قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن ما سمته "القمع الشديد" في مصر, سيتسبب في تقوية الجماعات الإرهابية, بدلا من إضعافها, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 4 ديسمبر أن إسقاط طائرة الركاب الروسية في سيناء في 31 أكتوبر هو أقوى دليل على أن "القمع" يأتي بنتائج عكسية, ويتسبب في زيادة الجماعات الإرهابية, على حد قولها. وأشارت إلى أن " الاعتداءت العشوائية ضد المدنيين في سيناء تسببت في زيادة النقمة بين سكانها, ولذا انضم بعضهم إلى الجماعات الإرهابية", حسب تعبيرها. وتابعت أنه تم اعتقال الباحث في شئون سيناء إسماعيل الإسكندراني، والذي تعاون مع مؤسسات بحثية في الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا، لأنه حذر من خطورة غياب التنمية في سيناء. وأضافت أن الإسكندراني كان نشر ورقة بحثية بالإنجليزية العام الماضي بعنوان: "الحرب في سيناء: معركة ضد الإرهاب أم زرع الإرهاب للمستقبل؟". وحسب الصحيفة, قال الإسكندراني في هذه الورقة :"إذا كان اجتثاث الإرهاب يتطلب تنمية بشرية تهتم بكرامة العيش، والتماسك الاجتماعي، والتعليم، والرعاية الصحية، والتوجه الديني المعتدل، فإن السياسات المركزية للنظام الحكومي والعسكري تسير في الاتجاه المعاكس تماما". وأشارت إلى أن الإسكندراني ليس عضوا في جماعة الإخوان المسلمين, ورغم ذلك, تم اتهامه بالانتماء لجماعة محظورة. وتابعت " هذه التهمة تستهدف إسكات المعارضين", حسب تعبيرها. وكان موقع "انترسيبت" الأمريكي قال أيضا إن تبرير ما سماه "القمع" في مصر بمكافحة الإرهاب وإعادة الاستقرار, سيأتي بنتائج عكسية, وسيتسبب في نمو "التطرف", وزيادة المنضمين إلى تنظيم الدولة "داعش", حسب تعبيره. وأضاف الموقع في تقرير له في 25 نوفمبر الماضي أنه في ظل استمرار السياسات الخاطئة في مصر, التي تعتمد على "قمع" المعارضين, وسجن الآلاف منهم, سينجح "داعش" في تجنيد المزيد من الشباب في صفوفه. ونقل "انترسيبت" عن الباحث بمعهد "بروكينجز" بواشنطن شادي حامد, قوله :"إن القمع الوحشي في سبيل مكافحة الإرهاب, سيسفر في النهاية عن نمو الجماعات المتطرفة مثل داعش", حسب تعبيره. وتابع حامد "عدد المعتقلين في سجون مصر, فاق حدود التوقعات, بل ويعتبر أكبر عدد من السجناء السياسيين في الشرق الأوسط, في حال استثناء نظام بشار الأسد في سوريا". وحذر "انترسيبت" من استمرار الأوضاع الحالية في مصر على ما هي عليه, مضيفا "داعش يستغل أجواء القمع, وفقدان الأمل لدى الشباب, لتجنيدهم في صفوفه". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية سلطت الضوء أيضا على ما سمته انتشار ظاهرة "اللامبالاة السياسية" بين معظم المصريين, وقالت إن السبب في ذلك يعود إلى حملة التقييد المتواصلة على الحريات في البلاد. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 23 نوفمبر أن هذه الظاهرة الخطيرة ظهرت بوضوح في عزوف الناخبين المصريين عن الإقبال على الانتخابات البرلمانية, مشيرة إلى أن نسبة المشاركة في المرحلة الثانية من هذه الانتخابات, لم تختلف كثيرا عن ضعف الإقبال في المرحلة الأولى. وتابعت أن هناك عدة أسباب لانتشار حالة "اللامبالاة السياسية" في مصر, وما تحمله من مخاوف زيادة خطر التطرف, أبرزها تردي الأوضاع الاقتصادية, وتزايد التقييد على الحريات, وتزايد نفوذ الأغنياء والمقربين من السلطة, على حد قولها. وأشارت الصحيفة إلى أن الشباب قاطع أيضا الانتخابات البرلمانية, خاصة أن الآلاف منهم, وضعوا في السجون, وبينهم شباب محسوبون على التيار الليبرالي، وليس الإسلامي فقط.