أعادت واقعة اختطاف طائرة الركاب المصرية التي هبطت في مطار لارنكا القبرصي، للأذهان، حادثة مماثلة تعود إلى ما قبل 38عامًا، حين اختطفت مجموعة من جماعة "أبو نضال"، طائرة مصرية من طراز dc-8 على متنها 16 شخصًا من رهائن مصريين وعرب و إجبارها على الهبوط في مطار لارنكا الدولي في قبرص. وأعلنت وزارة الطيران المدني والشرطة المصرية اليوم، خطف طائرة تابعة لشركة مصر للطيران وعلى متنها 56 راكبًا، إضافة إلى طاقمها المؤلف من 7 أشخاص ورجل أمن، كانت متجهة من الإسكندرية للقاهرة، قبل أن يجبر أحد الركاب ويدعى سيف الدين مصطفى على الهبوط في مطار لارنكا القبرصي، حسب بيان الداخلية. وفي 18 فبراير 1978، احتجزت مجموعة من جماعة "أبو نضال"، رهائن على متن طائرة من طراز dc-8 على متنها 16شخصًا من رهائن مصريين وعرب، كانوا يشاركون في مؤتمر في نيقوسيا، وهددوا الحكومة القبرصية بقتلهم إن لم تضع تحت تصرفهم طائرة لنقلهم إلى خارج قبرص، وعندما لم يجدوا تجاوبًا حاولوا الهبوط بالطائرة والمخطوفين في عدة مطارات، حيث تنقلوا من سوريا إلى ليبيا واليمن، ثم هبطوا اضطراريًا في جيبوتي، وأخيرا قرروا العودة إلى مطار لارنكا. اضطرت القوات المصرية وقتها إلى التدخل بأمر من الرئيس أنور السادات، لاسيما بعد اغتيال الأديب يوسف السباعي وزير الثقافة، ومكالمة أجرها السادات بنظيره القبرصي سبيروس كبريانو وطلب منه إنقاذ الرهائن وتسليم الخاطفين للقاهرة، استجاب الرئيس القبرصى للطلب وذهب بنفسه للمطار، إلا أن عملية تحرير الرهائن تأخرت. ما دفع السادات، لإرسال نخبه قوات الخاصة المصرية 777 على متن طائرة من طراز c-130 إلى قبرص مع إرسال رسالة للرئيس القبرصي تحتوى فقط هذه العبارة "الرجال في الطريق لإنقاذ الرهائن". بمجرد وصول الطائرة للمطار بدأت الوحدة الهجوم بأكملها رغم عدم وجود تصريح بالهجوم من قبرص. غير أن النهاية لم تكن التي يتمنها السادات، بعد أن جاءت نتائجها مأساوية، إذ أسفرت عن قتل 15من رجال الصاعقة المصريين وجرح على ما يزيد على 80شخصًا من الطرفين. وفي تلك الأثناء، استسلم الخاطفون للسلطات القبرصية، وحكم القضاء القبرصي عليهم بالإعدام بعد عدة أشه، ثم أصدر الرئيس القبرصي قرارًا بتخفيف الحكم ليصبح السجن مدى الحياة، وبعدها تم إطلاق سراح الخاطفين وتهريبهم خارج قبرص. وفى اليوم التالي للعملية، أرسلت مصر وزير الدولة للشئون الخارجية بطرس بطرس غالي، لقبرص للتفاوض مع القادة القبارصة لإعادة رجال الصاعقة المصريين للقاهرة مساهمة في إنقاذ العلاقات الدبلوماسية المصرية القبرصية وتسليم الخاطفين لمصر لمحاكمتهم، في بادئ الأمر رفضت قبرص عودة رجال الصاعقة لمصر بأسلحتهم إلا أن الوزير المصري بطرس غالى رفض ذلك. وانتهى الأمر إلى عودة رجال الصاعقة المصريين بكامل أسلحتهم شريطة وضعها في صناديق مغلقة يتم وضعها في باطن الطائرة. وبعد إقلاع الطائرة التي كانت تقل الوزير بطرس غالى ورجال الصاعقة المصريين من قبرص متوجهة إلى القاهرة، أعلنت السلطات المصرية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قبرص وسحب الاعتراف بالرئيس القبرصي.