تعرضت مصر خلال ال6 شهور الماضية إلى عدة كوارث تدمر علاقتها الخارجية، حيث راح ضحيتها سياح أجانب. وألقى موقع "الخليج اون لاين" الضوء على الأحداث الأخيرة التي تتعرض لها مصر "بداية من حادث مقتل السياح المكسيكيين في سبتمبر 2015 الذي نتج عنه مقتل وإصابة 22 من السياح المكسيكيين والوفد المصري المرافق لهم، بالإضافة إلى سقوط طائرة السياح الروسية في نوفمبر، والتي راح ضحيتها 224 شخصًا كانوا على متنها". ومنذ أيام قليلة، أعلنت السلطات المصرية مقتل الباحث الإيطالي جيوليو ريجيني "28 عامًا"، بعدما وُجدت جثته وعليها جروح متعددة بطعنات وحروق سجائر وآثار تعذيب أخرى بعد اختفائه منذ 25 يناير الماضي. خبراء وسياسيون أكدوا أن تلك الحوادث كان لها تأثير سلبي على علاقة مصر الخارجية لا سيما بالدول التي راح مواطنوها ضحية تلك الحوادث، بالإضافة إلى تأثر العلاقات الاقتصادية مع تلك البلدان. في حين ذهب آخرون إلى أن ارتباط تلك الحوادث بعمليات القتل والتعذيب قد تفتح آذان المجتمع الدولي لما يرتكبه النظام المصري بحق المواطنين المصريين من انتهاكات. رئيس حزب الأصالة، إيهاب شيحة، أشار إلى أن دول العالم لم تحرك ساكنًا تجاه الانتهاكات التي ارتكبها النظام المصري الحالي بحق المعارضين له، بل وغض الطرف عنها، رغم أن تلك الانتهاكات وثقتها هيئات دولية. وأوضح شيحة أنه "بعد حادث مقتل السياح المكسيكيين وسقوط الطائرة الروسية، وبعدها تعذيب الطالب الإيطالي وقتله، بدأت المنظومة الدولية تشعر بخطر هذا النظام وإجرامه بعدما بدؤوا يكتوون بناره". وتابع شيحة قائلًا: "هذا يدل على ازدواجية المعايير الدولية، وافتقار المنظومة الدولية لما تتشدق به من دعم للديمقراطية واحترام حقوق الإنسان". وألمح رئيس حزب الأصالة إلى أنه "من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة ضغوطًا شعبية على حكومات الغرب لا سيما إيطاليا بعد هذه الانتهاكات". وأردف قائلًا: "يجب أن يدرك العالم أجمع أن النظام الذي قتل الطالب الإيطالي هو نفسه قتل آلاف المصريين بدم بارد، وأن هذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ما دام السيسي يحكم مصر". من جانبه، أكد الباحث بمركز الأهرام للدراسات، يسري العزباوي، أن علاقة مصر ببعض الدول تأثرت بعد عدد من الحوادث التي وقعت مؤخرًا في مصر. وأوضح في حديثه ل"الخليج أونلاين" أن العلاقات المصرية بروسيا تأثرت بشكل واضح بعد سقوط الطائرة الروسية، متابعًا: "ولكن ما ساعد في تخفيف حدة التوترات أن روسيا أدركت أن الحكومة والرئيس المصري ليس لهما علاقة بذلك الحادث". ولفت العزباوي إلى أن "المشكلة تكمن في أن مصر في وسط حزام إرهابي في منطقة الشرق الأوسط، كما تعاني أوروبا من الإرهاب". ولفت العزباوي إلى أن أوروبا وبعض الدول تورطت في الإرهاب عن طريق تفكيك بنى بعض البلدان كالعراق وسوريا وليبيا، مشددًا على أن ذلك ساعد في تخفيف حدة النظرة الخارجية إلى مصر بعد تلك الحوادث. وتابع قائلًا: "مصر أكثر استقرارًا من كثير من الدول وهو ما تعترف به دول كثيرة"، مشددًا على أن تلك الحوادث تترك نظرات سلبية أو تخوفًا بشكل أو بآخر من مصر. وأكد العزباوي أن التقارير الخاصة بمقتل الشاب الإيطالي لم تظهر بعد لتحديد إن كانت هناك شبهه جنائية حول الحادث، أو أن تكون جهات رسمية ضالعة فيه. وألمح الباحث بمركز الأهرام للدراسات إلى أن الدول الأوروبية لها مصالح وإن كانت تحرص على حياة المواطنين، فهناك استثمارات متبادلة ووجهات نظر متقاربة، لافتًا إلى أن تلك الحوادث الفردية لن تعكر الصفو كما أنها ليست فيصلًا ولكن لها تأثير وسيكون لها نصيب من الحوارات واللقاءات الرسمية. كما أشار إلى أن مصر تتبع في سياستها الخارجية مبدأ التنمية والتنوع، وأنها استفادت من علاقة دول الخليج بأوروبا، موضحًا أن الجزء المتفرد في علاقات مصر الخارجية هو "العلاقات الخليجية"، لا سيما بعد المساعدات الخليجية لمصر والتي ساعدت في استقرار الأوضاع فيها. - حوادث فردية مساعد وزير الخارجية السابق، حسين هريدي، أكد أن الحوادث التي حدثت لبعض الأجانب في مصر "فردية". ولفت في حديثه ل"الخليج أونلاين" إلى أن "هذه الحوادث تحدث في كل بلاد العالم من سقوط الطائرات، أو الحادث المؤسف الذي وقع للطالب الإيطالي، وحادث مقتل السياح المكسيكيين". وأوضح أن العلاقة بين مصر وروسيا لم تتأثر بعد سقوط الطائرة، وأن مصر استطاعت أن تستوعب القرارات الروسية التي تبعت الحادث. وتابع قائلًا: "وعقب مقتل الطالب الإيطالي اتصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برئيس الوزراء الإيطالي، كما التقى وزير الخارجية المصري نظيره الإيطالي، وهناك اتفاق على اتباع الشفافية حول ذلك الحادث". وأكد هريدي أن "العلاقات المصرية المكسيكية لم تتدهور عقب مقتل السياح المكسيكيين، وإنما استطاعت المكسيك استيعاب الموقف وتفهمت وجهة النظر الرسمية المصرية أن هناك خطأ بشريًا من شركة السياحة، وهذا الخطأ أدى إلى وجود المجموعة السياحية في المكان الخطأ في الوقت غير المناسب".