تأييد واسع بين النشطاء.. والأحزاب ترفض التراجع: لن يحقق نتائج انتخابات 2010 جاءت دعوة الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية الأسبق، بمقاطعة الانتخابات لتثير ردود فعل واسعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي, إذ اعتبرها المؤيدون مخرجًا للأزمة التي تعيشها مصر. وقال المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية عبر حسابه على موقع "تويتر": "لنتذكر، كانت الدعوة منذ 2010 لمقاطعة الانتخابات البرلمانية والرئاسية، والاستفتاءات، وغيرها من صور الديمقراطية الشكلية وسيلة فعالة للتغيير". وكتب البرادعي، الذي غادر مصر بعد فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة" في أغسطس 2013، تغريدة أخرى، جاء فيها: "مانديلا مرة أخرى في السياسة والأخلاق: عندما تتخلي عن طريق أو فكرة خاطئة يكون الانسحاب نوعا من القيادة". في الوقت الذي تراجعت فيه العديد من الأحزاب السياسية عن مواقف سابقة بمقاطعة العملية الانتخابية، وفي مقدمتها، حزب "الدستور" الذي أسسه البرادعي، إذ قررت الهيئة العليا للحزب، المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد إعلان مقاطعتها من قبل، وسط خلافات بين الأعضاء الرافضين والمؤيدين للقرار. كانت الهيئة العليا لحزب "الدستور" اتخذت قرارًا بمقاطعة الانتخابات البرلمانية في السابع من فبراير الماضي، لكن مع الخلافات، التي نتج عنها استقالة الدكتورة هالة شكر الله من منصبها كرئيس للحزب، بعد أن أحالها رئيس مجلس حكماء الحزب إلى التحقيق وتولى تامر جمعة، الأمين العام لحزب "الدستور"، منصب الرئيس المؤقت للحزب، أوصى المكتب السياسي للحزب في بيان له مطلع سبتمبر الجاري، أعضاء الهيئة العليا بالتراجع عن قرار المقاطعة، والمشاركة في الانتخابات. كما أعلن حزب "التحالف الشعبي"، خوض العملية الانتخابية، متراجعًا عن موقفه السابق بمقاطعة العملية الانتخابية، عقب مقتل أمينه العمل الجماهيري بالحزب بمحافظة الإسكندرية شيماء الصباغ خلال إحياء الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير. وجاء ذلك بعد أن صدر حكم بسجن ضابط شرطة بتهمة قتل الصباغ، ما دفع الأصوات المطالبة بمقاطعة الانتخابات إلى التراجع عن موقفها، ووافقت بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة بنسبة موافقة 75% من أعضائها، وذلك في شهر أغسطس الماضي، وبالفعل قام قيادات الحزب بالتنسيق مع ائتلاف الأحزاب الاشتراكية فيما بينها على المقاعد الفردية. فيما يدرس تحالف التيار الديمقراطي يدرس خوض الانتخابات البرلمانية بعد أن قرر المقاطعة في بداية الماراثون الانتخابي وذلك بأسباب تتعلق بوجود شبهة دستورية بقوانين الانتخابات البرلمانية، لكنه أوصى أحزابه بالمشاركة في السباق البرلماني إلى أن أعلن نيته خوض الانتخابات. وكانت بيانات إعلامية تحدثت عن تراجع حزب التيار الشعبي "تحت التأسيس" عن قراره مقاطعة الانتخابات البرلمانية، إلا أن السفير معصوم مرزوق القيادي بالتيار، أكد أن موقف التيار مازال واضحًا بعدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة، في ظل المناخ السياسي الحالي. وقال الدكتور مدحت الزاهد نائب رئيس حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، إن البرادعي يستنسخ بدعوته سيناريو مقاطعة الانتخابات في 2010، لكنه ليس بالضرورة سيقدم نفس النتائج، مشيرًا إلى أن الأحزاب في تلك الانتخابات لم تقرر مقاطعة الانتخابات البرلمانية من أول جولة حيث إنها شاركت في بداية، ولكن مع التزوير الصارخ الذي فعله رجال الوطني بأمر من أحمد عز قررت الأحزاب المقاطعة. وأضاف الزاهد ل"المصريون"، أن فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك تختلف عن تلك الفترة، حيث إن الأخير وصل لذروته في الظلم بعد التزوير العلني للانتخابات، بالإضافة إلى أنه كان يعاني من عزلة بعد انقلاب من حوله وظهور حركات جديدة معارضة للنظام من حركة كفاية إلى الجمعية الوطنية للتغيير، فضلاً على أن تلك الفترة لم تشهد الإرهاب بهذا الشكل الذي تشهده البلاد الآن والذي من واجبنا أن نستشعر تجاهه بحجم المسئولية. مع ذلك، قال إن "الحزب يعترض على عدد من السياسيات، والتي منها سياسة الدولة في التعامل مع الإرهاب"، مشددًا على ضرورة مواجهة الإرهاب تحت جناحي العدل والحرية، كما أن سياسة الإقصاء التي تنتهجها الدولة تعد مشكلة وعلى النظام أن ينتبه لذلك، حيث إن مردود ذلك سينتج تشكيل مجالس موازية، وأصوات معارضة من الخارج، كما حدث قبل ثورة 25 يناير. ووصف الزاهد الانتخابات البرلمانية المقبلة ب"حقل الألغام كبير" للأحزاب السياسية، خصوصا بعد قوانين الانتخابات الإقصائية، بالإضافة إلى قرار لجنة الانتخابات بإعادة الكشف الطبي والذي أدي إلى إرباك وإثارة الشكوك على حد تعبيره. وعن قرار الحزب السابق بمقاطعة الانتخابات، أوضح نائب رئيس حزب التحالف الشعبي، أن الحزب لم يدعو لمقاطعة الانتخابات، مؤكدًا أن الحزب دعا بعدم المشاركة بعد مقتل شيماء الصباغ، كموقف احتجاجي، مشيرًا إلى أن الحزب قرر تسمية ذلك بعدم المشاركة وليست المقاطعة، لوعيهم بأن المقاطعة تعنى دعوة الشعب إلى مقاطعة الانتخابات بكافة أشكالها وصنع عزلة للنظام ولا يحدث ذلك إلا في ظروف استثنائية. وأكد فريد زهران، نائب رئيس الحزب "المصري الديمقراطي"، أن مقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة ليست لها مبرر، مشيرًا إلى أن دعوة الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، لمقاطعة الانتخابات في غير محلها على الإطلاق، بل على العكس، فإن المشاركة في انتخابات البرلمان عام 2010 أسقطت ورقة التوت الأخيرة عن الحزب الوطني ونظام مبارك الفاسد وكانت سببًا رئيسيًا في اندلاع ثورة 25 يناير. ودعا زهران، البرادعي إلى العودة لأرض الوطن مشيرًا إلى أن "المقاطعة عمل إيجابي ونضالي، ولكن ليس لها علاقة بأن تهرب خارج البلاد وتهرب من المشاركة وتتحدث عن المقاطعة، فهذا كلام غير دقيق وغير صحيح بالمرة، والحديث عن تزوير الانتخابات يتطلب المشاركة فيها أولا وإذا كانت هناك أي مخالفات فهنا نستطيع أن نفضحها".