بقلم : دكتور محمد عهدي فضلي فضيلة الإمام الأكبر شيخ الإسلام الدكتور أحمد الطيب.. حامل لواء الأزهر الشريف وانطلاقته نحو العالمية.. سعدت بقرار السيد رئيس الجمهورية تعيينه شيخاً للجامع الأزهر.. منارة العلم في العالم الإسلامي.. فلا خلاف علي مكانة الأزهر وقيمته في نفوس كل أبناء الأمة الإسلامية.. ومن مكانة المسجد كانت مكانة شيخه.. ومن قيمة علم الجامع كانت قيمة علم إمامه.. الأزهر الشريف مدرسة ومسجد.. وليه استاذ وإمام.. وبقدر قيمة المكان تكون قامة رب المكان.. بنيان الجامع الأزهر الشريف فيه حجر حلقة الدرس يجاوره حجر زاوية للصلاة.. وكل منهما يستند عليه طالب العلم وكم من طلاب العلم احتضنهم ذلك الجامع الكبير وكم من عالم تخرج فيه وانطلق بعلوم الإسلام نحو عالم قد لا ينطق العربية ولكنه يتوق إلي تعلم لغة القرآن.. شيوخه اجلاء فقهاء علماء بداية من الشيخ الخراشي المالكي وانتهاء بالدكتور أحمد الطيب مروراً بفقهاء أمة الإسلام الشيخ العروسي والشيخ سليم العشري والشيخ مصطفي المراغي والشيخ محمود شلتوت والدكتور عبدالحليم محمود والدكتور جاد الحق والدكتور سيد طنطاوي والكثيرون غيرهم من أئمة الجامع الكبير العريق صاحب المكانة العالمية عند مسلمي الأرض أجمعين.. وانطلاقا برسالة الإسلام من الجامع العتيد نحو العالمية كان تكليف السيد الرئيس لصاحب العلم الرفيع بحمل لواء الرسالة.. فهو حاصل علي أرفع درجات العلم.. درجتين لدكتوراه الفلسفة احداهما من جامعة السوربون الفرنسية أعرق جامعات العالم والتي تخرج فيها ايضا الشيخ عبدالحليم محمود والاديب الكبير الدكتور طه حسين.. وفيما بين النهرين نشأ وتعلم.. علي ضفاف نهر النيل ولد في الاقصر ونشأ النشأة الدينية الحنفية التي قومت نفسه وأرست الروح السمحة واحلتها في وجدانه.. وعلي ضفاف نهر السين حصل علي أرفع درجات العلم في رسالة الدكتوراه من جامعة السربون.. وجريان ماء النهرين اسري العلم في نفسه كسريان الماء في مجراه فجمع بين غزارة العلم وعفة اللسان الطيب. الهجمات علي كلمة الدين الحنيف أصبحت أشرس وأعنف ولا يواجهها إلا منطق العلم بالحجة والحوار والإقناع والاقتناع هجمات وانتقادات وظلمات لا يجابهها إلا العلم الراسخ الذي يواجه الكلمة بالكلمة والقول بالقول.. والدليل بالدليل.. وسائل الهجوم أصبحت حديثة تتناسب مع تقنيات العصر الرقمي الرهيب الذي نعيش فيه.. ويعيش فينا فليدخل الأزهر الشريف صاحب الألف عام ويزيد ذلك العصر علي يد صاحب الدرجة الأعلي في العلم.. ولتكن التقنيات في خدمة كلمة صاحب عمود الدرس في جامعة الأزهر.. ولتكن أيضا في خدمة إمام الصلاة في جامع الأزهر.. هي معركة الفكر والكلمة يخوضها قاطنو النيل والسين.. أصحاب انهار العلم الفياضة علي كل من حولهم. فضيلة الإمام.. أمامك قضايا لإسلام تشعبت فرقه أنت أهل لحلها.. ينتظرك تعليم أزهري يطمح دارسوه إلي تطويره أنت قادر علي بدئه.. يحاورك مجادلون في أصول الدين.. وفقك المولي لهدايتهم.. أعانك الله.