عمت الفرحة أسرة البحارةالمصريين الذين أفرج عنهم القراصنة الصوماليون أمس بعد أن حصلوا علي الفدية المطلوبة وقدرها 2 مليون و100 ألف دولار. السويس كريم عبدالمعين: أخيراً.. وبعد مرور 10 أشهر و12 يوماً أفرج القراصنة الصوماليون عن السفينة "إم.في.سويس" المختطفة بالصومال مقابل الحصول علي 2 مليون و100 ألف دولار.. وعليها 11 مصرياً و5 باكستانيين و5 هنود وسيرلانكي واحد كانوا يواجهون الموت كل لحظة. وقد شهدت الأيام الأخيرة من عملية الإفراج عن السفينة مقابل الفدية التي طلبها القراصنة تفاصيل مثيرة حيث كشفت مصادر ل "المساء".. ان أسر البحارة عندما اعتزموا تقديم بلاغ إلي المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام ضد شركة البحر الأحمر للملاحة والتي يملكها عبدالمجيد مطر ومحمد صبح مديرها العام انقلبت الدنيا رأساً علي عقب داخل الشركة خشية تطور الأحداث. أضاف المصدر ان أصحاب الشركة كشفوا لأسر البحارة المختطفين عن نيتهم الحقيقية في عودة السفينة والبحارة خاصة بعد قيام "أنصار بورني" وزير حقوق الإنسان الباكستاني السابق بتبني أزمة اختطاف السفينة وجمع الأموال والضغط علي الحكومة الباكستانية للمساهمة في انقاذ البحارة. أشار إلي أن "بورني" استطاع جمع حوالي 850 ألف دولار في وقت قياسي للمساهمة في عملية الافراج وتبقي دور الشركة في جمع المبلغ بالتنسيق مع الجهات السيادية التي أبدت تعاونا بشكل جيد وفعال. وفي تلك التحركات أعلن القراصنة الصوماليون عن الحكم بالإعدام يوم السبت الماضي علي المصري وائل محمد صالح كبير مهندسي السفينة المختطفة وذلك من أجل الضغط علي الحكومة المصرية لسرعة سداد الفدية كما أعلنوا عن بيع البحارة إلي القبائل الصومالية مقابل عشرات الآلاف من الدولارات وتوزيع بيان البيع بالمزاد علي الصوماليين!! قال المصدر إن تهديد القراصنة أزعج أصحاب الشركة خوفاً من تنفيذ أي أعمال إجرامية ضد البحارة المختطفين وبدأوا في التنسيق مع أسر البحارة وتوجيههم للضغط علي المسئولين المصريين وهو ما أتي بثمار إيجابية لتحقيق تعاون بين الجهات والشركة والأسر لكيفية التواصل من جديد مع القراصنة. وكان د. نبيل العربي وزير الخارجية والسفير محمد عبدالحكم مساعد وزير الخارجية قد لعبا دورا محوريا في إتاحة الفرصة والتيسير علي أصحاب الشركة في تسفير الفدية إلي القراصنة عبر إحدي الطائرات الخاصة التي استعان بها عبدالمجيد مطر صاحب الشركة لنقل مبلغ الفدية وقيمته 2 مليون و100 ألف دولار للقراصنة. وقد غادرت السفينة "إم.في.سويس" موقع الاختطاف في السادسة من صباح أمس بعد أن ساهم القراصنة في إمدادها بالوقود والمياه وتسفيرها. كشف المصدر ان البحارة المفرج عنهم في حالة يرثي لها علي ظهر السفينة بعد أن رفض القراصنة توفير الأطعمة لهم.. وقاموا بالاعتماد علي جوالين من الدقيق وخلطهما بمياه البحر وتسخينهما علي النار.. كما أصيبوا بحالة من الإعياء الشديدة وقد تمكنوا من الخروج من مناطق القراصنة في المياه الإقليمية الصومالية بسلام.. ومن المنتظر أن يتم توجيههم إلي أي من الموانئ العربية لتموين السفينة وتوفير الأطعمة والأدوية للبحارة. وفي منازل أهالي البحارة المفرج عنهم عاشت الأسر في فرحة بالغة بعد أن خرجت السفينة من المياه الإقليمية الصومالية في أمان وبدون تدخل من قبائل القراصنة أو خطفهم مرة ثانية. قالت فريدة فاروق محمد زوجة وائل محمد صالح كبير مهندسي السفينة المختطفة انني أحمد الله علي سلامة زوجي والبحارة وفي حالة اشتياق لأن يعود زوجها إلي منزله والجلوس مع طفلتيهما. ووجهت "فريدة" الشكر ل "المساء" علي تبنيها أزمة اختطاف السفينة من شهر أغسطس من العام الماضي وتواصلها مع القراصنة الصوماليين. وكانت "المساء" قد انفردت بنشر صور البحارة الصوماليين وهم علي ظهر السفينة المختطفة في انفراد صحفي تناولته وكالات الأنباء العالمية. أسيوط محمود وجدي: وفي أسيوط استقبلت أسرة فريد عبدالرحيم محمد فريد وابن شقيقته هاني عبدالعال محمد المختطفين من قبل القراصنة الصوماليين منذ قبل شهر رمضان الماضي خبر إطلاق سراحهم بفرح من قبل القراصنة بعد مفاوضات وتدخل الأجهزة المصرية المختلفة