قال موقع "فايس نيوز" البريطاني إن ما سماه دعم مصر التدخل العسكري الروسي في سوريا, ليس مستغربا, خاصة أن العلاقات بين البلدين شهدت تقاربا ملحوظا, منذ عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي. وأضاف الموقع في تقرير له في 6 أكتوبر أن روسيا تسعى لاستعادة نفوذها في الشرق الأوسط, فيما ترحب مصر بالتقارب معها, نظرا لما تواجهه من انتقادات غربية لما سماها حملتها "القمعية" ضد المعارضين, حسب تعبيره . وتابع " الغرب فرض عقوبات على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية, كما انتقد سياسات النظام المصري، ولذا تلاقت مصالح موسكو والقاهرة في الابتعاد عن الغرب". واستطرد " موسكو لا تنتقد القمع في مصر, مثلما يفعل الغرب, ولذا ليس مستغربا أن تدعم مصر التدخل العسكري الروسي في سوريا", على حد قوله. ونقل الموقع عن نيكولاي كوزانوف الباحث بمركز دراسات "تشاتام هاوس" البريطاني، قوله: "مصر تدعم روسيا فيما يتعلق بسوريا, لأنها حريصة على عدم استعدائها, وترغب في أن تكون حليفا رئيسا لها بالشرق الأوسط". وكان الأكاديمي اللبناني فواز جرجس, أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز الشرق الأوسط في جامعة لندن, أبدى عدم استغرابه من تباين مواقف الدول العربية فيما يتعلق بالتدخل العسكري الروسي في سوريا, حيث رفضت السعودية وقطر هذا التدخل, فيما أيدته مصر والعراق, على حد قوله. وقال جرجس في تصريحات ل"الجزيرة" في 5 أكتوبر إن المواقف العربية منذ بداية الأزمة السورية, شهدت خلافات جذرية ظهرت جليا في الجامعة العربية، فكان هناك محور السعودية وقطر, الذي يحمَّل نظام بشار الأسد الكارثة, التي حصلت في سوريا, ويعتبر رحيله المخرج الوحيد للأزمة، والمحور الثاني المضاد, الذي يضم الجزائر والعراق ومصر, والذي كان منحازا لنظام الأسد, وإن كان على استحياء وقتها, لوجود مؤشرات حول قرب سقوط الأسد, حسب تعبيره. وتابع " التدخل الروسي في سوريا جعل المواقف العربية واضحة، وأصبحت مصر تقود المحور الثاني، وترى أن السيادة تتمثل في الدولة السورية والجيش، مع خوف من المعارضة السورية, خاصة الإسلامية منها". وأشار جرجس إلى أن هدف التدخل الروسي واضح للغاية، وهو مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد على البقاء في السلطة، ومساعدة الجيش النظامي السوري في ثلاث محافظات, هي حمص وإدلب وحماة, أحرزت المعارضة فيها إنجازات كبيرة خلال الفترة الماضية، مؤكدا أن روسيا لا تميز بين كتائب المعارضة السورية المختلفة, وتعتبرها جميعا إرهابية. وبالنسبة لفكرة وجود تفاهم أمريكي روسي على الضربات الروسية، استبعد جرجس هذا الأمر, ولكنه قال إن هناك مخاوف أمريكية روسية مشتركة من أن يؤدي سقوط نظام الأسد إلى انهيار الدولة السورية، أو أن تغير المعارضة الإسلامية وجه المشرق العربي. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية شككت في إمكانية أن تحقق روسيا إنجازا ملموسا يحول مسار الحرب الأهلية المستمرة منذ 4 سنوات في سوريا. ونقلت الصحيفة في تقرير لها في 4 أكتوبر عن محللين قولهم : "إذا لم تعزز موسكو مشاركتها العسكرية المحدودة المقتصرة على العمليات الجوية فمن المرجح ألا يكون لها دور مؤثر في الحرب". وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الروسي يمتلك معدات قديمة، كما أن شريكه الجيش السوري منهك وضعيف وغير مدرب جيدا، فضلا عن أن معظم الجمهور الروسي لايفضل إطالة أمد الصراع. ونقلت الصحيفة عن إيفجيني بوجينسكي، الجنرال المتقاعد بالجيش الروسي، قوله: "روسيا خاضت حروباً برية صغيرة في السنوات الأخيرة، لكن هذه هي المرة الأولى التي تتبع فيها الولاياتالمتحدة, القصف من الجو لإلحاق أكبر ضرر ممكن هي تكتيكات خاصة بالولاياتالمتحدة". كما نقلت الصحيفة عن رسلان باخوف، الخبير في شئون الدفاع ومدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات بموسكو، قوله: "نحن في الأساس مبتدئون في هذا النوع من الحروب. وعندما تكون مبتدئا، سترتكب بعض الأخطاء نأمل ألا تكون قاتلة، ولكن من الواضح أن هناك خطر وقوع إصابات".