* عشت طفولتي بشكل طبيعي.. أركض في الحدائق وألعب مع أطفال الجيران وبنات الجيران الي ان منعن عني البنات وكأنني وزملائي الصبيان جرثومة لا يجب الاقتراب منها. ومنذ عامي السابع لم تلعب معي بنت وأصبحت مدرستي أولاد فقط.. هكذا عشت في الدولة الخليجية التي يعمل فيها والدي.. أخذت الثانوية العامة من هناك وعندما عدت الي مصر درست في كلية سيادية ثم تركتها ودرست في جامعة خاصة لأنني لم أحتمل طبيعة الدراسة بالأولي وهناك وجدت الحياة الحقيقية بنات وأولاد كانت البنات تنظر لي نظرة غريبة وكنت أنظر اليهن جميعهن وأريد أن امتلكهن جميعا أصبحت لا أصادق إلا البنات ومن تجربة الي أخري أصبحت معروفا في الكلية بأنني عاشق البنات ومن تخرج معي تعرف أنني لن أخطبها وإنما هي مجرد "لفة" وتنتهي العلاقة وفي سبيل ذلك أغرقها بالهدايا والرحلات معي. والحقيقة أنني لم أجد من تعترض طريقي ولا مرة فالبنات متلهفات علي الحب مثلي ويعشقن الكلمة الحلوة ويركضن خلفها كل ذلك كان يتم ولا مشكلة في أي شيء لأنني أنجح ولا أرسب أبدا.. الي ان قابلتها ذات يوم في حفل تخرج الدفعة التي تسبقنا.. فتاة جميلة جدا رقيقة جدا الجميع كان ينظر لها باحترام والجميع يرغب في الحديث معها.. وعرفت أنها طالبة معنا ولكنها لا تحضر كثيرا لأنها مريضة مرضا خطيرا وتأتي مرات قليلة.. تعجبت كيف يكون هذا الجمال مريضا وكيف لم أرها أو أسمع عنها.. ظللت أرقبها طوال الحفل الي أن جاء دورها لتسلم الشهادة والتكريم فإذا بها تصعد علي كرسي متحرك.. وبعد أن تسلمت رسالتها خرجت علي الفور.. وجدتني منقادا خلفها حتي غادرت وعدت لمنزلي وأنا أفكر بها.. وبنفسي كيف أعيش مع زملائي لمدة عامين ولا أراها؟ في الصباح من يوم مشمس قررت ان أتعرف عليها وليكن ما يكون وذهبت الي صديق لي كان يتحدث معها ويبدو أنهما صديقان وسألته كيف أراها.. فغضب مني قائلا: ابتعد عنها فهي ليست لعبة وليست مثل اللاتي تعرفهن هذه شيء آخر ثم يكفي ما بها فلا تحاول تحطيم قلبها. غضبت منه وقلت له أنني أحببتها وأريد أن أتعرف عليها لعي أتزوجها اذا ما وجدنا تقاربا مع بعضنا. تعجب مني صديقي وقال: أنت من ينتقل من زهرة لأخري لا تختار إلا انسانة مريضة لديها تآكل في الأعصاب ولا تستطيع السير ولا الحياة الطبيعية لكي تتزوجها ليس هذا فقط بل تكبرك بعام. وجلست أقنعه لكنه لم يصدقني ولم يعطني عنوانها مما دفعني للتحايل علي إحدي الزميلات وأخذت رقم تليفونها ثم اتصلت بها وتحدثت معها ولكنها رفضت بأدب شديد ان تخوض معي أي حوار فهي لا تعرفني.. وعندما أخبرتها أننا زملاء دراسة قالت: إذن أنت تعرف أنني لا أتحدث مع الزملاء في التليفون.. واعتذرت لتغلق الخط فأرسلت لها رسائل "SMS" أخبرتها بحبي الشديد واعجابي ورغبتي في خطبتها فلم ترد عليَّ وبعد فترة جاءني صوت خشن وقال لي هذا الرقم تأتيه رسائل حب فمن أنت؟ وبعدها عرفت أنها غيرت رقمها ولم أعد أعرف كيف أصل اليها.. تبدل حالي لم أعد أنا الذي يركض خلف الفتيات كالمحروم والذي يريدهن جميعا أصبحت لا أشعر الا برغبتي في رؤيتها مرة ثانية أشتريت "CD" الحفل لأراها عليه ويتمزق قلبي وأنا أستعيد صورتها في قلبي وعيني. سيدتي كيف أصل اليها وكيف أقنعها أنني أحبها ولا يهمني مسألة مرضها وأنها كنور الشمس الذي سينير لي حياتي.. أرجوك ساعديني. بدون توقيع ** ياصديقي العاشق.. الحب لا يأتي من نظرة وإلا أصبح حبا مبتسرا غير قادر علي الحياة فالحب لكي يكتمل لابد ان تعرف شخصية من تحب ان تقترب منه لتراه من الداخل.. وتحتك بتصرفاته حتي تعشق الصورة والجوهر. لهذا أدركت هذه الفتاة أنها مجرد نزوة تمر بها وربما تكون قد سألت عنك أصدقائك وقالوا عنك ما جعلها تقلق وتغير رقمها حتي تستريح من مطاردتك.. فهي لا تحتاج ان تقامر معك بالحب فهي فتاة مبتلاه ومع ذلك هي مجاهدة مكافحة تحرجت وحصلت علي شهادتها ومؤكد لديها خططها للحياة الكريمة غير عابئة بمسألة مرضها الذي قد يكون هناك حلول له ولكنها طويلة بعض الشيء فالطب يتقدم والشافي هو الله. تبقي أنت أيها الصديق الذي عاد من الغربة ومرحلة الكبت والابتعاد عن الجنس الآخر والذي دفعك ابتعادك عنهن الي النظر اليهن علي كونهن غنيمة يجب ان تقتنص.. اذا الفارق كبير بين الحب والاقتناص.. ثم أنت تتخبط فتركك للكلية الأولي لأنك لم تقدر علي الحياة الجادة وأردت العبث رغم نجاحك.. فماذا لو تركت هذا الدور "الدونجواني" الخطير وحصلت مؤكد ستكون النتيجة أفضل وقتها ستجد لديك القدرة علي معاملة البنات باحترام ولن تجذبك واحدة وتشدك الأخري وكأنك غارق في بحر من الإناث تريد ألا تصل للشط. انتبه يا صديقي فالعمر الذي يمر لا نستطيع استرجاعه فلا تضيع الكثير منه وراء الأوهام وعش حياتك بالطريقة السوية وتأكد أنك لم تحب هذه الفتاة وانما هي شأن مختلف عمن رأيت وعاشرت ولهذا رغبت في الفتاة التي شغلت الجميع عند دخولها بجمالها وتفوقها وأدبها فربما أردت الحصول عليها ولهذا زهدت ما دونها. عد الي رشدك وان تحرجت ومازلت تفكر فيها فما أبسط من أن تصل الي بيتها كما وصلت لها تفهما وعندها سيختلف الأمر.