خطأ أمريكا الفادح الذي تصر عليه منذ 30 يونيه الماضي غروراً أو غباء أو جهلا وجعل علاقتنا بها تنحدر الي ادني درجة هو انها لاتريد الاقتناع بأن النظام الإخواني "العميل" قد اسقطه الشعب المصري الي غير رجعة وان مشروعها التدميري بالشرق الأوسط تلقي رصاصة الرحمة من شعب تحرر من التبعية تماما وأن صفة الخيانة أو العمالة اذا كانت قد وصلت "مقر الحكم" في عهد مرسي ولأول مرة منذ خاننا الخديو توفيق عام 1882 فإنها لن تتكرر ولو وقفت امريكا علي شعر رأسها أو هددتنا بالسلاح النووي..!! هذا الخطأ نتجت عنه ثلاث خطايا افدح اعتبرتها امريكا قضايا حاكمة في علاقتها مع مصر.. وحتما سوف تخسر كل القضايا ومن اول جلسة.. وتعالوا نقرأ معاً أوراق هذه القضايا : * القضية الأولي.. التمسك بوجود الإخوان في المشهد السياسي.. وهذا التمسك له اسبابه بالنسبة للأمريكان.. فالإخوان هم الفصيل الوحيد في الدنيا الذي رضي بخيانة بلده وتفتيت ارضه وبيعها وتدمير جيشه لأنهم ببساطة لا يؤمنون بالأوطان. وهم فصيل "قبض" ثمن خيانته مقدماً 25 مليار دولار من دافعي الضرائب الأمريكيين وقد اعترف أوباما بذلك خلال التحقيق معه أمام الكونجرس. وهم فصيل دموي مازال لديه الاستعداد لحرق مصر بمن فيها وما فيها. امريكا اعلنت تمسكها بالإخوان في صورة تصريحات ذكرتهم في بعضها بالاسم وفي البعض الآخر بتعبير "ضرورة مشاركة كل القوي في الحياة السياسية دون اقصاء لأحد".. وفي صورة اجراءات ضد مصر توهمت انها تعاقبنا بها مثل تجميد المساعدات العسكرية ووقف صفقات السلاح وقطع الغيار غافلة أن هذه أمور لاتهمنا مطلقا وقد رددنا علي اجراءاتها الفشنك بالاعلان عن نيتنا تنويع مصادر السلاح ثم بادرت روسيا بالاعلان ان مخازن اسلحتها مفتوحة علي مصاريعها للجيش المصري.. واحدة بواحدة والبادي اظلم. * القضية الثانية.. رغبة جموع الشعب في ترشح الفريق اول عبدالفتاح السيسي رئيساً.. وهذا الموضوع بالذات اصاب امريكا واسرائيل معاً بالجنون فمازال شبح عبدالناصر يطاردهم ويقض مضاجعهم.. وقد انتهجوا ثلاثة طرق لاعلان رفضهم للسيسي: الاول علني وصريح علي لسان تشاك هيجل وزير دفاعهم وجاءه الرد من السيسي شخصياً بأن مصر لا تأخذ قرارها من أحد. والثاني ارسال مبعوثين للسعودية والإمارات كي تضغطا علي مصر لمنع ترشيح السيسي الا أن الدولتين رفضتا ذلك تماما. والثالث بطريقة ضمنية من خلال تصريحات جين بساكي المتحدثة باسم الخارجية حول قانون المساعدات الأمريكية لمصر وتعمدت ان تذكر "الانتخابات البرلمانية والرئاسية" بهذا الترتيب وان تقول ايضا "الحكومة الجديدة المنتخبة" ومعني منتخبة انها بانتخابات برلمانية. * القضية الثالثة.. المساعدات نفسها والتي يظنون انها ستكون "حصان طروادة" الذي يمكنهم من عودة مصر للتعبية الامريكية ومنع السيسي من الترشح واعادة الإخوان..!! انها قضايا خاسرة بالثلاثة وحالة غيبوبة عميقة لا أظنهم سيفيقون منها.. حصانهم "ورقي" تمزقه نفخة واحدة من الشعب. والسيسي سيترشح سواء رضي أو لم يرض فالقرار للشعب ولا يمكن أن يرفضه أبدا. والإخوان انتهوا والدستور الجديد هو شهادة وفاتهم الرسمية والشعبية.. انهم ارهابيون وخونة ولن يعودوا للحياة السياسية ولو عملوا "زار" وملأوا الدنيا بأكاذيبهم وهلاوسهم السمعية والبصرية عن قرب عودة "امير الخيانة" مرسي.. الشعب حسم امره في امريكا ومساعداتها وفي الإخوان ويقيني ان السيسي ايضا اتخذ القرار وينتظر الوقت المناسب.