أحزنني ما أخبرني به الصديق الفنان المسرحي المصري هشام جاد المقيم في باريس عن وضع يمثل إهانة للكبرياء الوطني المصري ويجسد هذا الوضع تمثال للعالم الفرنسي جيان فرانسوا شامبليون الذي ارتبط اسمه في التاريخ بفك رموز حجر رشيد وهو حجر نقشت عليه نصوص هيروغليفية وفسر هذه النصوص بعد مضاهاتها بالنص اليوناني. وفي هذا التمثال يبدو شامبليون وهو يضع قدمه علي رأس فرعون والرأس مكسورة علي الأرض. وذلك في مدخل الكوليج دي فرانس في باريس وهي جامعة فرنسية عريقة. ويروي هشام جاد عن محاولاته الكثيرة في مخاطبة وسائل الإعلام المصرية ووزارة الثقافة ووزارة الآثار ووزارة الخارجية ليتحرك أحد لينهي هذا الوضع الذي يسيء إلي العلاقات التاريخية الوطيدة بين الشعبين المصري والفرنسي وللأسف لم يتحرك أحد. سوي بعض من مصمصة الشفاه هنا وهناك حسرة علي هذا الوضع المهين. ولعلها فرصة ونحن نتجه إلي بناء مصر دولة ديمقراطية وحضارية حديثة أن أوجه النداء للرئيس السيسي نفسه طالما أن الجهات المعنية تضع أذناً من طين وأذناً من عجين. ليتدخل لإنقاذ كرامة مصر خارجياً ممن يعبثون بها باسم الفن. وقد كنا نظن أن عهد مخاطبة الرئيس في كل صغيرة وكبيرة قد ولي وأننا أصبحنا في وقت يري فيه المسئول ما عليه ويؤديه من سكات. لكن يبدو أن ذلك وهم كبير ولا يزال المسئول ينتظر تعليمات القيادة السياسية العليا ليتحرك. وما يزيد من حزني أن هشام جاد أرسل تفاصيل بيع آثار مصر علناً بالفيديو. موضحاً في المقطع المرئي اسم الجاليري الذي يبيع الآثار ورقم هاتفه واستحث وزيري الثقافة والآثار د.جابر عصفور. ود.ممدوح الدماطي علي التوالي لمنع كارثة بيع تراث مصر وكشف بالاسم أن من بين الجاليريهات الفرنسية التي تورطت في بيع الآثار الفرعونية المصرية القديمة بحرية تامة جاليري "ديفيد" و"سمرقند". بل إن هشام جاد أرسل فيديو آخر يروي عن فضيحة جديدة قامت فيها السفارة المصرية بباريس بتوزيع كتالوج احتفالاً بالذكري ال 200 علي احتلال فرنسا بلادنا. باللغتين العربية والفرنسية والمؤسف أن الكتالوج به رسم لهذا التمثال الذي يضع فيه شامبليون جزمته علي رأس جدنا الفرعون. مؤكداً أن حملة معارضة واسعة قد انطلقت مع مقاطع فيديو بثها نشطاء منذ نحو عام عن ذلك التمثال الذي يبلغ من العمر مائة عام. ولم يحرك المسئولون المصريون ساكناً أو تتأثر العلاقات المصرية الفرنسية. لماذا يلتزم المسئولون عندنا الصمت أمام هذه المهانة وأمام عمليات بيع آثارنا التي صارت تجري علناً في أغلب دول أوروبا. ولعل أشهرها مؤخراً عملية بيع تمثال الكاتب المصري الشهير بمزاد في لندن. والتي تمت فعلاً. رغم مناشدات مصر بوقف البيع. يا سادة ياكرام: مصر تغيرت ولم يعد يقبل مصري علي نفسه أو علي وطنه الذلة والمهانة وعليكم أن تتحركوا لتكتمل منظومة عودة مصر إلي ريادتها داخلياً وخارجياً.