نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرًا قاتمًا حول الأوضاع في مصر، بمناسبة مرور خمس سنوات على إزاحة الرئيس المخلوع حسني مبارك، في 11 فبراير 2011. وقالت الصحيفة في تقرير لها في 11 فبراير، إن الأوضاع الحالية في مصر أسوأ بكثير مما كانت عليه في عهد مبارك، حسب تعبيرها. وتابعت "الآلاف من المعارضين يقبعون في السجون، بشكل فاق بكثير الوضع في عهد مبارك، بالإضافة إلى تزايد حالات الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي، وتشديد القبضة الأمنية وتقييد الحريات" على حد قولها. وأشارت إلى أن تدهور الأوضاع في البلاد، دفع بعض المصريين للتحسر على أيام مبارك، خاصة بعد تراجع السياحة والأحوال المعيشية، وتزايد العمليات الإرهابية. واستطردت الصحيفة "بعد خمس سنوات على إزاحة مبارك، بعدت مصر عن الديمقراطية وعادت الانتهاكات بصورة أكثر وحشية" حسب تعبيرها. وكانت صحيفة "ديرستاندرد" النمساوية، تحدثت عن "سيناريو مرعب" يخشاه الجميع بشأن مصر، وهو احتمال انضمام الكثير من الشباب للجماعات المتشددة بسبب ما سمته "القمع" المتزايد في البلاد، حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في مطلع فبراير، أن الأوضاع الحالية في مصر هي أسوأ بكثير، مما كان سائدا في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. ونقلت "ديرستاندرد" عن الأكاديمي الألماني يان فولكل، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، قوله إن "قمع" الإسلاميين يعتبر قرارًا خاطئا من النظام المصري، لأنه قد يتسبب في انتشار التطرف في البلاد، وهو "سيناريو مرعب للغاية". وتابع فولكل، أن تردي الأوضاع الاقتصادية وتهميش الشباب وسجن المعارضين، هي أمور تزيد من تعقيد المشهد في مصر. وكانت "دير ستاندرد " أجرت أيضا حوارًا مع الباحث الألماني المتخصص في شئون الشرق الأوسط، ماتياس سالير، رجح فيه تفاقم الأزمة الحالية في مصر، على حد قوله. وأضاف سالير في الحوار، الذي نشرته الصحيفة النمساوية في 31 يناير، أن الوضع الحالي في مصر في تدهور، و"قمع الحريات" يتزايد بشكل غير مسبوق،حسب تعبيره. وتابع " الاستقرار في البلاد شبه منعدم في ظل تزايد الهجمات الإرهابية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة وانخفاض احتياطي النقد الأجنبي والقيود على حرية التعبير". واستطرد "ما يفاقم من تدهور الأوضاع, عدم وجود أي بوادر للمصالحة بين النظام الحالي في البلاد, ومعارضيه". وأشار سالير، إلى أن الوقائع على الأرض ترجح عدم حدوث أي تحسن على الأوضاع في مصر وأنها ستستمر في التدهور، بسبب السياسات الحالية في البلاد" حسب تعبيره.