الموقف الأمريكي من الدستور لم يصبنا بالصدمة أو يجعلنا في دهشة واستغراب.. فقد توقعناه ونعلم جيداً ما تكنه قلوبهم المريضة ونفوسهم الفاجرة ورغباتهم الشريرة تجاهنا. ولأننا سبرنا اغوارهم حتي اصبحوا كتاباً مفتوحاً امامنا فلا نفرق بين الموقف الأمريكي الرسمي وموقف وسائل اعلامهم.. الاثنان واحد ويكملان بعضهما.. وما لاتستطيع الادارة الأمريكية البوح به علانية فإنها "تسربه" الي وسائل اعلامها الملاكي.. وبالتالي تكتمل الصورة والرسالة. الادارة الأمريكية اكتفت مؤقتاً بالاعلان علي لسان المتحدثة باسم خارجيتها جين بساكي انها كانت ترقب عن كثب عملية الاستفتاء وتتطلع الي الاستماع للمراقبين المصريين والدوليين حولها وفي انتظار الاعلان الرسمي عن نتيجة التصويت.. هكذا.. وكأن جواسيسها الذين مروا علي اللجان لم يخبروها بزحف الشعب علي لجان الاقتراع ولم يصلها بعد نسب التصويت الكاسحة بنعم.. انها كالإخوان بالضبط في صدمة عنيفة مما جري و"هطل" وانفصال عن الواقع من هول المفاجأة المدوية. هذا هو البيان الرسمي للادارة الأمريكية.. لكن.. لأنها لن تجرؤ علي ان تستهين رسمياً بارادة الشعب المصري أو تعلن علي الملأ اساءتها للسياسة المصرية أو تكشف بوضوح عما يكنه قلبها المعتم من غل وحقد اسود تجاهنا فقد تركت هذا الأمر لصبيانها في وسائل اعلامها سواء داخل أمريكا أو خارجها..!! صحيفة "ساينس مونيتور" الأمريكية زعمت ان الاستفتاء كان التصويت فيه هو الأقل حرية ونزاهة من بين خمس عمليات تصويت سابقة في استفتاءات وانتخابات شهدتها مصر منذ ثورة يناير..!! تصوروا.. اقل حرية ونزاهة من استفتاء "الجنة والنار" ومن استفتاء الدستور الكندهاري.. طيب ما ترجعوا للنتائج الرسمية المعلنة وقارنوا لعلكم تخجلون.. ثم.. ان المقارنة بين الاقبال علي الاستفتاءات وعلي الانتخابات هي مقارنة مغرضة فمن المعروف ان الاقبال علي الانتخابات يكون أعلي ليس عندنا فقط بل في العالم كله.. كما ان النسبة العالمية للاقبال علي الاستفتاءات لم تتجاوز 40% بأية حال. وزعمت الصحيفة أيضا أن السياسة المصرية في الوقت الراهن تتجه بالبلاد بعيداً عن الديمقراطية بعد سيطرة الجيش..!! هذا كلام "حشاشين" وليس نقداً أو رأياً لأنه ببساطة شديدة يدل علي احد امرين : اما أن كاتب التقرير يتحدث عن احدي "جمهوريات الموز" التي تسبح بحمد امريكا أو انه لم يقرأ الدستور الجديد ولم يفهمه.. أو الأمرين معاً.. فالجيش ساند الثورة ولم يسيطر علي مقدرات البلاد والدستور يرسخ لديمقراطية حقيقية وحريات غير مسبوقة.. ثم.. عندما تصف الصحيفة الأقباط بأنهم اقلية فإن هذا هو الغرض بعينه لأن اقباطنا ليسوا اقلية بل هم من نسيج الشعب.. شاء من شاء وأبي من أبي. اخيراً.. نأتي الي بيت القصيد حيث تقول الصحيفة ان مصر مستعدة للعيش في الظروف الحالية رغم الوضع الاقتصادي السييء للبلاد والملايين التي تعيش تحت خط الفقر والتي يمكن أن تغير من الوضع مجددا"..!! ركزوا علي الفترة الأخيرة بين القوسين.. فهذا هو الهدف الأسمي لديهم.. اللعب علي وتر الفقراء وتحريضهم علي القيام بثورة جديدة بعد فشلهم في تحقيق المشروع التدميري للشرق الأوسط علي يد عملائهم الإخوان..!! مثال آخر هو صحيفة "الواشنطن بوست" والتي نشرت ايضا ما لم تستطع بساكي هانم ان تقوله رسميا.. فقد زعمت الصحيفة ان الدستور سيرسخ صلاحيات الجيش واستقلاله عن الحكم المدني ويقدم امتيازات للأجهزة الأمنية..!! مؤكد الصحيفة تصف دستوراً آخر غير الذي بين ايدينا وحللناه كثيرا واقترعنا عليه وليست به مادة واحدة ترسخ صلاحيات جديدة للجيش والشرطة.. يبدو انها تصف النسخ المزورة التي اخذتها من الإخوان..!! تساءلت الصحيفة: كيف يمكن الحفاظ علي صورة ودية للسلطة التي تقود البلاد نحو الديمقراطية في الوقت الذي تستمر فيه حملات الأمن في الشوارع علي المعارضة السياسية السلمية؟؟.. لا أدري أي خبل هذا الذي تتحدث عنه الصحيفة؟؟.. هل تسمي التخريب والضرب بالرصاص الحي والخرطوش والمولوتوف معارضة سياسية سلمية؟؟.. هل تسمي محاولات تعطيل الدراسة وحرق المنشآت وقتل الأبرياء معارضة سياسية سلمية؟؟.. هل تسمي قطع الشوارع واضرام النيران في وسائل المواصلات وسيارات المواطنين معارضة سياسية سلمية؟؟.. ان كل هذه الجرائم لا يرتكبها سوي الإخوان وهم جماعة إرهابية ومحظورة.. والسؤال لأمريكا : ما هو الاجراء الذي ستتخذونه إذا تظاهر اعضاء من تنظيم القاعدة أو حزب الله في شوارع أي ولاية ولو كان تظاهراً سلمياً فعلا؟؟.. هل ستعتبرونهم معارضين سياسيين وتتركونهم يتظاهرون؟؟.. كفاكم تدليساً وكذبا وتناقضا مع النفس.. ياسادة.. إذا كنتم تقصدون عودة الإخوان للحياة السياسية فانكم تحلمون.. لن يكونوا فصيلاً معارضاً معترفا به "حتي يلج الجمل في سم الخياط". ونقلت الصحيفة رأي مراسل صحيفة "الايكونوميست" البريطانية من ان الحكومة استخدمت اموال المساعدات التي قدمتها دول الخليج لكسب التأييد الشعبي ولقمع المعارضين..!! ما هذا الغباء المهني والسياسي؟؟.. يا عالم افهموا.. الإخوان ليسوا ولن يكونوا "معارضين" ابدا.. انهم إرهابيون ونتعامل معهم علي هذا الأساس. رأي هذا المراسل نشرته الصحيفة البريطانية بالتفصيل ولذا لن اعود اليه لأنه لا يعدو ان يكون هرتلة فارغة ومزاعم مستمدة من اكاذيب الإخوان عن سوء استخدام الأموال الخليجية. الآن.. المؤامرة واضحة للكافة وضوح الشمس.. ورأي أمريكا في الاستفتاء الذي تعلن نتيجته اليوم معروف وقد مهدت له رسمياً واعلامياً.. ولذا.. نقول لجميع المغرضين والحاقدين والموتورين : الكلاب تنبح والقافلة تسير.. موتوا بغيظكم.