الشيخ محمد أبوسمرة أمين عام الحزب الإسلامي الجهادي قال في تصريحات له بالصحف والفضائيات خلال الأيام الماضية إن مئات الآلاف من شباب التيارات الإسلامية موجودون في جميع المحافظات مستعدون لساعة الحسم وإعلان الثورة الإسلامية إذا سقط مرسي في 30 يونيو وأن أول من ستقوم عليهم الثورة الإسلامية هم الإخوان المسلمون لأنهم لم يطبقوا الشريعة كما وعدوا وخالفوا كل وعودهم وسيتم إبعادهم نهائيا عن السلطة خاصة والكلام مازال علي لسان أبوسمرة وأنهم أقصوا جميع التيارات المتواجدة علي الساحة وفشلوا في تحقيق العدالة وأساءوا إلي المشروع الإسلامي. وشدد الأخ أبوسمرة علي أن الكثير من الجهاديين الذين ينتمي إليهم يكفرون بالديمقراطية إلا أنهم "رأوا أن ما دامت الديمقراطية ستأتي بهم إلي الحكم فلا مانع". وأخيرا أكد الأخ أبوسمرة أن الجماعة الجهادية أوقفت سفر المجاهدين إلي سوريا انتظارا لساعة الصفر.. كما أكد أن حماس وحزب الله دخلوا بالفعل إلي البلاد أثناء الثورة ولكن كان هدفهم الأساسي هو إخراج أعضائهم من السجون ولم يخترقوا السجون المصرية كما يدعي البعض للأمانة انتظرت عدة أيام حتي يخرج علينا أي مسئول للتعليق علي كلام أبوسمرة أو محاسبته علي هذا الكلام ولم أجد.. انتظرت أن يخرج أحد ليحاسبه علي التهديد بإشاعة الفوضي واستخدام السلاح ولم أجد وعندها لم أعد استطيع الاحتمال.. فالأخ أبوسمرة يعترض علي إسقاط الرئيس مرسي بمظاهرات سلمية وفي نفس الوقت يؤكد أن أول من ستقوم عليهم الثورة الإسلامية هم الإخوان المسلمون بل ويتعهد بإبعادهم نهائيا عن السلطة خاصة وأنهم أقصوا جميع التيارات وفشلوا في تحقيق العدالة وأساءوا إلي المشروع الإسلامي.. ما هذا التناقض؟! الأخ أبوسمرة يقول إن كثيراً من الجهاديين الذين ينتمي إليهم يكفرون بالديمقراطية ولكنهم ارتضوا بها مادامت ستأتي بهم إلي الحكم ماهذا يا أخ أبوسمرة هل يوجد في الإسلام "ميكافيلية" وهل يعرف الإسلام مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.. إن ديننا الحنيف أبعد ما يكون عن الميكافيلية.. ثم من قال يا أخ أبوسمرة إن الديمقراطية كفر.. ألم يحث الإسلام علي الشوري وقال الله سبحانه وتعالي لنبيه الكريم صلوات الله عليه "وشاورهم في الأمر".. أليست الشوري هي الديمقراطية بعينها.. إن ما يحزنني أن الغرب الذي ننتقده بشدة قام بتأسيس حضارته علي مباديء الإسلام الصحيحة في حين انشغلنا نحن بالأمور التافهة البعيدة عن الدين وصدق الإمام محمد عبده عندما قال وجدت في الخارج أناساً يعملون ب"لا إله إلا الله" وهم غير مسلمين.. ووجدت في الداخل أناساً لا يعملون ب"لا إله إلا الله" ويدعون أنهم مسلمون. وجدت في الخارج إسلاماً بلا مسلمين وفي الداخل مسلمون بلا إسلام.. هذه حقيقة شاهدتها بنفسي فقد عشت أنا شخصيا في الخارج سنوات عديدة ووجدت سر نهضة هؤلاء أنهم يسيرون علي نهج الإسلام الحقيقي في كل شيء ويشذ علي ذلك البعض منهم إلا أنه غير مؤثر.. أما نحن فما أبعدنا عن جوهر الدين. في النهاية أريد أن اسأل الأخ أبوسمرة عن حكاية وقف سفر المجاهدين إلي سوريا انتظارا لساعة الصفر.. هل تريد تحويل مصر إلي سوريا يا أخ أبوسمرة وهل تسعدك مناظر الخراب والدمار التي تشاهدها هناك وهل يسعدك تشريد أكثر من نصف الشعب السوري.. ومتي تتعلم مما يحدث في سوريا وليبيا والعراق واليمن والجزائر وأفغانستان وباكستان. أخيرا إذا كان الأخ أبوسمرة يري أن الإخوان أساءوا إلي المشروع الإسلامي فإنني أري أن غيرهم يسيء أكثر إلي هذا المشروع.. وإذا كانت إسلامية أبوسمرة هي خراب ودمار فإنني أدعو الله أن يحفظ مصر من هذه الإسلامية وأن يبقي عليها مصر التي ذكرها الله في القرآن. حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.