الشعب المصري: ما تلك التصريحات الشاطحة والمتخبطة منك حول الانتخابات النزيهة؟ الأسواني : ما قلت إلا الحقيقة. هي مزورة وإن كانت نزيهة! أما باع بنوك أصواتهم لمن تاجروا بالدين ، ووزعوا مساعدات على الناس ليكسبوا أصواتهم؟ الشعب : كم نسبة هذه الأشياء إلى الأعداد الهائلة التي أقبلت على الاقتراع، ثم قد قدم أصدقاؤك "البطاطين" و " الكنتاكي" ، ولم يفلحوا، مما يدل على أن هذه التأثيرات لا تغير قناعة الشارع حقيقة.وأنا أذكى من الأحزاب كلها، وقد اخترت من أرى اختياره أصلح لي. الأسواني : من ذكائك الذي تتباهى به أنك اخترت السلفيين الذين سيحرمونك البكيني والشامبنيا! الشعب: يا سعادة الباشا ! أنا لا ألبس البكيني ، بل أريد دثارا يقيني البرد ، ولقمة عيش أسد بها جوعتي ، وماءً نظيفا، ومواصلات ومساكن آدمية ... الأسواني: أنت غبي ما تفكر إلا في مطعمك ومشربك؟ الشعب: أما كنت تنادي بأن الديمقراطية هي الحل. فلمَ تعترض على خياري الديمقراطي؟ الأسواني: هي الحل لكن عندما تصبح أهلا لها . أنت إلى الان لم تتأهل لذلك. الشعب: فالديمقراطية إذن: أن تذهب إلى التحرير بعد انتهاء حمام الدم لتعلن تشكيل مجلس رئاسي على هواك . الأسواني: ولم لا ؟ الشعب: ومن أين لك ولطائفتك بالوصاية عليّ وعلى اختياري؟ هل أوصى لكم بي جدي؟ أم نزل كتاب من السماء بذلك؟ الأسواني: أنا أديب عالمي ، وطائفتي التي تغمزها متحضرة مثقفة. الشعب : يا هذا لا تنس نفسك. ولا يغرنك ما أنت فيه . واعلم جيدا أنني أفهم أن أدبك وفنك ليس الذي أعطاك الجوائز ورفعك إلى العالمية، ولولا توجهك الفكري وتبيشرك بالنموذج الغربي ، وخللتك للقيمي والثابت الذي أنتمي إليه، لما عرفتك الجوائز العالمية ؛ فموهبتك الفنية المجردة لا توصلك لذلك. الأسواني: لا تنكر أني كان لي دور في محاربة الفساد في عصر مبارك الشعب: لا أنكر ، وليتك تكمل بدلا من أن تحتكر الديقراطية في استحواذ تيارك الفكري على السلطة . الأسواني: أنا وطائفتي نصدع بالحق ونحارب الفساد لا نحابي أحدا . الشعب: بدليل أنكم تقبعون في صحف وفضائيات "البزنس" التي يملكها رجال نظام مبارك ، والتي جعلت من بعض ساكني السطوح سابقا أصحاب فلل وشاليهات ونجوم صحافة وتلفزيون. الأسواني: إيه؟ الشعب: ومن طائفتك التي تمجدها وتلعن خصومها حملة المباخر للديكتاتور السابق، ومنهم من نهب ثرواتي وكرّس للتوريث والاستبداد باسم التنوير، ومنهم صديقك الليبرالي الذي وُجِهت له تهمٌ بالفساد ثم بالتجسس ، ولم تنصبوا له المشناق في "التوك شو"، ولم تشرّحوه على صفحات الجرائد كما فعلتم بالسلفيين والإخوان، هل لأن لحم أكتافكم من خيره؟ دعني أجرب غيركم لعله يكون خيرا منكم. الأسواني: ستظل طوال عمرك متخلفا رجعيا!