شهدت مصر خلال آخر ستة أشهر، ثلاث حوادث كانت لها صلة برعايا دول غربية، والتي وضعتها في حرج بالغ، خاصة مع مطالبات بتعويضات مالية ضخمة. وكانت البداية بمقتل السياح المكسيكيين في سبتمبر 2015 الذي نتج عنه مقتل وإصابة 22 من السياح المكسيكيين والوفد المصري المرافق لهم، بالإضافة إلى سقوط طائرة السياح الروسية في نوفمبر الماضي، والتي راح ضحيتها 224 شخصًا كانوا على متنها، وصولا إلى مقتل الباحث الإيطالي جيوليو ريجيني (28 عامًا)، بعدما وجدته قوات الأمن المصري جثة وعليها جروح متعددة بطعنات وحروق سجائر وآثار تعذيب أخرى بعد اختفائه منذ 25 يناير الماضي. وتبعت تلك الحوادث قرارات، مثل وقف مساعدات الاتحاد الأوربي، وإعلان روسيا ملاحقة المتورطين في أي مكان كانوا، ومن قبلها ضرب السياحة بعد حادثة المكسيكيين. أمس أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن تكليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقضاء على المتورطين في تفجير الطائرة الروسية في سيناء غير محدود الزمن. وقال بيسكوف، في حديث للصحفيين، إن بوتين أمر بعد مأساة طائرة الركاب الروسية في سيناء نتيجة عمل إرهابي في 31 أكتوبر الماضي، بالعثور على الإرهابيين أينما كانوا والقضاء عليهم، مشيرا إلى أن هذا الأمر ليس محدودًا زمنيًا ولا جغرافيا، ويعد هذا القرار أمرًا عاملاً للقائد الأعلى للقوات الروسية، التصريحات التي اعتبرها سياسيون تهديدًا ناعمًا يمكن إن يطال مصر في أي وقت. وقال محللون إن علاقات مصر بدول تلك الحوادث تأثرت كثيرًا، خاصة روسيا، وإيطاليا، خاصة بعدما نجحت الأخيرة في إقناع الاتحاد الأوروبي بوقف المساعدات لمصر، مؤكدين أن تلك الحوادث أدت بشكل مباشر في ضرب السياحة المصرية، وتأثر الاقتصاد المصري بها. الدكتور يسري العزباوي الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، رأى أن الحوادث تندرج تحت الإرهاب الذي يشهده العالم أجمع، وأن الوضع في مصر أخف من دول أخرى، مؤكدا أن علاقة مصر تأثرت سلبًا بدول هذه الحوادث. وأضاف أن روسيا أدركت أن السلطات المصرية ليس لها علاقة بحادثة الطائرة، وأن تهديدها أمس، تهديد ناعم للإرهاب من الجماعات الإرهابية أينما وجدوا. وتعليقًا على حادثة الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، قال العزباوي، إن التقارير الخاصة بمقتله لم تظهر بعد لتحديد إن كانت هناك شبهه جنائية حول الحادث، أو أن تكون جهات رسمية ضالعة فيه، مؤكدا أن بيان الاتحاد الأوروبي أراد أن يحرج النظام. ووصف السفير هانى خلاف مساعد وزير الخارجية السابق، الحوادث بالفردية التي تحدث في كل بلاد العالم من سقوط الطائرات، أو حادث مقتل السياح المكسيكيين، والحادث المؤسف الذي وقع للطالب الإيطالي، مشيرا إلى أن قرار البرلمان الأوروبي بوقف المساعدات فيه محاولة لإحراج مصر أمام العالم، وادعاء انتهاكها حقوق الإنسان. وقال: "كان يمكن للبرلمان الأوروبي تقديم طلب للجهات الأمنية المصرية للمشاركة في تحقيقات الحادث أو انتظار انتهائها على الأقل قبل إصدارهم هذا القرار التعسفي". وأوضح خلاف، أن روسيا لم تقصد بتصريحها، أمس، توجيه التهديد لمصر، وأن العلاقة بين مصر وروسيا لم تتأثر بعد سقوط الطائرة، وأن مصر استطاعت أن تستوعب القرارات الروسية التي تبعت الحادث.