كانت للفنان كامل مصطفي بصمة واضحة في مجال تصوير المنظر الطبيعي.. وقد أبدع في رسم مناظر الريف المصري. وأحياء روما. ومناظر كثيرة من سيراييفو في يوغوسلافيا. كما صور البحر وتقلباته وحركة السحب فوقه والتي كانت تلعب دوراً في تكويناته. في المرحلة الأولي بعد عودته من ايطاليا رسم مجموعة من اللوحات التي تصور المناظر الريفية حول القاهرة وفي ضاحية المطرية. حيث التقي هناك بابنة الفنان الكبير يوسف كامل فتزوجها.. وكان يرافق تلاميذه من طلبة السنتين الثالثة والرابعة في كلية الفنون الجميلة. ويخرج للرسم معهم في مناطق القاهرة المختلفة. أما المرحلة الثانية فكانت عند عودته للاسكندرية للتدريس بكلية الفنون الجميلة رئيساً لقسم التصوير بها عند انشائها عام 1957. وقد اقتصر عمله علي تدريس المنظر الطبيعي لفترة ثم تفرغ بعدها أستاذاً بالكلية الوليدة ثم عميداً لها بعد مؤسسها أحمد عثمان. في مرحلة القاهرة كان يصور الحقول ومنازل الفلاحين وبعض البيوت المتواضعة في الريف القريب من القاهرة. واستمرت هذه المرحلة من تاريخ عودته من بعثته في ايطاليا عام 1951 حتي انشاء كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام .1957 بعد استقراره بمدينته الاسكندرية رسم الصيادين وهم يعملون في البحر ثم وهم يبيعون محصولهم. ودخلت ريشته الأحياء الشعبية مثل الأنفوشي. والمكس. وأبوقير بأزقتها القديمة.. مستخدماً الألوان المبهجة. بلمسات رقيقة شفافة. فظهرت داخل تكوينات محكمة معبرة بحساسية فنية عن الناس والمكان. يقول عنه الفنان مكرم حنين: "لقد كانت رحلته في تصوير المنظر الطبيعي في الإسكندرية هي أنضج مراحل إبداعه في هذا المجال حيث ارتقت الألوان وابتعدت عنها الألوان الكابية من تأثير الدراسة الأكاديمية. فظهرت لمساته وكأنها تغتسل قبل وضعها علي سطح اللوحة. وازدادت لمساته صفاء ونضارة".. ويضيف: "كان كامل مصطفي يكسي لوحاته بطلاوة في التعبير واختصار للعناصر لتحقيق المتعة التي يجدها المتلقي عند النظر إلي لوحاته فتجعله ينتشي ببراعة الفنان في تحقيق تآلف بين عناصر الطبيعة المختلفة.. وقد كانت نظرته إلي المنظر نظرة حانية تتضمن إعجابه الشخصي بالطبيعة. وهي خالية من الأحزان الدرامية كما تخلصت من عيوب التأثرية الهشة. وقد جمع في إبداعه بين التعامل الأكاديمي الراسخ والتلوين التأثري". رسم الفنان لنفسه العديد من الصور الشخصية في كل مراحل حياته. وكانت أبرزها تلك اللوحات التي رسمها لنفسه في فترات المرض عندما كانت تصيبه وعكة. وقد شارك الفنان في العديد من المعارض العامة والدولية منذ عام 1952 وحتي رحيله عام .1982 مثل بينالي الاسكندرية مرتين وبينالي فينسيا ثلاث مرات. كما عرضت اعماله في وارسو وبرلين. قد أقام معرضاً لانتاجه عام 1973 بالاشتراك مع الفنان عبدالله جوهر بمتحف الفنون الجميلة بالاسكندرية وكان كل منهما يتولي منصب عميد كلية الفنون الجميلة: جوهر في القاهرة وكامل مصطفي بالاسكندرية. ولهذا اطلق عليه اسم "معرض العمداء". كما أقام معرضاَ فردياً شاملا لانتاجه في أكتوبر عام 1979 بنفس المتحف استمر لمدة شهر كامل قدم فيه لوحاته في المنظر الخلوي والصور الشخصية والوجوه. ولابد من الاشارة إلي عنصر الإخراج الفني للوحة أو التكوين أو توزيع العناصر داخل الإطار.. فهذا العنصر من أهم العناصر التي تميز لوحات كامل مصطفي. فهو صاحب أسلوب توليفي. كان عندما يواجه المنظر الطبيعي لا يغمض عينيه عن العناصر المحيطة به وهي التي قد يستجلبها أو يضيفها إلي المنظر الذي يصوره بعد ان يحذف منه ما يراه غير متوافق مع الجمال الشكلي الذي ينشده.. لقد أخرج الفنان المنظر الطبيعي من الأسلوب التقريري الذي عرف به التأثريون الفرنسيون. وتخلي عن الصدق والأمانة للواقع ليحل مكانها الإبداع الفني بواسطة الانتخاب والحذف فهو يختار الجميل والفني ويحذف ما لا ترتاح له عينيه وما يري انه غير ضروري.. وقد أخضع هذا الأسلوب في الحذف والاضافة إلي منطق الجمال الفني.. حتي يحس المشاهد عندما يري لوحاته وكأنه يستمع إلي منشد حلو الصوت جيد الأداء فيقول من فرط البهجة: "الله".