رأى الباحث المصري فى العلاقات الدولية، محمد محسن أبو النور، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا المقررة بين يومي 2527 من الشهر الجاري تعد أهم زيارة خارجية لرئيس عربى فى عام 2015 على الإطلاق. وقال أبو النور، في تصريحات خاصة ل "المصريون"، إن تلك الزيارة تستمد أهميتها القصوى من عدة اعتبارات، وعلى رأسها إعادة ترتيبات الأمن في إقليم الشرق الأوسط بعد الفراغ الطارئ والناشئ عن تغيير السياسة الخارجية الأمريكية تجاه توازنات القوى بالإقليم. وأوضح أبو النور، الذي نشر عدة دراسات عن السياسات الدولية في الإقليم والسياسة الخارجية المصرية، أن مصر وروسيا تستهدفان تدشين تحالف على نحو مستحدث لملء فراغ القوة، خاصة في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي، مع الإدراك المصري لطبيعة الدور الروسي وحجمه في تعديل وتطوير مجرى مفاوضات الملف النووي الإيراني وتحويلها من قضية أمنية إلى ملف دبلوماسي متكامل الأركان. ودلل أبو النور، على ذلك بأن مصر هي الدولة الإقليمية الوحيدة التي أقامت معها روسيا على مدى الأعوام الماضية مباحثات في صيغة (2 + 2) والقائمة على مباحثات وزيري الخارجية والدفاع في البلدين، وهي أرفع درجة من المباحثات الاستراتيجية الروسية تجريها مع عدد محدود من دول العالم ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى في السياسة الخارجية الروسية؛ ما يعني أن الزيارة الحالية للرئيس السيسى، التي تعد خامس زيارة له إلى موسكو في عامين، تعطي فكرة عن المدى العميق الذي وصل إليه التفاهم الروسي المصري تجاه مستجدات الأحداث على الساحة. وأوضح إنه بالرغم من أن العلاقات المصرية الروسية في أوج مراحلها على مستويات التجارة والاقتصاد (الانضمام المرتقب لمجموعة البريكس الغاز الروسي المسال الخضروات والزروع المصرية صفقة التسليح الروسية ميج 29/ إس 300/ القطعة البحرية إر 32 مولينيا التكنولوجيا الروسية في مفاعلي الضبعة الاستثمار في محور قناة السويس الجديدة السياحة الروسية إلى مصر)، إلا أن العلاقات بين القاهرةوموسكو تحكمها السياسة في المقام الأول، معتبرًا أن تلك الظواهر الاقتصادية والعسكرية تعمل على تقوية السياسة وليس العكس. وأشار الخبير في العلاقات الدولية في معرض حديثه، إلى القمة المصرية الروسية المرتقبة، وأن تعدد الزيارات على مستوى القمة في العامين الأخيرين يعكس أمرًا جوهريًا ورئيسيًا في السياسات الدولية وهو التطابق المصري الروسي في وجهات النظر حيال الأمن الإقليمي وتسوية النزاع في سوريا وحرب التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في منطقة بادية الشام. واختتم أبو النور، تصريحاته بالتأكيد على حقيقة أفرزتها العلاقات المصرية الروسية على هذا النحو في الأعوام الأخيرة، وهي أن العلاقات المصرية الروسية ستمثل للولايات المتحدةالأمريكية في علاقاتها بمصر، علاقة عكسية، بمعنى أن أي تقارب مصري روسي هو في الحقيقة خصم فوري من الرصيد الأمريكي لدى القاهرة التي بدونها لا تستطيع واشنطن إقامة الحرب أو إقرار السلام في إقليم الشرق الأوسط.