بالتزامن مع المعركة الدبلوماسية التي تخوضها مصر حاليا للحفاظ علي حصتها من مياه نهر النيل, شهدت محافظات كفر الشيخ والمنصورة وبني سويف نقصا حادا في مياه الري. وذلك منذ بداية مايو الحالي، وبينما يصرخ المزارعون من هلاك حاصلاتهم الصيفية قريبا, يواجه مسئولو وزارة الري المشكلة بهدوء مطالبين المزارعين بالصبر أحيانا, أو تغيير أسلوب الري نفسه في أحيان أخري!! وفي محاولة للفت الأنظار إلي خطورة المشكلة, لجأ أكثر من500 مزارع من قري55 و65 بغرب منصور في كفر الشيخ إلي قطع طريق رئيسي متفرع من الطريق الساحلي الدولي لمدة نصف ساعة. وقال المحتجون إن مياه الري لم تصل الي مساحة نحو12 ألف فدان مزروعة بالارز ومحاصيل صيفية أخري مما يهدد بهلاك الزراعات وتكبد المزارعين خسائر مادية فادحة. وفض المزارعون احتجاجهم بعد وصول القيادات الأمنية في المحافظة يرافقهم وكيل وزارة الري المسئول الأساسي الأول عن إيجاد حل للمشكلة. وبعد إجرائه اتصالات عدة, تقرر تشغيل محطة احتياطية لرفع المياه الي ترعة كوم التين التي تغطي الأراضي المضارة. والغريب أن المشكلة قديمة وسبق للأهالي تقديم شكاوي لجميع الجهات المعنية فلم تحرك ساكنا. ومن المتوقع أن تبدأ ترعة كوم التين في استقبال المياه بعد تشغيل المحطة الاحتياطية خلال ساعات, بحسب وعود مسئول وزارة الري. أما منطقة سدمنت الجبل في محافظة بني سويف فتشهد مطاردات حقيقية مابين المزارعين للتسابق علي ري أراضيهم المستصلحة. وتقدر مساحة الأرض المضارة بنحو600 فدان انفقت عليها استثمارات عامة وخاصة كبيرة في إطار خطة الدولة لزيادة الرقعة الزراعية. ويقول المزارعون: إن تكاسل المسئولين عن متابعة المعوقات العديدة التي يواجهونها تهدد بانهيار المشروع علي المحطة5. أما محمد عبدالمعز مدير منطقة ميانا سدمنت الذي لم ينف كلام المزارعين إضافة الي تقديمه مذكرات الي الجهات المعنية ولم يحدث اي إجراء فيقول إنه يقوم بضخ المياه12 ساعة يوميا لكي تصل ساعة واحدة الي محطة(5) وانه لايستطيع غلق المياه علي المحطات الاخري وان المشكلة ترجع الي( تبطين) الترعة. وفي الدقهلية تتكرر مشكلة نقص مياه الري اللازمة للمساحات المقرر زراعتها بالمحاصيل الصيفية خاصة الأرز والقطن.. ويشهد مبني مديرية الري بالمنصورة زحاما شديدا من قبل عدد كبير من المزارعين الذين يطالبون بسرعة توفير مياه الري بالترع والمساقي لري اراضيهم التي أشرفت علي الهلاك بعد زراعتها بالقطن والأرز وأشاروا الي عدم وجود مياه في نهايات الترع. كما أشار البعض الآخر الي توقف إحدي الماكينات بقرية تنيرة مركز نبروة التي تروي500 فدان مزروعة بالأرز. في حين اكد المهندس وهدان بركات وكيل وزارة الري توافر المياه وانها لم تنقص عن الأعوام الماضية وارجع سبب شكوي المزارعين الي طلب المياه لري كل المساحات المقررة في وقت واحد مشيرا الي أنه يجري زراعة300 ألف فدان بمحصول الأرز و60 ألف فدان بالقطن حاليا وانه سيلتقي المسئولين بالوزارة في محاولة لزيادة حصة المحافظة من المياه لمواجهة الطلب المتزايد.