجني عليه الرياضة المصرية وكرة القدم بعد وقوع الكارثة التى تعد صورة كربونية من مجزرة بور سعيد.