نشر موقع "ديبكا" الإسرائيلي رواية غريبة عن موجة الهجمات, التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس أمس الأول, والتي سقط فيها عشرات القتلى ومئات الجرحى. وقال الموقع في تقرير له إن منفذي الهجمات كانوا يخططون لأمر آخر, غير المواقع, التي تم استهدافها, زاعما أن المستهدف الأساسي كان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند. وتابع الموقع " داعش قام باستهداف عدة مواقع في باريس في محاولة للفت أنظار أجهزة الأمن الفرنسية, بعيدا عن هدفه الأساسي وهو اختطاف الرئيس الفرنسي". واستطرد: "داعش كان يعلم بوجود إجراءات تأمينية مشددة لحماية الرئيس الفرنسي, الذي كان يحضر مباراة بين منتخبي فرنسا وألمانيا, ولذا نفذ هجمات في أكثر من موقع لتشتيت انتباه أجهزة الأمن الفرنسية". وواصل الموقع المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية مزاعمه، قائلاً: "هدف داعش الأساسي كان اختطاف الرئيس الفرنسي, ومحاولة المقايضة عليه كرهينة, أو قتله". وكان المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولان كشف في مؤتمر صحفي مساء السبت 14 نوفمبر تفاصيل جديدة بشأن هجمات باريس، وأعلن ارتفاع عدد الضحايا إلى 129 قتيلا و352 جريحا منهم 99 على الأقل في "حالة حرجة جدا". وأكد مولان تعرف المحققين على أحد المهاجمين، وأوضح أن هذا المهاجم له سجل لدى الأمن الفرنسي يرتبط ب"التطرف الإسلامي"، بالإضافة إلى سجل إجرامي، لكنه لم يدخل السجن قط. وكانت مصادر عديدة قد أفادت في وقت سابق بأن المحققين الفرنسيين تعرفوا على هوية شخص فرنسي بين المهاجمين, وقالوا إنه معروف لدى أجهزة الاستخبارات. وصرح المدعي الفرنسي بأن سبعة عناصر نفذوا هذه الهجمات وأنهم تحركوا في ثلاث مجموعات، مؤكدا أنهم قتلوا جميعا، وأن ستة منهم فجروا أنفسهم. وكشف مولان أن منفذي الهجوم على مسرح باتاكلان في باريس, حيث سقط أغلب الضحايا، تحدثوا أثناء هجومهم عن سوريا والعراق. وأوضح المدعي الفرنسي أيضا أن مئات العيارات النارية أطلقت في مختلف الأماكن التي شكلت مسرحا للهجمات في الدائرتين العاشرة والحادية عشرة في باريس، مشيرا إلى أن بعض المهاجمين تنقلوا في سيارات سوداء من نوع سيات. وأعلن مولان اعتقال شخص على الحدود البلجيكية يعتقد أنه استأجر إحدى السيارات المستخدمة في الهجمات. وفي وقت سابق، قال مراسل "الجزيرة" في باريس محمد البقالي إن المحققين تعرفوا على هوية شخص فرنسي بين المهاجمين من خلال بصماته، مشيرا إلى أن ذلك يعني وجود سجل له لدى الأمن الفرنسي. كما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر قريب من التحقيق قوله إن هذا المهاجم الفرنسي معروف بصلاته ب"إسلاميين متشددين" وإنه من ضاحية كوركورون جنوبي باريس. وفي السياق نفسه، أفاد مراسل "الجزيرة" بأن المحققين عثروا في موقع إحدى الهجمات على جواز سفر سوري قرب جثة مهاجم، فيما أعلنت اليونان أن صاحب هذه الوثيقة دخل أراضيها الشهر الماضي باعتباره لاجئا. وقال وزير حماية المواطنين اليوناني نيكوس توسكاس في بيان: "نؤكد أن حامل جواز السفر السوري عبر من جزيرة ليروس اليونانية في 3 أكتوبر الماضي، حيث سجل طبقا للقوانين الأوروبية". ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر بالشرطة اليونانية قوله إن فرنسا طلبت من عدة دول أوروبية منها اليونان فحص جواز السفر. وأشار مراسل "الجزيرة" إلى أن هذا الأمر يثير تساؤلات بشأن ما إذا كان هناك شخص قد انتحل صفة لاجئ سوري أو أنه اندس وسط اللاجئين الذين يتدفقون من تركيا إلى اليونان، ولا سيما مع ازدهار سوق الوثائق السورية للحصول على صفة لاجئ. وعثر المحققون أيضا على جواز سفر مصري قرب جثة مهاجم آخر، دون أن تتضح مزيد من التفاصيل بشأنه. وقد أعلن تنظيم الدولة مسئوليته عن هجمات باريس، وقال إن ثمانية من عناصره قاموا بتنفيذها.