كعادة مظاهرات كل جمعة بدأت سلمية وانتهت باشتباكات مع الشرطة.. للأسبوع الثاني علي التوالي يشهد قسم سيدي جابر أحداثا مؤسفة ومعارك بالطوب والغازات المسيلة للدموع بين الشرطة والمتظاهرين الذين لم يتجاوز عددهم المئات في أعقاب إصابة الآلاف المشاركين في المظاهرة بحالة من الانهاك لسيرهم علي مدار ست ساعات متواصلة في جميع شوارع وسط الإسكندرية لينسحب الجميع وبقي قلة تصادمت مع الشرطة. المصادمات بدأت أثناء مرور المظاهرة أمام قسم باب شرقي وقام خلالها المتظاهرون بالهتاف ضد وزارة الداخلية وتسلق بعض الشباب واجهة القسم وقاموا بإنزال علم الجمهورية الموضوع علي ساري أعلي القسم دون أن يلتحم بهم أحد.. وما أن وصلت المظاهرة أمام القسم المؤمن بحشود من الأمن المركزي بدأت الهتافات وإلقاء الحجارة علي القوات مع مطالبة بالقصاص لدم الشهيد حسن شعبان الذي توفي في أعقاب القبض عليه أمام قسم سيدي جابر الجمعة الماضية.. لتبدأ مرحلة إطلاق الأعيرة الصوتية في الهواء والقنابل المسيلة للدموع من قبل رجال الشرطة ومن بعدها معارك الكر والفر حيث قام المتظاهرون بوضع صناديق القمامة لمنع تقدم المدرعات بعرض الطريق وتم إغلاق شارع أبوقير بأكمله.. لتمتد عملية المطاردة حتي المنطقة الشمالية حيث أقام المتظاهرون مستشفي ميدانيًا لإسعاف المصابين بالاختناق من الغازات أولا بأول. ومع تزايد أعداد المتظاهرين بدأت عملية مطاردة قوات الأمن المركزي للمتظاهرين تمتد حتي طريق الكورنيش حيث أصيبت المنطقة بالشلل التام وأغلقت المحاور المرورية علي الكورنيش وبشارع أبوقير واضطرت السيارات للمرور بالشوارع الجانبية لتجنب الدخول في المصادمات. تمكنت قوات الشرطة من القبض علي 15 من المتظاهرين لإلقائهم الطوب والحجارة علي قسم سيدي جابر وأصيب النقيب محمد خضر معاون مباحث سيدي جابر بالرأس من جراء تلقيه ضربة من حجارة وتم نقله إلي مستشفي الشرطة. وكانت مظاهرات الجمعة قد شهدت العديد من المشاحنات بدأت بهجوم مجموعة مجهولة علي النشطاء السياسيين وأصدقاء الشهيد حسن شعبان أمام مشرحة كوم الدكة بادعاء أنهم السبب وراء وفاته وتم التلاحم بالأيدي قبل خروج الجثمان من المشرحة وتكرر الموقف للمرة الثانية في الساعة الحادية عشرة صباحا حينما قامت أيضا مجموعة مجهولة بالتحرش بالمشاركين في جنازة الشهيد حسن شعبان والذي لقي مصرعه في سجن الغربانيات في أعقاب القبض عليه أمام قسم سيدي جابر وتطورت المشاحنات إلي مشاجرات بالأيدي والحجارة وهو ما دعا أسرة المتوفي إلي إجراء صلاة الجنازة علي المتوفي قبل صلاة الجمعة لتعذر دخوله لمسجد القائد إبراهيم وقالت والدته السيدة عواطف إننا في غني عن الاشتباكات وسنسافر بابني لدفنه إلي قرية بنسوه ببني سويف ومنهم لله. بدأت المظاهرات الحاشدة في الانطلاق من مسجد القائد إبراهيم إلي منطقة المنشية حيث أشعل التظاهرات التراس جرين ماجيك وديفيلز بهتافاتهم ورقصاتهم المعهودة التي ألهبت حماسة المتظاهرين من الآلاف. إلا أنه وكالعادة نشبت مشادة بين القوي السياسية أمام محكمة الحقانية حول خط السير بالمظاهرة وعما إذا كان إلي المجلس المحلي أو منطقة محرم بك.. واستقر الأمر علي التوجه إلي منطقة محرم بك. وفي أعقاب ذلك توجهت المظاهرة إلي شارع الحديني محرم بك وقام الآلاف من المتظاهرين بالوقوف أمام منزل الناشط السياسي حسن مصطفي المحبوس علي ذمة العديد من القضايا وهتف المتظاهرون "احبس واحد.. احبس ميه مش حتنسونا القضية". ويقول أحمد شعبان أمين حزب التجمع للأسف هناك ما يود الظهور في المشهد السياسي علي حساب المظاهرات الحاشدة وهو ما يضعف المظاهرة ويجعلها تنتهي بسرعة كما أن بعض الأحزاب تسعي من الآن للظهور المبكر استعدادا لانتخابات مجلس الشعب وهو ما نرفضه وسنتمكن من تداركه بعد ذلك بعد أن أصبحت كثرة الآراء تفسد قوة التظاهر.