ظل يدافع عن المظلومين، والمعتقلين، والمفصولين، معنويًا وماديا، وحارب من أجل كرامة مهنة الصحافة، وحق العاملين بها، في أجر عادل وحرية لممارسة عملهم، فلم تقيده سلطة، ولم يخفت صوته يومًا من الأيام.. هو يحيى قلاش، نقيب الصحفيين، الذي شغل عضوية مجلس نقابة الصحفيين لأربع دورات متتالية وسكرتير عام النقابة لمدة 8 سنوات. ولد قلاش في السابع من مايو عام 1954 بالمنوفية، وشارك في الفعاليات النقابية كافة، ولم يتخل عن اعتصامات واضطرابات وقضايا الصحفيين، وعن إدارة أزمة القانون 93 لعام 1995، الذي أطلق عليه "قانون حماية الفساد" من خلال لجنة كانت مهمتها المتابعة والإعداد لكل الفعاليات للجمعيات العمومية والتكليفات الصادرة عنها، والتي ظلت في انعقاد مستمر لمدة تزيد على العام، دعا خلالها كبار الكتاب والصحفيين للمشاركة بآرائهم في الأزمة، وخاطب الكاتب محمد حسنين هيكل، للإدلاء برأيه في الأزمة وأعطاه كلمة لإلقائها باسمه موجهة للجمعية العمومية، كان لها صدى كبير، خاصة في وصفه سلطة مبارك بأنها "سلطة شاخت في مواقعها".
"قلاش" الذي يشغل منصب نقيب الصحفيين حاليا، لم يكن بعيدًا عن العمل النقابي على مدار مشوار حياته، بل اعتاد المشاركة فى الفعاليات النقابية، حيث تم انتخابه عضوا بمجلس نقابة الصحفيين ل 4 دورات متتالية، وسكرتيرًا عامًا للنقابة لمدة 8سنوات، ولم تكن تلك هى المرة الأولى التى يقرر فيها "قلاش" أن يقف وجها لوجه فى مواجهة مع وزير داخلية، فقد سبق له أن خاض معركة مع الوزير الأسبق حبيب العادلى لخصها فى كلمات جاءت فى مقال له "إن النقابة لا تقبل دروسا أو وصاية من أحد، ولا يمكن الحديث عن الإصلاح السياسي، إذا ظل ملف السياسة الداخلية تحكمه وزارة الداخلية".
وعندما كان سكرتيرًا عامًا لنقابة الصحفيين، تحمل مسؤولية الانتقال الآمن بأوراق وملفات النقابة وأرشيفها بالكامل من المبنى القديم إلى المبنى المؤقت بجوار قسم الأزبكية، ثم العودة إلى المبنى الجديد الحالي، وإعداد جهاز إداري وكوادر فنية قادرة على تحقيق تحول مهم من العمل الورقي إلى أنظمة وبرامج إلكترونية لكل الأرشيف والمعلومات والخدمات والتعاملات المالية والقيد والمشروعات المختلفة.
وجاءت واقعة اقتحام نقابة الصحفيين من قبل قوات لإلقاء القبض على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا بتهمة التحريض على التظاهر فى "جمعة الأرض" والتي لم تحدث فى تاريخ مصر حتى فى عهد وجبروت نظام مبارك، لتضع نقيب الصحفيين فى مهمة صعبة ونقطة فاصلة لرد كرامة مبنى "صاحبة الجلالة".
وأعلن قلاش خلال اجتماع طارئ لمجلس نقابة الصحفيين، عن بيان يطالب فيه بإقالة وزير الداخلية وبدء اعتصام مفتوح لأعضاء الجمعية العمومية للنقابة لحين عقد الاجتماع الطارئ يوم الأربعاء الماضي، مؤكدًا أنه لا توجد نية لدى الجماعة الصحفية قبول أى اعتذار من وزارة الداخلية، واصفا بيان الوزارة بأنه "عار ومليء بالأكاذيب".