مشكلة نهايات الترع في محافظات الشرقية والتي لا تصلها المياه العذبة منذ فترة طويلة هي المشكلة الأبرز التي يعاني منها الفلاحون.. حيث تصاب الأرض كل صيف بالتشقق والتطبيل علي حد تأكيد مزارعي المحافظة الذين يضطرون إلي استخدام مياه الصرف الزراعي وأحياناً الصحي لري أراضيهم فتصبح أشبه ب "مية النار" التي تقتل الزراعات قبل الأوان. خاصة شتلات الأرز. يقول الحاج إسماعيل ياسين متولي "مزارع": أمتلك فدانين ونصف الفدان علي ترعة الحانوتية التي تروي 100 ألف فدان بزمام المنطقة وكالعادة في فصل الصيف أثناء موسم زراعة محصول الأرز والقطن لا نجد قطرة المياه العذبة حيث لا تصل نهاية الترعة بالمرة مما يجعلنا نلجأ لاستخدام مياه الصرف الزراعي المختلطة بمياه الصرف الصحي والتي تسببت في إنهاك الأرض وقلة إنتاجية الفدان وأصبحت زراعة المحاصيل "لا تجيب همها" في ظل ارتفاع سعر الأسمدة إلي 140 جنيهاً للشيكارة. يضيف: ري الفدان يكلف 50 جنيهاً مما زاد الأعباء عليّ وعلي باقي الفلاحين ونعيش حالياً في ورطة كبيرة وليس لي أي مصدر آخر للدخل ولدي أسرة تضم ثمانية أفراد. يشكو الحاج السيد الغمري خاطر "مزارع" قائلاً: أقوم أنا وأشقائي بزراعة عشرة أفدنة بمحصول الأرز والأرض لا تصلح إلا لزراعة هذا المحصول واستخدام مياه الصرف الزراعي والتي بمثابة درجة ثالثة من حيث نوعية المياه أدت إلي "تطبيل" الأرض لوجود نسبة ملوحة عالية بها هذا إلي جانب مشكلة خطيرة تحدث سنوياً وهي قيام المسئولين برش "ورد النيل" الموجود في المصارف بالمبيدات للقضاء عليه في أشهر أبريل ومايو ويونيو من كل عام مما يتسبب في وصول المياه الملوثة بالمبيدات إلي الأرض لتقتل شتلات الأرز فماذا نفعل؟ لابد من تحرك المسئولين لإنقاذ زراعتنا قبل فوات الأوان خاصة أن معظم الأراضي بارت ومتروكة الآن منذ ستة أشهر تنتظر الفرج.. يلتقط أطراف الحديث الحاج محمود شحاتة إبراهيم "مزارع": أمتلك فداناً ونصف الفدان علي ترعة العنان ومنذ أربع سنوات كنا نحصل علي حقنا من مياه الري العذبة من أولاد صقر ولكن عندما تم عمل رافع علي مشروع أنيس انقطعت عنا المياه علماً بأن المياه التي تصلنا الآن لا تكفي لزراعة 500 فدان من إجمالي 3 آلاف فدان بالزمام ومياه الري منعدمة تماماً رغم قيامنا بتطهير الترعة علي حسابنا بصفة مستمرة ونضطر للسهر ليلاً انتظاراً للمياه وكأنها ضيف عزيز علينا وغالباً ما تحدث معارك بين الفلاحين علي أولوية الري وكل ما نطمع فيه عودة حصتنا من مياه الري إلي مركز أولاد صقر لتستقر حياتنا خاصة أننا نعيش في مر وغلب وصبرنا نفد.. ويقول أحمد السيد "مزارع": بح صوتنا مع المسئولين بالري الذين يؤكدون في كل مرة أن حل المشكلة "بكرة" والحل لا يأتي أبداً ومشاتل الأرز ماتت من العطش وأصبحنا في ورطة ونحن مهددون بخراب البيوت ونشرب المر من المسئولين الذين أداروا ظهورهم للمشكلة التي ليست بالعويصة.. عزت عبدالحميد فهمي "مزارع" هذه المأساة نعيشها كل عام ومياه الري الحلوة لم نرها منذ أربع سنوات الغريب أننا أرسلنا شكاوي للمسئولين آخرها العام الماضي في نفس التوقيت وبعد ستة أشهر جاءنا ردهم بعد أن فقدنا زراعاتنا وعدم توافر مياه الري العذبة يجلب علينا الأوجاع وقطع باب الرزق الوحيد لنا وأولادنا. جمعة شحاتة إبراهيم "مزارع" استخدام مياه الصرف الزراعي والصحي في الزراعة أتلف زراعتنا وأصابنا بالأمراض فبمجرد النزول إلي هذه المياه في الترع نصاب بحالة هرش في أجسادنا فهل يرضي أحد هذا؟ السيد رشدي عبدالمقصود "مزارع": فدان الأرز يصرف عليه أكثر من خمسة آلاف جنيه وفي ظل هذا الوضع المتردي لا يأتي بثمن تكلفته ونحن نؤذن في مالطة ولا يسمعنا أحد. المغاوري شحاتة إبراهيم "مزارع": الكثير من المزارعين اضطروا إلي بيع أراضيهم بتراب الفلوس لبوارها وللانفاق علي أنفسهم وزواج أولادهم "لقلة الحيلة". شقيقه جمعة شحاتة إبراهيم: مياه الصرف الزراعي والصحي أشبه بماء النار قتلت الزراعات وغالبية المزارعين أعرضوا عن استخدامها وتركوا أراضيهم لتموت الزراعات عطشاً وتشققت الأرض وهم في انتظار طارق من السماء لحل مشكلتهم بعد أن وقفوا في طابور العاطلين. محمود توفيق عمدة قرية الديدامون: ترعة السماعنة الجديدة التي تروي مساحة 1500 فدان لا تصل المياه إلي نهايات الترع المتفرعة منها لكون المغذي القديم لا يعمل الآن لتغطية الجزء المواجه له بالمواسير ومنسوبه منخفض ولابد من العمل لإنشاء مغذي جديد لإنقاذ الزراعات من العطش. أضاف: تم إجراء معاينة من قبل الري لهذه المشكلة ووعدوا بإنشاء مغذي جديد منذ ثلاثة أشهر وبعدها لا حس ولا خبر. سامي الجوهري من أولاد صقر: بعد قيام الفلاحين بإعداد مشاتل الأرز لم يجدوا المياه وبعد أن بح صوتنا مع المسئولين تم فتحها لنا لمدة يومين فقط وبعدها خاصمت المياه الترعة من جديد والأرز في فترة حرجة ومركز أولاد صقر يعد من المراكز المصرح لها بزراعات مساحات كبيرة من الأرز لسوء حالة الأرض. وقد تواصلت الاستغاثات ولكن ضرب بها عرض الحائط وفي جلسة مجلس محلي المحافظة الأخيرة استنجدنا بالمحافظ المستشار محمد عبدالقادر وبالفعل جاءت المياه لمدة ثلاثة أيام فقط أيضاً ثم انقطعت المياه مشيراً إلي وجود مساحات كبيرة من الأراضي بمنطقة سهل الحسينية شباب الخريجين تخضع لهندسة ري ترعة السلام الموجودة بالمنزلة دقهلية. الأمر الذي يصعب التعامل معهم لندرة المياه والزراعات أصبحت في خطر والمسئولون خارج نطاق الخدمة. يقول أحمد فؤاد بدار رئيس المجلس المحلي للمحافظة: إن أزمة مياه الري وعدم توافرها بنهايات الترع خاصة في المراكز الشمالية بالمحافظة مشكلة تتكرر كل عام والمجلس أصدر العديد من التوصيات لحل مشاكل المزارعين الذين يعتبرون الأرض مصدر رزقهم الوحيد. يطالب السيد رحمو عضو مجلس محلي المحافظة عن مركز الحسينية المسئولين بسرعة توفير مياه الري للأراضي العطشانة والتي تشققت وأصبح حالها لا يسر عدواً ولا حبيباً وإنقاذها ضرورة للمساهمة في دفع عجلة الاقتصاد وتوفير احتياجات المواطنين خاصة من الأرز.. يقول المهندس حمدي عاصي وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة: إن مراكز المحافظة الشمالية تعاني بالفعل نقصاً في مياه الري لوجودها علي نهايات الترع والري المسئول الأول عن تطهير الترع الرئيسية أما الميكنة وجهاز تحسين الأراضي والجمعيات وما تملكه من آلات تطهير مسئولة عن تطهير المساقي الخصوصية "الخلجان" لتوفير المياه لإنقاذ الزراعات من الهلاك ويتم الضغط علي الجمعيات التعاونية للقيام بأعمال التطهير مقدماً.. وجملة ما تم تطهيره في العام الماضي تكلف 2 مليون و800 ألف جنيه لم يحصل منها إلا مليون جنيه فقط مما يؤثر علي صيانة الآلات. أضاف: استخدام المزارعين لمياه الصرف الزراعي في الري يرجع إلي عدم وجود بديل رغم وجود نسبة عالية من الملوحة بهذه المياه.