كشفت أستاذة الاقتصاد بجامعة موسكو إيرينا فيليبفا عن الخسائر, التي سيتحملها اقتصاد بلادها, بسبب التدخل العسكري في سوريا, مرجحة أن تكون الفاتورة باهظة. وقالت فيليبفا في تصريحات ل "الجزيرة" إن قرار التدخل العسكري لم يكن صائبا, خاصة أنه جاء في وقت يعاني فيه الاقتصاد الروسي من أزمة اقتصادية خانقة وعقوبات غربية. وتابعت " الأزمة الأوكرانية أيضا استنزفت, وما زالت تستنزف الخزينة الروسية, نحن في غنى عن التورط في نزاعات خارجية، بل يجب العمل على النهوض باقتصاد بلادنا". واستطردت فيليبفا "التدخل العسكري يتطلب زيادة إنفاق للمجهود الحربي الجديد، وتقليص الإنفاق على قطاعات أخرى كالصحة والتعليم، وخطط التحديث التي اتخذتها حكومتنا الحالية، وبرامج الاستغناء عن الاستيراد, مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمجتمع الروسي". وكان الخبير الروسي في شؤون الشرق الأوسط أندريه ستيبانوف قال أيضا إن إعلام بلاده يمارس التضليل والكذب العلني تجاه ما يحدث في سوريا، ولا يقدم صورة حقيقية للجرائم التي يرتكبها نظام بشار الأسد بحق المدنيين العزل وأضاف ستيبانوف في تصريحات ل"الجزيرة" أن الشعب الروسي يعارض التدخل العسكري بسوريا, مستشهدا باستطلاع للرأي أجري قبل نحو شهرين أظهر أن ما يزيد على 69% من الروس عارضوا التدخل العسكري بالشأن السوري, وعارضوا إرسال قوات إلى الخارج تحت أي ذريعة كانت. وتابع "الإعلام الروسي يمارس التضليل تجاه ما يحدث في سوريا، ولذا يوجد لدى بعض الروس صورة مغلوطة عن حقيقة الوضع المأساوي هناك، ولا يبقى أمام الكثيرين سوى مواقع التواصل الاجتماعي للإطلاع على حقيقة ما يحدث هناك". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية شككت أيضا في إمكانية أن تحقق روسيا إنجازا ملموسا يحول مسار الحرب الأهلية المستمرة منذ 4 سنوات في سوريا. ونقلت الصحيفة في تقرير لها في 4 أكتوبر عن محللين قولهم : "إذا لم تعزز موسكو مشاركتها العسكرية المحدودة المقتصرة على العمليات الجوية فمن المرجح ألا يكون لها دور مؤثر في الحرب". وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الروسي يمتلك معدات قديمة، كما أن شريكه الجيش السوري منهك وضعيف وغير مدرب جيدا، فضلا عن أن معظم الجمهور الروسي لايفضل إطالة أمد الصراع. ونقلت الصحيفة عن إيفجيني بوجينسكي، الجنرال المتقاعد بالجيش الروسي، قوله: "روسيا خاضت حروباً برية صغيرة في السنوات الأخيرة، لكن هذه هي المرة الأولى التي تتبع فيها الولاياتالمتحدة, القصف من الجو لإلحاق أكبر ضرر ممكن هي تكتيكات خاصة بالولاياتالمتحدة". كما نقلت الصحيفة عن رسلان باخوف، الخبير في شئون الدفاع ومدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات بموسكو، قوله: "نحن في الأساس مبتدئون في هذا النوع من الحروب. وعندما تكون مبتدئا، سترتكب بعض الأخطاء نأمل ألا تكون قاتلة، ولكن من الواضح أن هناك خطر وقوع إصابات".