كالعادة بررت إسرائيل غاراتها الأخيرة علي قطاع غزة بتوجيه اتهام للمقاومة الفلسطينية بقتل "مواطنين إسرائيليين أبرياء" بنيران انطلقت من القطاع وما كان هذا الرأي ليستحق أي تعليق لولا ان هناك في عالمنا العربي من يردد تلك المزاعم بلا أي تفكير. في البداية لا يمكننا أخذ ما تردده إسرائيل علي محمل الصدق في 99% من الأحوال لأنها كيان قام علي أكاذيب ولو فرضنا جدلاً صحة ما تقوله بشأن سقوط أبرياء برصاص المقاومة يبقي السؤال ومن المسئول؟ الرد البديهي هنا ان المقاومة غير مسئولة ويتحمل المسئولية حكومة الاحتلال التي ألجات أصحاب الحق إلي خيار المقاومة ومن يسقط من القتلي لا يسأل عنه أصحاب الحق. ولا يعقل إطلاقاً ان نقول لهم اسكتوا علي عدوان إسرائيل واستيلائها علي أرض فلسطين وسباقها مع الزمن لابتلاع الأرض وتهويد القدس وقتل الفلسطينيين والزج بهم في المعتقلات ثم نقول لهم لا تقاوموا هذا العدو حتي لا يسقط أبرياء. الصحيح ان ننصحهم بمراعاة عدم المساس بالمدنيين قدر الإمكان وإذا تضرر المدنيون فالوزر علي حكومتهم المعتدية وليس علي المعتدي عليهم. والأصل ان أي يهودي يقيم مكان الفلسطيني صاحب الأرض لا بد وان يعتبر عدواً مهما تظاهر بالدعوة إلي السلام والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والمصالحة مع العرب. ولا ندري كيف غاب ذلك عن فطنة من يتحمسون في كل مناسبة للسخرية من الشعب الفلسطيني بلا أي مبرر.