خرج "حمدين صباحي" المرشح الرئاسى السابق عن صمته الذى استمر طويلاً، حيث دعا إلى تكوين تكتل سياسى معارض يضم عددًا كبيرًا من الأحزاب السياسية التى ترفض الكثير من القرارات التى تخرج من السلطة الحالية، وكانت الأحزاب التى تحدث عنها صباحى ضمن التحالف هى "الدستور، التيار الشعبي، الكرامة، التحالف الشعبي، العدل، مصر الحرية والكتلة العمالية" بصفتها مكونات تحالف التيار الديمقراطى، بالإضافة إلى أى كيان آخر يقبل فكرة التوحد داخل هذا الحزب من أجل قيادة الكتلة الديمقراطية فى مصر. صباحى يشرح أهداف "التحالف" وأكد صباحى خلال اجتماعه الأخير بتحالف "التيار الديمقراطي" أن الأحزاب الآن تعانى من الاختناق بسبب عودة السياسات القديمة، وأن الشارع لا يجد نفسه فى ممارسات السلطة، وكذلك ممارسات التيار الإسلامي، وكذلك لا يجد نفسه فيمن أسقطوهم فى الماضى من أعضاء الحزب الوطنى المنحل، علاوة على أنه لا يجد أيضًا الأحزاب المعبرة عن ثورة يناير. وأشار صباحى إلى حاجة مصر إلى حزب كبير يعبر عن الثورة، ولا يحمل أسماء الأحزاب التى خرجت فى السابق، وأن من يقدر على فعل هذا الأمر هو جيل جديد من الشباب يدعمه التيار الديمقراطى فى تحقيق هذا الهدف، ويتبنى هذه المبادرة ويساعدهم فى تدشين هذا الحزب وتصدر المشهد السياسي، داعيًا أعضاء حزب مصر الحرية بالخروج من أزمتهم الأخيرة بتوجيه دعوة لكل القوى الوطنية أحزابًا ومستقلين للتشارك من أجل تحقيق أهداف ثورة 25 يناير، وعلى رأسهم الحرية والعدالة الاجتماعية. أحزاب التيار تعلن دعمها وعلى جانب الأحزاب التى أعلنت دعمها لفكرة التحالف المعارض، قال حمدى السطوحي، مؤسس حزب "العدل"، إن فكرة اندماج الأحزاب والشباب فى تحالف سياسى قوى تحت شعار واسم حزب واحد جاءت ليس لكى يجتمع الشباب من جميع الأحزاب السياسية والكيانات الثورية المتفقة على أهداف ومبادئ واحدة للاندماج والتداخل فى الأفكار والرؤى. وأضاف العدل ل "المصريون" أن طرح فكرة الاندماج تعد خطوة أولى نحو هدف حميد وهو التعاون الاستراتيجى والسياسى بين شباب الأحزاب المندمج، مشيرًا إلى أنه من الضرورى قبل بدء عملية الاندماج أن يكون المناخ السياسى الموجود مؤثر ويقبل وجود مثل هذه الكيانات. وأشار مؤسس حزب العدل إلى أن المناخ السياسى الحالى طارد لممارسة العمل السياسى ويحارب الأحزاب المعارضة بشكل قوى ونرى ذلك فى القوانين التى تصدر ومناخ الانتخابات البرلمانية الحالية، موضحًا أن كل الأحزاب السياسية تتعرض لضغوط كبيرة تمنعها من العمل على نجاح فكرة اندماج الشباب نحو هدف موحد ولكن الأحزاب الكبيرة لابد من الوقوف ومحاولة السيطرة والرجوع للمسار الصحيح مرة أخرى. من جانبه، قال جورج إسحاق، عضو المجلس الرئاسى لتحالف التيار الديمقراطي، إن البداية الرسمية لهذا الاندماج ستكون عقب الانتهاء من آخر استحقاقات خارطة الطريق المتمثل فى "الانتخابات البرلمانية"، وذلك بالتنسيق مع عدد كبير من الشباب الراغب فى المشاركة فى الاندماج الحزبى لتكون جبهة معارضة قوية. وأضاف إسحاق، أن الأسس التى سيبنى عليها التحالف الجديد ستكون فى إطار توحيد الأفكار المنبثقة من ثورتى 25 يناير و30 يونيو، مشيرًا إلى أن الاتجاه لهذا التحالف جاء بعد انخفاض نسبة المشاركين من الأحزاب السياسية المعارضة فى الانتخابات البرلمانية الحالية، لافتًا إلى أن الهدف الأساسى يكمن فى مسألة إتاحة فرصة أن يتم تدشين حكومة موازية أو برلمان موازٍ يصحح مسار الحكومة والسلطة الحالية ويقومها. القوى الثورية تواجه وتحرج "صباحي" أما على الجانب الثورى والشباب المعارض للنظام بشكل قوي، أكد محمد