قال الكاتب الصحفي محمد طرابية، إن الجهاز المركزي للمحاسبات كشف في آخر تقاريره الرسمية عن اختفاء 41 ألفًا و200 شريط من مبنى الإذاعة والتليفزيون منذ عام 2001، إضافة إلى 13 ألف شريط تمت إعارتها لمخرجين ومعدين ومنتجين منذ عام 1993 لم تعد حتى الآن. وأبدى طرابية استنكاره من المنحة التي من المقرر أن تخصص لاتحاد الإذاعة والتليفزيون من قرض "الصين" الذي سيمنح أثناء زيارة الرئيس الصيني للقاهرة والتي ستبدأ يوم 20 يناير الجاري وتستمر لمدة يومين بغرض أرشفة المكتبات وتراث ماسبيرو وإنتاج أعمال درامية جديدة. وتساءل طرابية في مقاله المنشور على صفحات "المصريون" بعنوان "لعبة القروض وشغل القرود في ماسبيرو!": "أي تراث تتحدثون عنه رغم أنكم لم تتحركوا لإنقاذه؟"، مضيفًا: "هل تعلمون أن هذه الشرائط تحتوى على تراث سينما وتليفزيون وتاريخ مصر مسجل عليها حلقات نادرة وذات قيمة سياسية ودينية وتاريخية لا تقدر بثمن؟ ولماذا لم تبحثوا عن موارد تمويل جديدة للصرف على هذا المشروع؟ ولماذا لم تقوموا ببيع 32 قطعة أرض كبيرة المساحة وفى أماكن مميزة للغاية رغم صدور قانون رسمي يتيح لكم هذا الحق ولو قمتم ببيعها لحققتم المليارات من الجنيهات؟. وأكمل تساؤلاته: "لماذا لم تتدخل بعض الجهات الرقابية والقضائية لمحاسبة قيادات ماسبيرو الفاسدة والفاشلة والتي تقاعست عن تحصيل مبالغ مستحقة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون والتي كشف عنها المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق عندما قال: "إن بعض شركات المحمول استأجرت ترددات من "ماسبيرو" بمقابل مالي من 12 وحتى 18 مليار جنيه، ولم تدخل في خزينة الدولة, كما كشف الشيخ أنه تم بيع "نيجاتيف" لأفلام مصرية ب500 دولار، مع أن سعره يصل إلى 100 ألف دولار"؟!. وفيما يتعلق بالهدف الثانى من الحصول على هذا القرض الصيني وهو إنتاج أعمال درامية جديدة، وتساءل طرابية: ألم يكن من الواجب عليكم قبل أن تفكروا في إنتاج أعمال جديدة أن تسألوا أنفسكم يا قيادات ماسبيرو عن مبلغ ال19 مليون جنيه الذي تم إهداره في إنتاج مسلسل "أهل إسكندرية"، ولم يتم عرضه حتى الآن بحجة أنه يروج لبعض الجماعات الإرهابية؟، مضيفًا: "إذا كان الأمر كذلك فأين كنتم عندما قرأتم سيناريو المسلسل قبل البدء فى تصويره؟ وماذا عن ال25 مليون جنيه التي دفعها ماسبيرو للمشاركة في إنتاج بعض المسلسلات ضعيفة المستوى بالتعاون مع القطاع الخاص بنظام المنتج المشارك؟". وأكمل طرابية أسئلته: "هل لديكم إحصائية رسمية بشأن العائد الإعلاني والتسويقي لهذه المسلسلات حتى الآن؟ وهل صحيح أن عصام الأمير حرص على أن يخصص جزءًا من هذا القرض الصيني لإنتاج مسلسلات إرضاءً لصديقه "الأنتيم" المخرج أحمد صقر القائم بتسيير أعمال رئيس قطاع الإنتاج (رغم أنه لا يزال حتى الآن على درجة مدير عام التخطيط السينمائي بالقطاع) وهل صحيح أن الأمير يحاول استرضاء صقر الذي أعلن أكثر من مرة أنه سيرحل عن القطاع بسبب عدم الاستجابة لمطالبه بتوفير 175 مليون جنيه لإنتاج أعمال درامية جديدة". وختم الكاتب مقاله: "فى النهاية أقول كفاكم تجاوزات وفضائح يا قيادات ماسبيرو ؟ أما كفاكم المليارات التي تهدرونها دون حسيب أو رقيب ؟ وهل تصرون على أن تصل فضائحكم التي تزكم الأنوف إلى المستوى الدولي وتحملون مصر والأجيال القادمة عبء سداد هذه القروض بفوائدها الطائلة والتي سيتم إهدارها في إنتاج أعمال فاشلة وعديمة القيمة" .