ليعودوا إلي أسرهم بعد أيام عجاف عاشها الأهالي حزنا وكمدا بعد أن تقطعت السبل بأبنائهم وخاصة ان أخبارهم كانت تتراوح بين المد والجزر لان صلاتهم برؤيتهم كانت عبر وسائل الإعلام وما تتناثر من أخبار حول أحوالهم المعيشية والظروف القاسية التي يعيشها المختطفون وهم رهن الاعتقال أو كانت عبارة عن مكالمات تأتيهم من قبل القراصنة لتطمينهم علي أبنائهم بأنهم أحياء وضرورة الضغط علي المسئولين بمصر والشركة المالكة للسفينة لدفع الفدية وتخليصهم من أيدي القراصنة.. ولكن النظام السابق آثر علي نفسه ألا يعير هذه المشكلة اهتماما وكأن هؤلاء المصريين لا ثمن لهم حتي جاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير وجاء معها الفرج لأن تحل هذه المشكلة من أوسع الأبواب بعد أن استعادت مصر هيبتها وكرامتها. التقت "المساء" بالسيدة فتحية حسن أبوالحسن والدة عبدالرحيم محمد فريد وشهرته فريد ابن مدينة ساحل سليم وجده هاني محمد علي. قالت منذ يوم اختطافهم وأنا طريحة الفراش ورهينة المرض بعد أن أقعدتني الحاجة في كيفية السؤال عن أبنائي بعد اختطافهم من قبل القراصنة وكيفية عودتهم وكلما ألححنا في السؤال عند المسئولين لم نجد جوابا وان كل الأخبار التي كانت تحيط بابني وابن بنتي كانت سيئة للغاية وتبعث علي الخوف وهو ما جعلني أبتهل في صلاتي وأدعو الله أن ينجيهم هم وإخوانهم. وكان كل يوم يزداد طمعي في نجاتهم لأنهم لم يرتكبوا إثماً أو جريمة سواء سعوا علي أرزاقهم بعد أن ضاقت بهم المعيشة في بلادنا حيث كان يعمل فريد ميكانيكياً بالسفينة وأخذ ابن شقيقته معه بعد أن حصل علي الدبلوم. تؤكد شكرها للمسئولين في المجلس العسكري والحكومة المصرية علي عودة أبنائها. أما زوجة فريد وتدعي ميرفت عبدالعزيز أبوالحسن فتقول والابتسامة تملأ وجهها لأول مرة منذ اختطاف زوجها منذ عشرة أشهر ان أصعب يوم كان في حياتها يوم علمت باختطافه حيث تركها وهي حامل في مولودهما الأول وكانت أياماً عصيبة. وأضافت: وكنت أقول في نفسي كيف يأتي ابني إلي الدنيا ووالده غائب عنه والحمد لله رزقت بابني يوسف منذ حوالي ستة أشهر حيث كان الفرحة الأولي في حياتي. وكنت أدعو الله أن يعود والده ثانيا لكي يري ابنه الأول. والله استجاب لدعائي وأتمني اللحظة التي أشهد فيها زوجي وهو يحتضن ابنه.. لقد مررنا بظروف قاسية وأيام عصيبة لم أذق فيها طعم النوم ولم استطعم شيئاً في الدنيا. وكانت دموعي هي السبيل الوحيد الذي أفرج بها عن نفسي لأن كنوز الدنيا لا تساوي شيئاً من طلة أب علي أبنائه وزوج علي زوجته ولذلك أنا في شوق لعودة زوجي إلي بيته وأولاده. أكدت والدة هاني وشقيقه فريد فرحتي اليوم بثورة خمسة وعشرين يناير تضاعفت مرات ومرات فلولا قيام الثورة ما كانت الأخبار السارة تصل إليّ لان النظام السابق لم يعمل لصالح الشعب مطلقا ولم يساعد أبناءنا في العودة أبداً وكأنهم يتاجرون بهم والحمد لله ان الله تعالي كتب لهم النجاح ليعودوا لنا سالمين وهذا ما أكد عليه محمد شقيق هاني بأن اليوم هو يوم فرحة ويوم عيد علي كل أهالي مصر جميعا الذين تعاطفوا مع مشكلة المختطفين وأن أهالي ساحل سليم سوف يقومون بعمل أفراح كبيرة عند عودتهم. أشار المهندس أحمد الذي يعمل بزراعة ساحل سليم وشقيق فريد وخال هاني إلي سعادة الأهالي والتهاني التي تلقاها من المواطنين فور علمهم بتحرير أبنائهم من أيدي القراصنة. قنا عبدالناصر مهران كان من بينهم "سعدان رشدي عبدالرحمن 29 سنة" ابن قرية القمانة مركز نجع حمادي محافظة قنا من بين البحارة المختطفين. يقول شقيقه محمد رشدي مأمور ضرائب بنجع حمادي: لقد عمت الفرحة قريتهم والقري المجاورة عقب سماع نبأ الإفراج عن طاقم الباخرة المحتجزة ومن بينهم شقيقه "سعدان" مؤكداً أن شقيقه اتصل بهم من خليج عدن بشقيقه الأصغر "عبدالرحمن" مؤكدا له صحة نبأ الإفراج عنهم عقب مفاوضات تمت بين الشركة المالكة وبعض الوسطاء. مضيفا أنه سيصل إلي ميناء السويس في الساعات القادمة. كما أكد في أول اتصال تليفوني بأسرته علي ضرورة إسراع والدته باختيار زوجة له من أبناء القرية حتي يتمكن من الزواج في أقرب وقت بعد المحنة التي تعرض لها طوال الشهور الماضية.