أجرت صحيفة " دير ستاندرد " النمساوية، حوارا مع الباحث الألماني المتخصص في شئون الشرق الأوسط, ماتياس سالير، رجح فيه تفاقم الأزمة الحالية في مصر, على حد قوله. وأضاف سالير في الحوار, الذي نشرته الصحيفة النمساوية في 31 يناير, أن الوضع الحالي في مصر في تدهور, و"قمع الحريات" يتزايد بشكل غير مسبوق, حسب تعبيره. وتابع " الاستقرار في البلاد شبه منعدم, في ظل تزايد الهجمات الإرهابية, وتدهور الأوضاع الاقتصادية, وارتفاع معدلات البطالة, وانخفاض احتياطي النقد الأجنبي, والقيود على حرية التعبير". واستطرد " ما يفاقم من تدهور الأوضاع, عدم وجود أي بوادر للمصالحة بين النظام الحالي في البلاد, ومعارضيه". وأشار سالير إلى أن الوقائع على الأرض ترجح عدم حدوث أي تحسن على الأوضاع في مصر, وأنها ستستمر في التدهور, بسبب السياسات الحالية في البلاد", حسب تعبيره. وكان صحيفة "فيلادلفيا انكوايرر" الأمريكية، قالت أيضا أن ميدان التحرير الشهير في مصر , بدا في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، خاليا من المتظاهرين, ولم يتواجد فيه سوى عدد قليل من أنصار النظام الحالي في البلاد, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 28 يناير أنه تم تشديد القبضة الأمنية واعتقال عدد من النشطاء قبل إحياء ذكرى ثورة يناير, واصفة الأوضاع الحالية في مصر بأنها أكثر "قمعا" مما كان يحدث في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك, على حد قولها. وتابعت " كثير من الشباب المصري, الذين شاركوا في ثورة يناير, إما في السجن, أو فروا الى الخارج. وحذرت الصحيفة من عواقب استمرار تقييد الحريات واعتقال النشطاء, مشيرة إلى أن ثورة يناير لم تحقق أهدافها, ولكنها لم تنته بعد. واستطردت " تبرير الاستبداد بالحرب على الإرهاب أثبت فشله في معالجة أزمات مصر, وقد يسير بالبلاد في اتجاه الفوضى, أو أي سيناريو آخر أسوأ ", حسب تعبيرها. كما قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن هناك أمرا أصبح واضحا بخصوص مصر, وهو أن "الخوف", أصبح يسيطر على الجميع, سواء كانوا في السلطة, أو في المعارضة, على حد قولها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير كشفت جليا الأمر السابق, مشيرة إلى الحشود الأمنية غير المسبوقة, وامتناع بعض قوى المعارضة عن الخروج للشوارع للتظاهر. وتابعت أن "خوف السلطات من ذكرى يناير اتضح في الحشود الأمنية, بينما ظهر خوف المعارضين في امتناع بعضهم عن التظاهر". واستطردت الصحيفة " خوف السلطات يرجع إلى التغيير العميق الذي أحدثته ثورة يناير في المجتمع المصري, ولذا فإنها أصبحت تدرك أن فكرة الثورة لم تنته, ولا تزال موجودة". وأشارت "الجارديان" في تقريرها في 26 يناير أيضا إلى أن الشاغل الأكبر, الذي يقلق السلطات, ليس انتشار الجماعات المتشددة في سيناء, وإنما فكرة "الثورة", التي أصبحت موجودة منذ 2011 , رغم شعور المصريين بخيبة أمل كبيرة, لعدم تحقيق أهدافها, على حد قولها.