* سيدتي .. أنا طبيب أعمل في دولة عربية منذ تخرجت وحصلت علي الماجستير..سافرت لأسرتي التي تعمل بالخليج منذ ولدت ولم نعد نعرف لنا بلداً غير الذي نعيش فيه.. فمصر بالنسبة لنا نزهة نري فيها من تبقي من الأهل. عمري الآن 30 عاماً.. تزوجت من فتاة كانت زميلة لي في الكلية.. أحببنا بعضنا منذ كنا في العام الخامس من الكلية واتفقنا علي الزواج.. كانت زوجتي فتاة أحلام غالبية الشلة الجميع معجب بالهدوء والرقة والتواضع والجمال الخلاب والقوام الممشوق والعائلة الارستقراطية التي كانت تحكي عنها طوال الوقت حكايات طريفة مضحكة أحياناً مبهرة أحيان أخري. تعرفت أسرتي عليهم وتم الزواج في شهر الإجازة.. ومضيت أنا وهي ثلاثة أعوام في القاهرة قبل أن أتركها وأسافر.. والقصة المحزنة تبدأ منذ تزوجنا وانتهي شهر العسل.. تبدلت زوجتي.. لم تعد فيها صفة واحدة مما ذكرتهم لك إلا الجمال فقط والذي لم يعد يبهرني.. فهي سليطة اللسان.. شتامة.. حانقة علي كل شيء وأي شيء.. في البداية قلت تلك التغيرات مصدرها الحمل ربما وكونها البنت الوحيدة علي أربعة من الذكور فهي مدللة أكثر من اللازم ولكن الأمر ليس كذلك هي حقاً بذيئة جداً.. والأكثر إيلاماً أنها كاذبة.. قلت لك انني تعرفت عليها في العام الخامس من الكلية وأحببنا بعضنا لم أكن أعرف أنها كانت علي علاقة بزميل لنا قبلي وأنها تركته فجأة ودون مبرر.. للأسف عرفت بعد ذلك انني المبرر من أحد الأصدقاء وعندما واجهتها بكت وقالت علاقة بريئة ولم يكن فيها ما يسييء إلي.. ولم تشأ أن تخبرني حتي لا أغار منه.. كظمت غيظي فماذا أفعل وهي حامل.. بعد الولادة لم يتغير شيء أصبحت أكثر عصبية ثم اكتشفت أن العائلة المصونة بنفس السلوك والبذائة.. وأصبحت لا أعرف كيف أتصرف معهم ولا معها.. حاولت أن أغير منها وأعيدها للدور الذي مثلته ببراعة حتي صدقتها.. وصدقها كل من عرفها إلا صديقة واحدة عندما حاولت أن أوسطها بيننا ربما تستطيع ما لم أتمكن منه.. قالت لي: لا تحاول فهي لن تتغير هذا طبع حاول أنت التكيف.. كيف لم تعرفها علي مدار عامين من الدراسة وثلاثة أعوام من الزواج. كل هذا مر سهلاً سيدتي مقارنة بما حدث بعد ذلك في إحدي زيارات أمي لمصر نزلت ببيتي فقد كانت بمفردها.. وهنا كان الاحتكاك الأول مع أمي التي أذهلها ما رأته من زوجتي.. وعيبتها وألفاظها معي البذيئة.. وعندما قالت لها أمي هل تتعاملين طول الوقت هكذا معه وهل سيكبر حفيدي وسط تلك الألفاظ أين رقتك التي رأيناها أين التربية الراقية التي لمسناها؟!! لم يكن من زوجتي إلا نعت أمي بهذه الجملة "بطلي تخلف ولمي نفسك انت في بيتي" وعلي شهقة أمي التي كادت تفقد روحها فزعاً.. وجدتني أقول لزوجتي: كان بيتك حتي الخمس دقائق الماضية أنت طالق ولمي انت نفسك واخرجي برة. فوجئنا بالصراخ والعويل وكلمت والدها الذي جاء بأربعة من البلطجية كنت أظنهم لسنوات أشقاء زوجتي فقط ولكنهم بلطجية حقاً ضربوني وأهانوا والدتي وأخرجونا من بيتي بالملابس التي علينا ومن هنا عرفت طريق المحاكم ومن هنا جمعت كل ما لي بمصر وتركتها حزيناً متألماً.. والسؤال ياسيدتي: هل يخدع المرء هكذا؟ وكيف نعرف الزائف من الحقيقي ونحن بشر ولسنا آلهة.. ولكنني للحق أقول هناك من حذرتني منها ولكنني ظننتها نفسنة البنات وغيرتهن من بعضهن.. فقد قالت لي ذات يوم أحرص يادكتور ليس كل ما يبرق الماس.. وعندما سألتها ماذا تعني قالت اسأل وتفحص ستعرف هل هي ماس أم زجاج رديء الصنع وعندما سألت زوجتي عنها وكنا لم نتزوج بعد قالت تلك الفتاة تغار مني وهي ليست فتاة طيبة السمعة.. عرفت فيما بعد أنها من فضليات البنات بالكلية وقد تزوجت أفضلنا علي الإطلاق ومازال يمتدحها حتي اليوم ولا أحسد صديقي ولكنها الحظوظ. هناك ضغوط من بعض الأصدقاء يقولون بأنها تعد أنني لو عدت إليها ستتغير.. وأنا أسألك هل أفعل من أجل ابني؟ أم أبتعد وربنا يسترها علي الولد.. أرجوك ساعديني. ہہ عزيزي.. الوجه الذي تراه هو الحقيقة التي استطاعت بمهارة فائقة أن تخفيها بعض الوقت ولن تتمكن من إخفائها طول الوقت.. انشغلت عن الحقيقة بالحكايات التي ملأت بها رأسك والهتك عن معرفة الحقيقة التي تعترف أن هناك من حاول أن يلفت نظرك إليها.. فلا تعتب علي الدنيا ولا تقول أنه الحظ!! فالحظوظ لا تلغي العقول.. وأنت ألغيت عقلك وجريت وراء قلبك ولم تصدق غيرها فهل هناك من سيعترف بأخطائه خاصة إن كانت خلقية بضم الخاء؟! إذن ياصديقي ضحك عليك أولاً فلا تسمح بذلك ثانية.. فعندما ترسل إليك من يقول لك أنك إذا عدت ستتغير.. أقول لك هذه الطباع لا تتغير من الممكن أن تجعل فتاة لا تعرف كيف ترتدي علي الموضة أشيك بنت في العالم.. أو لا تعرف أن تتكلم لغات.. تجعل منها خريجة أو اكسفورد.. ولكن أن تغير طباع جبلت عليها ونشأت فيها وهي طبع أصيل في العائلة أقول لك.. لا. عليك أن تدرك أنك أخطأت حين ألغيت عقلك وتركت عواطفك هي التي تختار وليس هذا فقط بل جررت أسرتك لهذا المنزلق الخطير.. لا أنصحك بالعودة فمن يريد الحياة عليه أن يتبدل أولاً.. ولا تنسي أنك لا تسعي لتغيير شخص زوجتك فقط وانما لتغيير عائلة لن تستطيع فصلهم عنها خاصة بعد أن سقط القناع وامتدت أيديهم لضربك. هذا الأمر لن يتوقف.. فالإنسان لن يتبدل.. إذن عليك أن تخوض تجربتك وأنت واع لما سيحدث.. أنت زوج لامرأة دعية مزيفة بذيئة وأسرة تدعم هذا بجهل وقوة علي هذا الأساس فكر ولكن لا تخدع نفسك وتبحث عن حجج.. وابنك هناك طرق كثيرة لرؤيته والتواصل معه ووجودك لن يسعده لسبب وحيد انك لن تكون سعيداً وربما تركته لك بعد أن تيأس منك لتتزوج.. فكر في حلول أخري لكن عندما تجد نفسك راغباً في العودة إليها فالتعلم أن ما تراه هو الوجه الحقيقي. ہہ همسات: الصديق كمال العيوطي مستعدة لاستقبالك ياصديقي يوم الثلاثاء القادم الخامسة عصراً فأهلاً بك ومرحباً.