تحدثت شبكة "بلومبرج" الأمريكية عما سمتها التداعيات السلبية بسبب تقارب إدارة الرئيس باراك أوباما مع نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأضافت الشبكة في تقرير لها في 3 أغسطس, تعليقا على الحوار الاستراتيجي بين البلدين, أن التقارب مع نظام السيسي يهدد الأمن القومي الأمريكي, على حد قولها. وتابعت أن هذا التقارب في ظل ما سمته "القمع المتواصل وتلفيق القضايا ضد الإخوان المسلمين", سيعرقل محاولات واشنطن تشكيل ائتلاف سني واسع في المنطقة لمحاربة تنظيم "داعش". واستطردت الشبكة "القاهرة وتل أبيب حاليا لديهما عدو مشترك هو جماعة الإخوان المسلمين وحماس، وهو ما يجعل نظام السيسي في موقف قوي, لرفض أي ضغوط أمريكية فيما يتعلق بوضع حقوق الإنسان, أو تخفيف القمع ضد الإخوان, وبالتالي عرقلة تشكيل ائتلاف سني لمواجهة داعش". وأشارت "بلومبرج" إلى أنه أمام الوضع السابق, فإنه يجب على إدارة أوباما عدم تقديم تنازلات للنظام الحالي في مصر لتحقيق الاستقرار, لأنه يراهن على "القمع" لتحقيق هذا الأمر, على حد قولها. وكانت صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية نشرت أيضا مقالا في 3 أغسطس للكاتب البريطاني ديفيد هيرست انتقد فيه استمرار الدعم الأمريكي لما سماها "الديكتاتوريات" في الشرق الأوسط. وتحدث الكاتب عن مفاجأة مفادها أن مسئولا في وزارة الدفاع الأمريكية أبلغه "أن أعداد منتسبي تنظيم داعش ما بين عشرين وثلاثين ألفا، وهو نفس العدد تقريبا الذي كان يحظى به هذا التنظيم في أغسطس من العام الماضي, حينما بدأ القصف الجوي عليه بالعراق وسوريا". وعزا الكاتب تزايد شوكة "داعش" إلى القضاء على الإسلام السني المعتدل في المنطقة, بالإضافة إلى السياسة التوسعية والانتهازية لإيران، من خلال دعم الجماعات الشيعية الموالية لها عبر العالم العربي, وما سماه أيضا المسلسل المتصل لسوء التقدير الأمريكي. وأشار هيرست إلى أن الإسلام السني المعتدل كاد أن يقضي على التنظيمات المتطرفة, لكن ما سماه "الانقلاب" في مصر, تسبب في زيادة أعداد منتسبي "داعش", على حد قوله. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية حذرت أيضا في وقت سابق من أن الأوضاع في مصر في طريقها إلى مزيد من التدهور, وتحدثت عن أمر خطير مفاده أن هناك مؤشرات متزايدة بأن ما سمته "القمع المتواصل" في البلاد، دفع بعض الشباب للتخلي عن السلمية, واللجوء لحمل السلاح ضد الدولة, على حد قولها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 9 يوليو الماضي أن "الأساليب القمعية تخلق المزيد من الأعداء للدولة المصرية", محذرة من أن هذا الأمر سيترك تداعيات كارثية على الأوضاع داخل مصر وفي الشرق الأوسط برمته, حسب تعبيرها. كما حذرت الصحيفة من احتمال لجوء "شباب الإخوان إلى العنف وزرع القنابل في المدن", ردا على "الإعدامات الجماعية والتصفية الجسدية خارج إطار القانون".