ركزت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية على دلالات الهجمات الدامية, التي ضربت فرنسا في 13 نوفمبر, وما سبقها من تحطم الطائرة الروسية في سيناء. وقالت "سي إن إن" في تقرير لها في 15 نوفمبر أن الدلالة الأخطر في هذه الهجمات, أن تنظيم الدولة "داعش" انتقل إلى مرحلة جديدة أكثر دموية عن السابق, عبر إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين. وتابعت أن تحليل مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي " إف بي أي" لهذه الحوادث, توصل إلى نتيجة مفادها أن الهجمات, التي سينفذها "داعش", ستستهدف في المرحلة المقبلة أماكن تجمعات المدنيين, مثل الملاعب والنوادي الليلية. وأشارت "سي إن إن" إلى أن ما يرعب حاليا أجهزة مكافحة الإرهاب في الولاياتالمتحدة وأوروبا, هو انتقال "داعش" من محاولة التوسع في العراقوسوريا, إلى نقل المعركة إلى داخل المجتمعات الغربية, والتركيز على أماكن تجمع المدنيين. وأضافت " هجمات فرنسا اتسمت بالعشوائية بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى بين المدنيين, ولذا فإن هذه الرسالة الدموية, سترعب المجتمعات الغربية لسنوات عديدة قادمة". وكان المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولان كشف في مؤتمر صحفي مساء السبت 14 نوفمبر تفاصيل جديدة بشأن هجمات باريس، وأعلن ارتفاع عدد الضحايا إلى 129 قتيلا و352 جريحا منهم 99 على الأقل في "حالة حرجة جدا". وأكد مولان تعرف المحققين على أحد المهاجمين، وأوضح أن هذا المهاجم له سجل لدى الأمن الفرنسي يرتبط ب"التطرف الإسلامي"، بالإضافة إلى سجل إجرامي، لكنه لم يدخل السجن قط. وكانت مصادر عديدة قد أفادت في وقت سابق بأن المحققين الفرنسيين تعرفوا على هوية شخص فرنسي بين المهاجمين, وقالوا إنه معروف لدى أجهزة الاستخبارات. وصرح المدعي الفرنسي بأن سبعة عناصر نفذوا هذه الهجمات وأنهم تحركوا في ثلاث مجموعات، مؤكدا أنهم قتلوا جميعا، وأن ستة منهم فجروا أنفسهم. وكشف مولان أن منفذي الهجوم على مسرح باتاكلان في باريس, حيث سقط أغلب الضحايا، تحدثوا أثناء هجومهم عن سورياوالعراق. وأوضح المدعي الفرنسي أيضا أن مئات العيارات النارية أطلقت في مختلف الأماكن التي شكلت مسرحا للهجمات في الدائرتين العاشرة والحادية عشرة في باريس، مشيرا إلى أن بعض المهاجمين تنقلوا في سيارات سوداء من نوع سيات. وأعلن مولان اعتقال شخص على الحدود البلجيكية يعتقد أنه استأجر إحدى السيارات المستخدمة في الهجمات. وفي وقت سابق، قال مراسل "الجزيرة" في باريس محمد البقالي إن المحققين تعرفوا على هوية شخص فرنسي بين المهاجمين من خلال بصماته، مشيرا إلى أن ذلك يعني وجود سجل له لدى الأمن الفرنسي. كما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر قريب من التحقيق قوله إن هذا المهاجم الفرنسي معروف بصلاته ب"إسلاميين متشددين" وإنه من ضاحية كوركورون جنوبي باريس. وفي السياق نفسه، أفاد مراسل "الجزيرة" بأن المحققين عثروا في موقع إحدى الهجمات على جواز سفر سوري قرب جثة مهاجم، فيما أعلنت اليونان أن صاحب هذه الوثيقة دخل أراضيها الشهر الماضي باعتباره لاجئا. وقال وزير حماية المواطنين اليوناني نيكوس توسكاس في بيان "نؤكد أن حامل جواز السفر السوري عبر من جزيرة ليروس اليونانية في 3 أكتوبر الماضي, حيث سجل طبقا للقوانين الأوروبية". ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر بالشرطة اليونانية قوله إن فرنسا طلبت من عدة دول أوروبية منها اليونان فحص جواز السفر. وأشار مراسل "الجزيرة" إلى أن هذا الأمر يثير تساؤلات بشأن ما إذا كان هناك شخص قد انتحل صفة لاجئ سوري أو أنه اندس وسط اللاجئين الذين يتدفقون من تركيا إلى اليونان، ولا سيما مع ازدهار سوق الوثائق السورية للحصول على صفة لاجئ. وعثر المحققون أيضا على جواز سفر مصري قرب جثة مهاجم آخر، دون أن تتضح مزيد من التفاصيل بشأنه. وقد أعلن تنظيم الدولة مسئوليته عن هجمات باريس, وقال إن ثمانية من عناصره قاموا بتنفيذها.