وعلي المواقع الالكترونية لحماس, في وقت تخطط فيه إسرائيل لاعادة احتلال غزة من جديد, بل أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية بحثت مع قيادات جيش الاحتلال ترشيح حاكم( محافظ) عسكري إسرائيلي لادارة شئون القطاع بعد احتلاله( باعتبار أن إعادة الاحتلال مسألة تحصيل حاصل) وأن النية تتجه هذه المرة إلي البقاء في غزة لفترة طويلة, وهو ما كشفت عنه صحيفة معاريف الإسرائيلية بالتفصيل منذ أيام. ورغم ذلك, فقد واصل القادة الحمساويون هجومهم علي مصر وحشد الأكاذيب والافتراءات والاتهامات الباطلة, متجاهلين تماما ما بذلته مصر خلال السنوات السابقة لاتمام وإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني, وعلي مدي الشهور الماضية, لتحقيق المصالحة الوطنية بين الفصائل, وما قدمه المجتمع المدني المصري من تبرعات تقدر بملياري جنيه مصري, وصلت إلي أهالي غزة في مئات الشاحنات, تفوق في مجموعها كل ماقدمته الدول الأخري مجتمعة, وتاريخا طويلا من الحروب التي كبدت مصر ما يتجاوز ال300 مليار جنيه وال120 ألف شهيد. قياديو حماس أيضا تجاهلوا الخطر المحدق بالقطاع والآتي من الشرق من إسرائيل وليس من الغرب من جانب مصر, وبدلا من الاستعداد لهذه المواجهة الوشيكة بالعتاد والسلاح والتدريب, وجه المتحدثون الحمساويون مدفعيتهم الإعلامية الثقيلة عبر الفضائيات والشبكة العنكبوتية إلي مصر شعبا وحكومة لإهالة التراب علي كل ما قدمناه للأشقاء الفلسطينيين علي مدي أكثر من60 عاما, وذلك بغرض تشويه الموقف المصري, وكأن الأمر محاولة فلسطينية( حمساوية) جادة لصرف نظر الفلسطينيين في قطاع غزة والمنطقة والعالم عن المخطط الإسرائيلي الخطير الذي يهدف لابتلاع القطاع ذلك الذي يتزامن مع مواصلة الاستيطان في الأراضي المحتلة بالضفة وهو ما كان يستحق الجهد الإعلامي المكثف للمتحدثين باسم الحركة بدلا من توجيهه لمصر للتشهير بها بلا سبب مفهوم. فمصر وفقا لحماس : تقتل الفلسطينيين في الانفاق بالغازات السامة!! وتطلق عليهم الرصاص في مياهها الإقليمية!! وتمارس الحصار علي شعب غزة!! وتبني جدارا فولاذيا علي حدودها لإحكام الحصار!! كما ان مصر وفقا لسامي أبوزهري المتحدث باسم الحركة قتلت يوسف أبوزهري شقيقه بعد أن عذبته ثم رقصت علي جثته!! ومعتقلون فلسطينيون زعموا أن السلطات المصرية حققت معهم عن الشهيد محمود عبدالرءوف المبحوح الذي قتلته الموساد في دبي في يناير الماضي قبل اغتياله بشهرين!!.. إلي أي شيء يلمح هؤلاء المدعون؟!! مزاعم وإدعاءات وأكاذيب في غاية الخطورة, تعكس قصر نظر استراتيجي وتكتيكي من جانب حماس, وجحودا غير مفهوم, وافتقادا لأبسط مباديء الأمانة والأخلاق رغم التدثر برداء الدين, والأهم من كل ذلك أنها تكشف أن وراء ذلك أجندة خارجية لا تعبر لا عن المصالح الفلسطينية ولا عن مصالح القطاع وأهالي غزة ولا مصلحة حماس نفسها.. إضافة إلي الإساءة المذهلة لصر. المراقبون يؤكدون أن اختيار حماس لتوقيت بدء حملتها المشبوهة علي مصر وهجومها المتصاعد لم يأت وليد المصادفة, ولكنه جاء متزامنا مع بدء المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل التي كانت تريد المشاركة فيها, وعندما تعذر ذلك تسعي لإفشالها باثارة الغبار وكيل الاتهامات بالباطل. لقد أصيبت حماس ب عمي سياسي فلم تعد تميز بين مؤيد للقضية الفلسطينية وبين العدو الذي يتربص بها ويستحق منها هذه الضجة إن كانت بالفعل ترغب في( المقاومة) الحقة, وسبق ذلك إرهاصات( عمي) عندما انقلبت علي السلطة واستولت علي القطاع. ووفقا لأبسط تحليل لموقف( حماس) الأخير المتمثل في رفض المصالحة الوطنية, ورفض التوقيع علي الورقة الفلسطينية التي توصلت إليها الفصائل تحت رعاية مصر والتي يطلق عليها اختصارا( الورقة المصرية), والزعم بأن مصر فرضت رؤيتها أو أحلت بنودا وغيرت أخري( وهو ما ادعاه خالد مشعل بعد الموافقة علي الورقة في القاهرة وفور مغادرته وعودته لدمشق ردد هذه المزاعم!!), ثم التطاول علي مصر علي شاشات الفضائيات, وتعمد إفشال المفاوضات غير المباشرة التي تهدف في الأساس إلي تأسيس الدولة الفلسطينية, وعدم الالتفات والأخذ بعين الاعتبار التهديدات الإسرائيلية الأخيرة والخطيرة, يمكن القول بإن( حماس) لا تريد سلاما ولا تسوية ولا مصالحة ولا استقرارا, وإنما هي تريد إشعال فتيل الصراع من جديد وتوريط أطراف متعددة فيه, بما يفيد بأن( حماس) تنازلت حتي عن خيار( المقاومة) وباتت تسعي لاسناده لغيرها. - ف( حماس) التي اغتصبت حكم قطاع غزة بقوة السلاح - والسؤال: كيف كان يمكن لحماس أن تشارك في مفاوضات مع إسرائيل دون مصالحة مع فتح؟ - وإذا كانت حماس ترفع خيار( المقاومة) وكانت بداياتها مجموعة من العمليات الاستشهادية في العمق الإسرائيلي أيام الشهيد المغدور( أحمد ياسين) مؤسس الحركة, فما الذي تغير لتتحول إلي حركة( إعلامية) وظيفتها بث الأكاذيب واختراع الافتراءات والتبس الأمر عليها حتي لم تعد تفرق بين حليف وعدو؟!