نبيل، عضو المكتب السياسى لحركة شباب 6أبريل "جبهة أحمد ماهر"، أن الحياة السياسية فى الدولة المصرية الآن أسوأ مما كانت فى عهد الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، مشيرًا إلى أن النظام الحالى يحول مقاومة أى حياة ديمقراطية يحاول أن يقوم بها الشباب، مؤكدًا احترامه الكامل لأى شخصية سياسية تعمل على تجميع القوى نحو هدف واحد. وتوجه نبيل بسؤال لحمدين صباحى خلال تصريحاته ل "المصريون" قائلًا: أى نوع من المعارضة التى تتحدث عنها وكيف ستكون آليات تنفيذ تلك المعارضة فى إطار نظام يقوم بحبس الشباب، وكان أخر القرارات المناهضة للشباب هو الحكم بالمؤبد على الشباب المعروفين ب"معتقلى العزاء" بالإضافة إلى حالات الاختفاء القسرى بالجملة. وأضاف نبيل كيف للشباب والأحزاب أن تتوحد فى إطار معارض ونجلا الرئيس الأسبق مبارك ينعمان بحياة جديدة بعد براءتهما من أخر قضاياهما بالقصور الرئاسية بالإضافة إلي وجود قوائم حزبية تخوض الانتخابات البرلمانية ثبت أن هناك جهات أمنية عديدة تشرف عليها و تدعمها. وفى سياق متصل، أكد رامى شعث، القيادى بجبهة طريق الثورة "ثوار"، أنه لم يتم دعوة الجبهة أو الكيانات المشاركة فيها للدخول أو الاندماج مع صباحى فى تحالفه المعارض ولكن الجبهة تقف مع أى عمل يسير نحو "الجهد والتوعية" لتغيير الاتجاه والمسار فى اتجاهه الصحيح لتصحيح الأوضاع السياسية فى مصر حاليًا، ولديها من الرؤية والأهداف الواضحة التى تساعد الشباب للنهوض بمستقبلهم وتحقيق مطالبهم الخاصة ب "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية". وأضاف شعث فى تصريحات خاصة ل "المصريون" أن القوى الثورية والشبابية لن ولم تتوقف دقيقة واحدة نحو الدعوة لتغيير السياسيات والضغط على النظام لتحقيق المطالب الثورية، وهو ما يقوم الشباب بدفع الثمن عن طريق اعتقالهم والأحكام المسيّسة ضدهم فى القضايا المختلفة. وأشار القيادى ب"ثوار" إلى ضرورة تحرك القوى السياسية والحزبى نحو التغيير وأن تقتنع تمامًا بأن الوضع الحالى لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل ويجب تغييره نحو الصالح الأكبر للشباب الذى شارك فى ثورتين ويعاقب الآن فى السجون والمعتقلات المصرية. أيمن نور: 25 يناير الشاهد الوحيد أما الإخوان فكان صباحى له رأيه السياسى الخاص بعدم رغبته هو أو الأحزاب التى أعلنت دعمها للفكرة عن وجودهم فى ذلك التحالف المعارض، مشيرين إلى ضرورة عدم إدخال الإخوان أو الجماعة الإسلامية فى الحياة السياسية مرة أخرى خاصة بعد الإطاحة بهم في 30 من يونيو وبحكم الرئيس المعزول محمد مرسى ليقوم "أيمن نور" زعيم حزب غد الثورة بالرد عليه عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" لمهاجمة صباحى قائلًا: "أن حمدين صباحى تحالف مع الإخوان عقب ثورة 25 يناير 2011"، مشيرًا إلى أن رد صباحى على شروطى لحوار بلا إقصاء، بأنه يرفض الإخوان وحلفاءهم، وهو ما ينطبق أولا عليه لتحالفه معهم حتى آخر برلمان". وهو ما أكده رفعت السعيد، القيادى بحزب "التجمع" قائلًا إن حمدين كان يزاحم على الاقتراب من المرشد العام للإخوان المسلمين، وحاول التقرب منهم ولكنه فشل"، مستطردًا: "أنا شاهد على واقعة ومعايا 20 شاهدًا فى اجتماع جبهة الإنقاذ الذى عقد عقب تشكيل لجنة الخمسين". وأضاف السعيد أن صباحى جاء خلال أحد الاجتماعات داخل جبهة "الإنقاذ" وقال: "عندنا 15 عضوًا من الجبهة فى لجنة الخمسين، وعايزين الأعضاء ينسقوا مع بعض، ويتفقوا على ألا يُطالبوا ويسمحوا لأحد بالمطالبة بإلغاء المادة اللعينة التى وضعها حزب النور عن الشريعة الإسلامية".