وقعت منظمة التعاون الإسلامي، والحكومة الليبية ، على الحروف الأولى لبرنامج تعاون مكثف بين الجانبين، وذلك في ختام زيارة قام بها أكمل الدين إحسان أوغلى، الأمين العام للمنظمة، إلى طرابلس الغرب واستمرت يومين، التقى خلالها برئيس المجلس الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، ورئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب، ووزير خارجيته، عاشور بن خيال. وأكد إحسان أوغلى أن الهدف من زيارته إلى ليبيا الجديدة يعنى بشقين، (الأول معنوي يعبر عن دعم الأمانة العامة للتعاون الإسلامي لليبيا الجديدة، ويكرر دعمها لمضي القيادة الليبية في بناء دولة ديمقراطية، فضلا عن تقديم التهاني للشعب الليبي على انتصار ثورة 17 فبراير). وأضاف بأن الشق الثاني للزيارة يتمثل في عزم المنظمة على توسيع إطار التعاون مع ليبيا ليشمل عدة مجالات سياسية واقتصادية وتعليمية، بالإضافة إلى مساعدة ليبيا على الانخراط أكثر في الأنشطة والبرامج التي تقوم بها المنظمة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي. ووقع إحسان أوغلى وبن خيال على محضر اجتماع يشتمل على لائحة بالبرامج التي تعتزم المنظمة تقديمها للجانب الليبي، يبرز منها المساعدة على بناء المؤسسات السياسية والدستورية والإدارية، وتنظيم مراقبة الانتخابات، التي افتقدتها ليبيا لعقود طويلة، بالإَضافة إلى تقديم العون للجانب الليبي في سعيه إلى إنشاء قاعدة مصرفية إسلامية، في ظل عدم وجود بنية تحتية لها في البلاد. وشملت البرامج كذلك تقديم الخبرات اللازمة من قبل منظمة التعاون الإسلامي في مجالات تحديث المناهج التعليمية، والارتقاء بالعملية التعليمية بشكل عام. وسوف تتواصل هذه البرامج في إطار خطة مرحلية يشارك فيها كذلك البنك الإسلامي للتنمية، والمركز التجاري الإسلامي، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الإسلامية (إسيسكو). وكان الأمين العام للمنظمة قد بحث مع عبد الجليل، تعزيز العلاقات بين الجانبين، حيث كرر عبد الجليل خلال اللقاء شكر بلاده وامتنانها لموقف المنظمة الذي وصفه بالسبّاق في تأييد الثورة الليبية عبر بيانها التاريخي في 22 فبراير من عام 2011، مشيرا إلى أن هذا الدعم تواصل حتى وصلت الثورة إلى أهدافها وتحقق الانتصار، ومعربا في الوقت نفسه عن تطلعه إلى المزيد من التعاون مع المنظمة. بدوره شدد إحسان أوغلى على استمرار موقف المنظمة الداعم لليبيا الجديدة، وقال إننا (سوف نقف معكم من خلال مؤسساتنا المتنوعة)، داعيا الليبيين إلى الالتفاف حول إنجاز الثورة. وفي ختام زيارته التي استمرت يومين، وقع الجانبان الليبي والمنظمة على محضر اجتماع اشتمل على نتائج الزيارة، كما خاطب الأمين العام للمنظمة أعضاء المجلس الانتقالي، وحثهم على ضرورة الحفاظ على مكتسبات الثورة، والمضي بهذا الاستحقاق إلى ما يصبو إليه الشعب الليبي.