أزمة حضانات الأطفال بالاسكندرية وصلت إلي طريق مسدود.. مستشفيات الوزارة والتأمين الصحي تصرخ بسبب عدم توافر الحضانات لانقاذ الحالات الخطرة من ناقصي النمو والمبتسرين.. مما ينذر بكارثة خطيرة في الأيام القادمة.. وأصبح الموت في انتظار الكثير من الأبرياء لعدم وجود حضانات كافية. 412 حضانة فقط تخدم المحافظة والمحافظات المجاورة موزعة كالأتي: 72 بالمستشفي الأميري الجامعي و163 بمستشفيات وزارة الصحة و39 بمستشفيات التأمين الصحي و138 بمستشفيات القطاع الخاص. المستشفي الأميري الجامعي أعلن العصيان ورفض استقبال حالات المبتسرين وناقصي النمو لعدم توافر الحضانات وحتي لاتتكرر كارثة حريق الحضانات التي حدثت مؤخرا عندما قام الأطباء بوضع أكثرمن طفل داخل الحضانة الواحدة مما أدي الي وفاة العديد منهم. في نفس الوقت أصبحت قوائم الانتظار بمستشفيات وزارة الصحة بالاسكندرية مكدسة ووصلت لأرقام خيالية!!. إستغلال الأزمة مستشفيات القطاع الخاص استغلت الأزمة ورفضت سعر إيجار الحضانة في اليوم 500 و600 جنيه وأكثر في الحالات التي تتطلب أجهزة تنفس داخل الحضانة ل 1000 جنيه يوميا!!. في مقابل ان سعر ايجار الحضانة في اليوم بمستشفيات وزارة الصحة 20 جنيها!!. أكد مصدر مسئول بقطاع الصحة بالاسكندرية ان السبب الرئيسي للمشكلة هي ان المحافظة تستقبل ولادات محافظات البحيرة وكفر الشيخ ومطروح. قالوا ان أدوية التلقيح الصناعي والولادات القيصرية وزيادة عدد المبتسرين بالمناطق الريفية المحيطة بالاسكندرية والضرائب التي تحاسب المستشفيات من أهم الأسباب وراء حالات ناقصي النمو والمبتسرين. "المساء الأسبوعية" عاشت يوما كاملا بأقسام المبتسرين داخل المستشفيات ورصدت الحالة السيئة التي يعيشها الأطباء والأهالي يوميا كانت الدموع تنهمر من أعين رزق عبدالباسط الذي كان يقف أمام المستشفي الأميري الجامعي علي أمل أن يوافقوا علي وضع نجله مسعود بالحضانة ولكن فوجئ برفض المسئولين لطلبه بحجة عدم وجود مكان ولا يعرف ماذا يفعل خاصة وقد رفض طلبه مستشفيات وزارة الصحة وليس في مقدوره ان يدفع آلاف الجنيهات بمستشفي خاص. وتقول الحاجة أم أشرف لقد ولد حفيدي باهاشم ناقص النمو اضطرت أن تضعه بمستشفي خاص بمنطقة الأزاريطة ب 620 جنيهاً في اليوم الواحد بحجة انه يحتاج الي رعاية طبية خاصة ويحتاج إلي محاليل وأدوية. الأطباء ويؤكد د.يسري النويعم مدير مستشفي دار اسماعيل للولادة ان المسئول الأول عن الأزمة مستشفيات ومراكز القطاع الخاص لزيادة حالات الولادة القيصرية والتي ارتفعت بنسبة شديدة مبالغ فيها في الخمس سنوات السابقة ويؤدي في النهاية الي وجود أطفال ناقصي النمو ولابد من وضع ضوابط لها والا ستحدث كارثة خلال الفترة القادمة. ويري د.سامي عبدالحفيظ مديرمستشفي فوزي معاذ للولادة ضرورة ان يكون هناك اشراف طبي كامل من وزارة الصحة علي المستشفيات الجامعية لأنه ليس من المعقول ان يكون هناك جهة تعمل في القطاع الطبي ولا يوجد رقابة عليها من قبل وزارة الصحة. ويضيف أن الحضانات الموجودة بالمستشفيات الخاصة ليست علي المستوي وأغلبها صيني وبرازيلي ويتراوح أسعارها من 12 18 ألف جنيه وللأسف فعمرها الافتراضي صغير لا يزيد علي عام وبعدها يكون الدخول في دوامات الاصلاح والصيانة أما في مستشفيات الوزارة فالموجود أمريكي وهي غالية يصل سعر الواحدة ل 46 ألف جنيه وعمرها الافتراضي يصل ل 10 سنوات. التلقيح الصناعي أما د.أسامة الحاروني أخصائي طب أطفال بمستشفي خاص فيقول ان توافر أدوية التلقيح الصناعي أتاحت للسيدات فرصة الانجاب بعد ان كانت نسبة عدم الانجاب مرتفعة للذين لديهن مشكلة في الخصوبة وللأسف هذه الأدوية تساعد علي ولادة أطفال ناقصي النمو ومن هنا بدأ الضغط علي الحضانات كما ان عدد المبتسرين بالمناطق الريفية المحيطة بالاسكندرية يتزايد . ويري د.محمد صلاح وليلي شوقي استشاري أمراض الباطنة والأطفال ان أزمة التمريض ساعدت علي تفاقم المشكلة لعدم وجود الرعاية المتواصلة لمدة 24 ساعة