عندما وجه الرئيس الدكتور محمد مرسي في خطابه أمس الأول تحذيراً غاضباً لمن يستخدمون العنف في التعبير عن معارضتهم للنظام استثني شباب الثورة وكل الفصائل المعارضة.. وقال: إن من حق هؤلاء أن يعارضوا ويعبروا عن رأيهم بالطرق السلمية المشروعة. هذا هو المنتظر من رئيس منتخب ليرسي دعائم الحرية والديمقراطية.. لم يكفر الرئيس أي فصيل من المعارضين. ولم يتهمهم بالزندقة والنفاق. بل اعترف بحق المعارضة في التظاهر السلمي. لأن ثورة يناير ما تفجرت إلا من أجل إحقاق هذه الحقوق. لكن ماذا عن الذين يحاولون الإساءة للرئيس وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً؟!.. هؤلاء يزيدون الفرقة بتصريحاتهم اللامسئولة.. لم يدركوا عن جهل أو عمد أن اتهاماتهم للآخرين بما لا يصح أن يتهم به أي مسلم أو حتي أي مسيحي. إنما يزيد الموقف اشتعالاً وتشد من أزر المعارضين وتجعل من كانوا يقفون علي الحياد يسارعون بالوقوف إلي الجانب الآخر التي توجه إليه هذه الصفات المسيئة. لا أدري إن كان السيد الرئيس قد ارتاح إلي الأسلوب الذي خاطب به الشيخ محمد عبدالمقصود الحاضرين في اجتماع "نصرة الشعب السوري" والأدعية التي انهال بها علي فريق المعارضة عندما دعا بقوله "اللهم انصر المسلمين ورد كيد الكائدين يوم 30 يونيو". فهل كانت هذه الأدعية محل رضا الرئيس. خاصة أن من حضروا في الاستاد هم معروفون للجميع كانوا يؤّمنون عليها بقولهم "أمين.. أمين"؟! فلنتخيل رد فعل ملايين المواطنين الذين شاهدوا هذا الحفل علي شاشة التليفزيون وكل منهم يظن أن هذا الدعاء موجه إليه.. هل هذا يعطي الرئيس دعماً في مواجهة معارضيه؟!.. أترك الإجابة لكل صاحب عقل وروية وينظر إلي الموضوع برمته من منظور حيادي. قد أكون مخطئاً إذا قلت إن هذا الاجتماع لم يكن دعماً للرئيس.. بل كان خصماً من شعبيته خاصة أن الحاضرين فيه جميعهم قد تم انتقاؤهم بعناية وشعر المواطنون العاديون أنهم في جانب والنظام في جانب آخر.. الاجتماع كان اجتماعاً خاصاً أكثر منه اجتماعاً شعبياً.. اجتماعاً فئوياً لا اجتماعاً جماهيرياً. فإذا أضفنا إلي ذلك كله التصريح الذي أدلي به الشيخ أحمد هليل مدير الإرشاد الديني بوزارة الأوقاف ومستشار الوزير. ووصف فيه المعارضين الذين يعتزمون الخروج يوم 30 يونيو بأنهم علمانيون "يعني كفرة" وصليبيون.. فهل هذا يجعل كفة الميزان في المجتمع تميل مع الرئيس؟! كلما اقتربنا من 30 يونيو 2013 نشعر أن الجو السياسي العام في مصر يزداد تعقيداً.. وتطفو علي السطح فقاعات كثيرة تجعل الصورة كئيبة والمشاعر يائسة. المصريون يضعون أيديهم علي قلوبهم ويتوجسون خيفة من يوم يحدث فيه انشقاق بينهم ويصبح الشعب فريقين كل فريق كالطود العظيم.. هذا هو شعورهم.. أما دعاؤهم فهو: اللهم رد دعاء من دعا علينا إلي نحورهم.. واكفنا شرهم وشر تدبيرهم.. أمين.. أمين.