قالت صحيفة "يو إس آي توداي" الأمريكية إن الأوضاع الحالية في مصر, أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل خمس سنوات, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 12 فبراير أن البلاد تشهد ما سمته حملة "قمع" شديدة ضد المعارضة, وعادت الانتهاكات التي كانت سائدة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك, والتي كانت سببا في اندلاع ثورة 25 يناير 2011 . وتابعت "السياحة أيضا تدهورت بشدة, كما ارتفعت معدلات البطالة إلى مستوى أعلى مما كانت عليه قبل ثورة يناير, حيث بلغت حاليا 12.8%، مقارنة ب 8.9% في الربع الأخير من 2010". ونقلت الصحيفة عن الباحث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى عن إريك تراجر، قوله :" إن القمع في مصر حاليا أكبر بكثير مما كان يحدث في عهد مبارك, لأن السلطات تخشى بشدة اندلاع ثورة جديدة", حسب تعبيره. وأشارت "يو إس آي توداي" إلى أن مصر بعد خمس سنوات من ثورة يناير، لم تحقق أي من أهدافها, و"عادت البلاد إلى الوراء", على حد قولها. وكانت وكالة الصحافة الفرنسية، قالت في تقرير لها في الذكرى الخامسة لإزاحة مبارك من السلطة في 11 فبراير 2011 , إن ما سمته "الموت تحت التعذيب في السجون" عاد مجددا, بالإضافة إلى ظهور وسائل "قمع" جديدة, أبرزها "الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري للشباب والمعارضين", على حد قولها. ونقلت عن المحامي والحقوقي المصري جمال عيد قوله :" إن ما يحدث حاليا استمرار لنظام مبارك, ولكن بشكل أعنف". كما نقلت الوكالة عن نديم البيطار, الخبير المتخصص في شئون الشرق الأوسط بمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس قوله :" إن معظم الممارسات الممقوتة لعصر مبارك عادت مرة أخرى, بل تزايدت". واستطردت "الفرنسية", قائلة في تقريرها في 11 فبراير :"إن القمع في البلاد امتد ليشمل الشباب المنتمين لحركات غير إسلامية تدعو للديمقراطية شاركت في الدعوة لثورة 2011". وتابعت الوكالة " بعد عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي, تم قتل واعتقال الآلاف، بالإضافة إلى إصدار أحكاما بالإعدام على مئات بينهم مرسي وبعض قيادات الإخوان في قضايا جماعية فصلت فيها محاكم بسرعة خاطفة, ودانتها الأممالمتحدة بشدة", حسب تعبيرها. وكانت صحيفة "ديرستاندرد" النمساوية، تحدثت أيضا عن "سيناريو مرعب" يخشاه الجميع بشأن مصر, وهو احتمال انضمام الكثير من الشباب للجماعات المتشددة, بسبب ما سمته "القمع" المتزايد في البلاد, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في مطلع فبراير أن الأوضاع الحالية في مصر هي أسوأ بكثير, مما كان سائدا في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. ونقلت "ديرستاندرد" عن الأكاديمي الألماني يان فولكل، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية, قوله إن "قمع" الإسلاميين يعتبر قرارا خاطئا من النظام المصري, لأنه قد يتسبب في انتشار التطرف في البلاد, وهو "سيناريو مرعب للغاية". وتابع فولكل أن تردي الأوضاع الاقتصادية, وتهميش الشباب, وسجن المعارضين, هي أمور تزيد من تعقيد المشهد في مصر. وكانت "دير ستاندرد " أجرت أيضا حوارا مع الباحث الألماني المتخصص في شئون الشرق الأوسط, ماتياس سالير، رجح فيه تفاقم الأزمة الحالية في مصر, على حد قوله. وأضاف سالير في الحوار, الذي نشرته الصحيفة النمساوية في 31 يناير, أن الوضع الحالي في مصر في تدهور, و"قمع الحريات" يتزايد بشكل غير مسبوق, حسب تعبيره. وتابع " الاستقرار في البلاد شبه منعدم, في ظل تزايد الهجمات الإرهابية, وتدهور الأوضاع الاقتصادية, وارتفاع معدلات البطالة, وانخفاض احتياطي النقد الأجنبي, والقيود على حرية التعبير". واستطرد " ما يفاقم من تدهور الأوضاع, عدم وجود أي بوادر للمصالحة بين النظام الحالي في البلاد, ومعارضيه". وأشار سالير إلى أن الوقائع على الأرض ترجح عدم حدوث أي تحسن على الأوضاع في مصر, وأنها ستستمر في التدهور, بسبب السياسات الحالية في البلاد", حسب تعبيره.