الشيخ محمد الخراشي نسبة الي قرية "أبوخراشي" مركز شبراخيت محافظة البحيرة.. ليس مجرد اسم عابر يمر بي كلما سمعت كلمة "يا خراشي" وإنما هو حكاية وتاريخ لكيان عظيم يراد به السوء من دول ليس لها دور في الحياة إلا القفز علي دول أخري وهدم تاريخها وهذا الكيان هو الأزهر وهذا الشيخ هو محمد بن عبدالله الخراشي المالكي أول شيخ للأزهر الشريف منذ عام 6801 الي 6901 ميلادية والذي انتخب بعد فرمان من السلطان العثماني سليمان القانوني. بتنصيب شيخ للأزهر يختاره العلماء ويتفرغ لشئونه الدينية والإدارية.. وتم انتخاب شيخنا الخراشي المالكي المذهب السني العقيدة والذي شرب العلم بداية من والده جمال الدين عبدالله بن علي الخراشي والذي قال الزبيدي عنه في تاج العروس.. إنه لم ينل شهرته إلا بعد أن تقدمت به السن ودرس عن الشيخ سالم السنهوري والنجم الغيطاني وزكريا الأنصاري والعسقلاني والأجهوري ويوسف العليشي. وياسين الشامي.. درس الحديث والتوحيد والنصوص والفقه وعلم الكلام والنحو والصرف والعروض والمعاني والبيان. والبديع والأدب والتاريخ والسيرة النبوية والمنطق والوضع والميقات وقد درسها من أمهات الكتب. عشرات السنوات يتعلم ويفيد ويستفيد من العلم والعلماء.. يروي ويروي عنه فأفاد بلسانه وقلمه جمهرة كبيرة من العلماء الذين انتموا إليه والي علمه.. ذاع صيته في بلدان العالم وكما قال عنه الجبرتي: هو الإمام العلامة والحبر الفهامة شيخ الإسلام والمسلمين ووارث علوم سيد المرسلين ذاعت شهرته في بلاد المغرب وأواسط افريقيا ونيجيريا وبلاد الشام والجزيرة العربية والشام والحجاز والروم. هذا الشيخ الذي أفاد العلماء بعلمه وقبل شفاعته الحكماء لشدة ورعه وعقله المستنير وأقبل عليه العامة لينالوا من كرمه وعلمه.. كانوا يدعونه "يا خراشي" استنجادا به ليشفع لهم أو لقضاء حاجة لهم. لماذا سيرة الخراشي الآن؟ ربما أسوق نموذجا لأول شيخ للجامع الأزهر الذي جاء منتخبا من العلماء ورجال الدين وهذه بعض من سيرته وقد ترك عشرين مؤلفا في مكتبة الجامع الأزهر وجامعته.. لم يرأس الأزهر إلا في عمر الثمانين بعد ان أهدي تلامذة وتابعين هم خيرة العلماء لعلوم الدين.. فماذا ترك لنا أو جلب لنا نماذج شائهة لمشايخ وفدوا إلينا بدعوة وهابية مزاجها الرجعية والبعد عن روح الدين ووسطيته وسماحته؟ لهذا تحدثت عن جدي الأكبر الذي أشرف بأنه أهداني نسبه وعرقه فمن وسطيته كبرت وتعلمت وعرفت قيمة القلم والكلمة والعلم ومن هذا الموقع أسأل كل غافل عن المخطط الكبير لتهميش دور الأزهر والقضاء عليه وأن يحل محله أشباه علماء لا يعلمون من الدين إلا قشوره يتاجرون بها علي بعض القنوات الفضائية.. مضللين العامة والبسطاء ويهاجمون بدوافع سياسية لا دينية.. الأزهر الذي تتلمذ فيه من قاموا بنشر دعوة الإسلام الوسطية يهان لنشر دعاوي طائفية تهدد بفتنة في البلاد وتخريب للدين الإسلامي.. فهل يجد من يذود عن منبع علوم الدين للعالم الإسلامي كافة؟ هل نجد من يرفض دعاوي اسماء لم تقرأ عشرة كتب علي الأقل مما ألفه الشيخ الخراشي وأمثاله؟ مسيرات تؤ:كد علي الحفاظ علي الأزهر قام بها مسلمون ومسيحيون أدركوا أنها الفتنة قادمة. ونحن نؤكد كذلك أن الأزهر رمانة ميزان العالم الإسلامي لن يسقط ولن تسقط هيبته وهيبة علمائه.. فهل نجد العون أن نرفع أصواتنا قائلين: مدد يا خراشي.