تعد جبانة أسوان الفاطمية، التى يعود تاريخها للقرن الأول الهجرى وتحديدًا سنة 13 هجرية، أهم المقاصد الدينية الشهيرة لأهالى أسوان خلال أيام الأعياد وخاصة عيدى الفطر والأضحى والمولد النبوى الشريف للتبرك بقبور وأضرحة عدد من الصحابة والتابعين الذين قدموا إلى مصر فى عصر الفتوحات الإسلامية، حتى أن الجبانة يطلق عليها جبانة "77 ولى " نسبة إلى صحابة رسول الله والتابعين وتابعين التابعين. و يقع بالجبانة عدد من المقامات والمشاهد الشهيرة وهى للإمام على والإمام الشافعى والحسن والحسين والسيدة فاطمة والسيدة زينب وغيرهم من آل البيت بجانب مشاهد السيد البدوى وسيدى إبراهيم الدسوقى وقاضى الشريعة والتى تجد رواجًا كبيرة من أهالى أسوان لزيارتها والتبرك بها باعتبارها من المشاهد الروحانية الدينية العظيمة فى صعيد مصر.
ورغم الأهمية التاريخية للجبانة ومع الزحف العمرانى القريب منها شهدت الفترة الأخيرة تردى أوضاعها بسبب ارتفاع مناسيب المياه الجوفية بها والتى تسببت فى تهدم واندثار عدد كبير من القبور وأجزاء من المقابر الفاطمية، حتى أن المياه الجوفية غمرت مشهد العارف بالله سيدى عبد العال المتاخم لمشهد السيد أحمد البدوى بمدخل المقابر الفاطمية.
ووصل ارتفاع المياه الجوفية، إلى مناسيب عالية هددت هذا الأثر التاريخى العظيم والذى يؤرخ لواحد من الفترات التاريخية المهمة فى تاريخ الفتوحات الإسلامية لمصر.
وقد اختفت المقابر بين الأحراش والبوص، والتى امتدت بشكل سرطانى سريع نتيجة ارتفاع مناسيب المياه الجوفية .
كما هددت المياه، استكمال مشروع ترميم المقابر الفاطمية الذى ينفذه المعهد الألمانى للآثار بالتعاون مع وزارة الآثار والذى افتتح وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطى، مرحلته الأولى فى شهر ديسمبر من العام الماضى بتطوير وترميم 6 مقابر بتكلفة بلغت نحو 2.2 مليون جنيه، يعقبها مراحل لاحقة للانتهاء من تطوير القباب والمقابر والتى تضم حاليا 30 مقبرة، مما يستدعى حلا لمشكلة المياه الجوفية إنقاذًا لهذا الإرث التاريخى والحضارى المهم وهذه الطرز المعمارية الفريدة التى لا تجد له مثيل فى مصر. شاهد الصور..