كتبت: مارينا ميلاد في غضون أربعة أشهر، شهدت مصر أربع حوادث وقعت للمواطنين الأجانب على أراضيها، صاحب ذلك التأكيدات المستمرة أن العلاقات الدولية قائمة ولم تتأثر، والبدء في تحقيقات جادة ومشتركة. يرصد التقرير التالي هذه الحوادث وتداعياتها حتى هذه اللحظة. 1- إسقاط الطائرة الروسية سقطت طائرة روسية فوق شبه جزيرة سيناء أواخر شهر أكتوبر الماضي، وأودى هذا الحادث بحياة كل ركابها ال224. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مقابلة أجرتها معه "بي بي سي"، في هذا الوقت إن ادعاء "داعش" بأنها أسقطت طائرة الركاب الروسية "محض دعاية تهدف إلى الإضرار بسمعة مصر". وأعلن رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ألكسندر بورتنيكوف، في نوفمبر الماضي، أن تحطم الطائرة الروسية "عمل إرهابي". وشكلت القاهرة وموسكو لجنة مشتركة لمتابعة التحقيقات، تضم أيضا أيرلندا وفرنسا وألمانيا، وبدأ فريق مصري أمس نقل حطام الطائرة إلى مطار القاهرة بعد انتهاء عمل فريق البحث الميداني في موقع سقوط الطائرة، لتمكين الخبراء من فحص أدق للحطام، لتحديد أسباب سقوطها. وقال وزير الطيران المدني المصري، حسام كمال، في بيان أمس الأول: «ستبقى كل الاحتمالات قائمة في ما يخص أسباب السقوط، سواء كان عطلا فنيا أو عملا تخريبيا أو وجود شيء داخل أمتعة الركاب مثل أسطوانات الأوكسجين الخاصة بالغطس أو بطاريات السيارات أو أي أشياء مضغوطة يمكن أن تتأثر بالضغط وتحدث انفجارا كبيرا». وأشار إلى أن ممثلاً للجنة التحقيق سيسافر هذا الشهر إلى إحدى الدول الأوروبية المشاركة في التحقيق لحضور تحليل آخر 7 ثوانٍ من تسجيلات الصندوق الأسود. وأجلت روسيا عشرات الآلاف من مواطنيها من مصر في أعقاب الحادث، ومنعت طائرات شركة «مصر للطيران» من الهبوط في المطارات الروسية، وحظرت بريطانيا ودول أوروبية أخرى الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ، وتكبد قطاع السياحة في مصر خسائر قدرتها الحكومة ب2.2 مليار جنيه شهريا. وكانت وكالة رويترز للأنباء قد نقلت مطلع هذا الأسبوع عن مصادر وصفتها بأنها قريبة من التحقيقات في الحادث قولها إن«هناك اشتباها في أن فنيا بشركة مصر للطيران هو الذي زرع قنبلة على طائرة الركاب الروسية». 2- قتل السياح المكسيكيين أفادت وزارة الداخلية، منتصف سبتمبر الماضي، بمقتل 12 شخصا بينهم سياح مكسيكيون في أثناء وجودهم بالخطأ في مكان اشتباكات بين قوات الأمن المصري ومجموعات مسلحة، وهى منطقة محظور التوجود فيها، وفق بيان رسمي. وتم تشكيل فريق عمل لفحص أسباب وملابسات الحادث ومبررات وجود الفوج السياحي في المنطقة المشار إليها. ووصلت وزيرة خارجية المكسيك، كلوديا رويز ماسيو، إلى مصر عقب الحادث، لمعرفة تفاصيل الواقعة ومتابعة إجراء التحقيقات. وأدان الرئيس المكسيكي، إنريكي بينا نييتو، الهجوم على صفحته بموقع «تويتر»، ووصفه بأنه «مأساوي»، وطالب بإجراء تحقيق كامل. كما قررت السلطات المكسيكية إيفاد مبعوثها الخاص راين توريس الذي يشغل منصب المدير العام لحماية المكسيكيين في الخارج إلى القاهرة، للوقوف على حيثيات الحادث. 3- هجوم الغردقة أصيب ثلاثة سياح أجانب (اثنان نمساويان والآخر سويدي) بعد أن اقتحم مسلحان فندقا في منتجع الغردقة على البحر الأحمر مطلع يناير الماضي. وقالت وزارة الداخلية في بيان آنذاك إن قوات الأمن قتلت أحد المهاجمين الذي يدعى محمد حسن محمد محفوظ، 21 عاما، في حين أصابت الآخر ب«جروح بالغة». وقالت وزارة الصحة المصرية إن إصابات السياح سطحية وتمثلت في جروح قطعية وطعنات. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن بريطانيا «تفحص على وجه السرعة» التقارير الواردة من الغردقة. 4- مقتل الشاب الإيطالي عثرت أجهزة الأمن في الجيزة، أول من أمس الأربعاء، على جثة طالب إيطالي يدعى جيوليو ريجيني، اختفى في ظروف غامضة منذ 25 يناير الماضي، ملقاة في أول طريق "مصر - إسكندرية" الصحراوي ونقلت إلى مصلحة الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة. وأوضحت المصادر الأمنية، أن جثة المجني يوجد عليها آثار تعذيب، ووجد الشاب «نصف عارٍ». واستدعت إيطاليا السفير المصري لديها للتعبير عن غضبها، وطالبت بفتح تحقيق مشترك بشأن الحادث. ورفض مسؤولو السفارة الإيطالية بالقاهرة، الإدلاء بأى تصريحات أو معلومات بشأن القضية في الوقت الحالي. ومن جانبه أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن السلطات المصرية ستتوصل إلى قتلة الشاب الإيطالي. وأعرب خلال اتصال هاتفي، أمس الخميس، مع رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، عن خالص العزاء لحكومة وشعب إيطاليا، مشيرا إلى أنه أعطي توجيهات لوزارة الداخلية بمواصلة جهودها بالتعاون مع النيابة العامة من أجل كشف غموض الحادث. من جانبه يري السفير أحمد فتحى أبو الخير، عضو البعثة الدائمة لمصر الدائم بالأمم المتحدة سابقا، أن العلاقات بين مصر وإيطاليا مستهدفة منذ تفجير القنصلية الإيطالية يوليو الماضي، وحادث الشاب الإيطالي كان مقصودًا من قبل الجماعات الإرهابية ليتزامن مع زيارة وزيرة التنمية الاقتصادية، فيديريكا جويدي، إلى مصر لمناقشة التعاون المشترك بين البلدين في مجالات التنمية. وأوضح في تصريحات خاصة ل«التحرير» أن حادث السياح المكسيكيين لا يزال يشوبه الغموض، وهذه المنطقة التي وجدوا بها بالفعل هى منطقة خطرة، مؤكدا أن هذه الحوادث لن تؤثر على علاقات مصر بتلك الدول، لأنهم يدركون حقيقة الأوضاع تماما، لكنهم سيأخذون الحذر فقط تجاه رعاياهم.