كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن تصاعد الهجمات العنصرية ضد الجالية المسلمة في المملكة المتحدة بشكل غير مسبوق, خاصة ما يتعلق منها باستهداف النساء المسلمات. وقالت الصحيفة في تقرير لها في 23 نوفمبر، إن أحدث الإحصائيات أظهرت ارتفاع الجرائم العنصرية ضد نساء وفتيات ترتدين ملابس تظهر أنهن مسلمات. وأضافت أن الضحايا المسلمين تعرضوا للهجمات في أماكن عامة، مثل الحافلات والقطارات، وكان بينهم 34 امرأة محجبة, بالإضافة إلى اعتداءات على بعض المساجد. وتابعت الصحيفة أن الجرائم العنصرية ضد المسلمين في بريطانيا بلغت أكثر من مائة اعتداء منذ هجمات باريس في 13 نوفمبر. وتنتاب المسلمين في أوروبا وتحديدا في فرنسا حالة ذعر بعد تعرض بعضهم لاعتداءات جسدية، فضلا عن تدنيس بعض المساجد، وذلك بسبب الخلط بين مسلمي أوروبا ومنفذي هجمات باريس الأخيرة. ومنذ وقوع الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" ومتجر للأطعمة اليهودية في باريس مطلع العام الجاري, تضع السلطات الفرنسية أغلب المساجد تحت الحراسة درءا لأي تهديدات أو مخاطر محتملة، لكنها عززت هذه الإجراءات مؤخرا مع تزايد التهديدات باستهداف المسلمين. وقال المسئول في "تحالف مواجهة الإسلاموفوبيا في فرنسا" ياسر اللواتي ل"الجزيرة" في 23 نوفمبر، إنهم سجلوا أربعة اعتداءات على المسلمين خلال 24 ساعة، ومنها تخريب محلات واستهداف مساجد وكتابة شعارات نازية على جدرانها واعتداءات جسدية. وينظم مسلمو فرنسا مبادرات للتصدي لمحاولات الخلط بين مرتكبي الهجمات وبينهم، حيث نظموا مؤخرا وقفة لوضع باقات الورد أمام مسرح باتاكلان الذي تعرض للهجوم. وبدوره، قال رئيس اتحاد الجمعيات المسلمة في "سان دوني" حسن فرسادو، إن الملتحين والمحجبات باتوا ضحايا محتملين لاعتداءات العنصريين، مضيفا أنهم نظموا تلك الفعالية للتأكيد على أنهم ضد العنف. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد سارع إلى التأكيد على أهمية التصدي للاعتداءات ضد المسلمين قبل أن تتفاقم، وقال في أحد تصريحاته: "بعد تعرض مسلم للاعتداء يجب أن يكون رد فعلنا بلا رحمة ولا شفقة، لأن ذلك يهمنا جميعا". وفي المقابل, يواصل اليمين المتطرف خطابه التصعيدي ضد مسلمي فرنسا، حيث تقول النائبة اليمينية المتطرفة مريون ماريشال لوبان إنه "لا يمكن أن تكون للمسلمين الدرجة نفسها مع المسيحيين في فرنسا، وإن فرنسا ليست أرض إسلام".