قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إن قتل عدد من منفذي الهجمات, التي استهدفت عددا من الأماكن في باريس الجمعة الماضي, لا يعطي شعورا بالاطمئنان للشعب الفرنسي. وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن الإجراءات الأمنية المشددة, التي اتخذتها السلطات الفرنسية, مازالت غير كافية , في ظل استمرار الغموض حول عدة أمور. وتابعت " هناك تساؤلات لم يتم الإجابة عليها بشأن العدد الحقيقي لمنفذي الهجمات, وهل تم قتلهم جميعا, أم أن بعضهم ما زال طليقا, ويخطط لهجمات جديدة". واستطردت " الإعلان عن مقتل ثمانية من منفذي الهجمات ليس كافيا, لأنه لا توجد معلومة مؤكدة حول السيطرة على جميع المهاجمين". وأشارت الصحيفة أيضا إلى التضارب في أعداد ضحايا الهجمات, وعبرت عن خشيتها من ارتفاع الحصيلة, كاشفة أن أغلب الضحايا, الذين نقلوا إلى المستشفيات, لا يحملون أوراق هوياتهم , التي تركوها في الأمانات قبل دخول مسرح باتاكلان, الذي سقط فيه العدد الأكبر من ضحايا الهجمات. وكان المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولان كشف في مؤتمر صحفي مساء السبت 14 نوفمبر تفاصيل جديدة بشأن هجمات باريس، وأعلن ارتفاع عدد الضحايا إلى 129 قتيلا و352 جريحا منهم 99 على الأقل في "حالة حرجة جدا". وأكد مولان تعرف المحققين على أحد المهاجمين، وأوضح أن هذا المهاجم له سجل لدى الأمن الفرنسي يرتبط ب"التطرف الإسلامي"، بالإضافة إلى سجل إجرامي، لكنه لم يدخل السجن قط. وكانت مصادر عديدة قد أفادت في وقت سابق بأن المحققين الفرنسيين تعرفوا على هوية شخص فرنسي بين المهاجمين, وقالوا إنه معروف لدى أجهزة الاستخبارات.وصرح المدعي الفرنسي بأن سبعة عناصر نفذوا هذه الهجمات وأنهم تحركوا في ثلاث مجموعات، مؤكدا أنهم قتلوا جميعا، وأن ستة منهم فجروا أنفسهم. وكشف مولان أن منفذي الهجوم على مسرح باتاكلان في باريس, حيث سقط أغلب الضحايا، تحدثوا أثناء هجومهم عن سوريا والعراق. وأوضح المدعي الفرنسي أيضا أن مئات العيارات النارية أطلقت في مختلف الأماكن التي شكلت مسرحا للهجمات في الدائرتين العاشرة والحادية عشرة في باريس، مشيرا إلى أن بعض المهاجمين تنقلوا في سيارات سوداء من نوع سيات. وأعلن مولان اعتقال شخص على الحدود البلجيكية يعتقد أنه استأجر إحدى السيارات المستخدمة في الهجمات. وفي وقت سابق، قال مراسل "الجزيرة" في باريس محمد البقالي إن المحققين تعرفوا على هوية شخص فرنسي بين المهاجمين من خلال بصماته، مشيرا إلى أن ذلك يعني وجود سجل له لدى الأمن الفرنسي. كما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر قريب من التحقيق قوله إن هذا المهاجم الفرنسي معروف بصلاته ب"إسلاميين متشددين" وإنه من ضاحية كوركورون جنوبي باريس. وفي السياق نفسه، أفاد مراسل "الجزيرة" بأن المحققين عثروا في موقع إحدى الهجمات على جواز سفر سوري قرب جثة مهاجم، فيما أعلنت اليونان أن صاحب هذه الوثيقة دخل أراضيها الشهر الماضي باعتباره لاجئا. وقال وزير حماية المواطنين اليوناني نيكوس توسكاس في بيان "نؤكد أن حامل جواز السفر السوري عبر من جزيرة ليروس اليونانية في 3 أكتوبر الماضي, حيث سجل طبقا للقوانين الأوروبية". ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر بالشرطة اليونانية قوله إن فرنسا طلبت من عدة دول أوروبية منها اليونان فحص جواز السفر. وأشار مراسل "الجزيرة" إلى أن هذا الأمر يثير تساؤلات بشأن ما إذا كان هناك شخص قد انتحل صفة لاجئ سوري أو أنه اندس وسط اللاجئين الذين يتدفقون من تركيا إلى اليونان، ولا سيما مع ازدهار سوق الوثائق السورية للحصول على صفة لاجئ. وعثر المحققون أيضا على جواز سفر مصري قرب جثة مهاجم آخر، دون أن تتضح مزيد من التفاصيل بشأنه. وقد أعلن تنظيم الدولة مسئوليته عن هجمات باريس, وقال إن ثمانية من عناصره قاموا بتنفيذها.